الانتخابات في سيناء.. حضر الأمن وغاب الناخبون

من أمام إحدى اللجان الانتخابية في سيناء

وسط إقبال ضعيف نسبيًا في مدينة العريش وآخر متوسط بمدن الشيخ زويد وبئر العبد،  أغلقت لجان الانتخابات الرئاسية أبوابها في يومها الأول، مساء الاثنين، في تمام التاسعة مساء بمحافظة سيناء.   

وأرجع مواطنون انخفاض نسبة الإقبال إلى انشغال آلاف الأهالي بالركض خلف سيارات الخضار والمواد الغذائية، نتيجة معاناتهم من نقص شديد في المواد الغذائية والأدوية واستمرار غلق الطرق ومحطات الوقود؛ مما انعكس سلبًا على المشاركة في الانتخابات.  وتجري الانتخابات الرئاسية في أرض الفيروز في ظروف استثنائية حيث تشهد المحافظة منذ نحو 45 يومًا عملية المجابهة الشاملة "سيناء 2018 ".

 المواطن حسن إبراهيم قال لـ«مصر العربية»: إن أهم أسباب عدم الإقبال على الانتخابات فى العريش إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى الانتخابات من مسافات بعيدة، بسواتر حديدية والمدرعات، عدم وجود مواصلات بشكل شبه كلى، وسيارات الميكروباص المخصصة تمر من شوارع بعيدة بسبب إغلاق غالبية الشوارع الجانبية، وجود كمائن كثيرة بالطرق المؤدية إلى لجان الانتخابات لجانب.

وأضاف إبراهيم أن الأهالي غالبيتهم مشغولون بالبحث عن الطعام، خصوصًا بعد نشر بعض المواقع أن السمك سوف يدخل العريش، اليوم الاثنين، ما جعلهم يهرولون إلى سوق السمك وبعض المنافذ الأخرى بمدينة العريش. وأشار إلى أن الأهالي تواجدوا فى طوابير الأسماك والمواد الغذائية الأخرى، خشية نفاذ السمك بينما الانتخابات مستمرة ليومين آخرين.

 وقال إبراهيم جرادات، من سكان الشيخ زويد ومقيم بالعريش، إن أهالي رفح والشيخ زويد المنقولون للعريش لم يجدوا أسماءهم فى كشوفات الناخبين بلجان العريش، رغم الإعلان عن تخصيص لجنة لهم، إلا إنهم لم يعثروا عليها ولم يدلوا بأصواتهم.

محمد أبوفردة من سكان مدينة الشيخ زويد قال لـ«مصر العربية»: "إن الشيخ زويد شهدت إقبالاً متوسطًا على الانتخابات بعدما قدم عضو مجلس النواب عن مدينتي رفح والشيخ زويد وعودا بأن يجري تسهيل دخول المواد الغذائية والأدوية إلى المدينة بعد الانتهاء من العملية الانتخابية بشكل كامل، نظرا لمعاناة الأهالي من أزمة خانقة في الحركة والمواد التموينية والغذائية.

 وللمرة الأولى، تخلو مدينة رفح من لجان الانتخابات، لدواع أمنية ولقلة عدد المواطنين الموجودين برفح وقراها، نتيجة نزوحهم لمناطق أخرى ، حسبما قال المواطن الرفحاوي سامي المنيعي، لـ«مصر العربية»، وهو من سكان منطقة الماسورة برفح.

وشهدث مدينة ومركز بئر العبد،  إقبالاً متوسطًا للناخبين بمركزي رمانة وبئر العبد، نظرًا لعدم وجود مواصلات بسبب إغلاق محطات الوقود، وعزوف الأهالي عن المشاركة لضعف المنافسة وتأكدهم من فوز المرشح الأقوى عبدالفتاح السيسي، حسب المواطن محمد عبد القادر من قرية نجيلة بمركز بئر العبد.

 وقال المواطن محمود الهرش، من قرية رابعة ببئر العبد، إنه كان من المفترض فتح الطرق وإيصال الطعام والوقود إلى الأهالي، وتسير الطريق غربا وشرقا لكي يشعر الناس بحرية الاختيار والانتخاب، ولكن للأسف تم الإبقاء على غلق الطرق وتعزيز الكمائن على الطريق الدولي العريش القنطرة وخاصة بمنطقة رابعة، ما أثر على نفسية وحركة الأهالي ودعاهم للعزوف عن المشاركة والتزام منازلهم.

وشددت قوات الأمن من إجراءاتها في محيط المراكز الانتخابية في مدن محافظة شمال سيناء؛  إثر التهديدات التي أطلقها تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي، بنيته استهداف مراكز الانتخابات، خلال إصداراته المرئية الأسابيع الماضية.

ولم يتمكن الصحفيون المتواجدون بشمال سيناء، من دخول لجان الانتخابات بعد تعذر وصول تصاريح التغطية بهم من القاهرة لإغلاق مدينة العريش عند كمين الميدان، ومنعت قوات الأمن التصوير داخل وقرب اللجان، بدون تصريح.

وكانت القوات المسلحة قد بدأت عملية المجابهة الشاملة " سيناء 20188" في التاسع من فبراير الماضي، وأغلقت الطرق الدولية وخاصة طريق العريش – القنطرة الدولي ، لجانب إغلاق كافة محطات الوقود بالمحافظة حتى اليوم.

ويبلغ عدد الناخبين فى محافظة جنوب سيناء 101 ألف و7422 مواطنًا يصوتون فى 18 لجنة فرعية تشرف عليها 9 لجان عامة و15 مركزًا انتخابيًا.

ويبلغ عدد من لهم حق التصويت بجميع أرجاء الجمهورية 59 مليونا و788 ألفاً و138 ناخبا يصوتون فى 13 ألفا و706 لجان فرعية تمثلها 367 لجنة عامة بإشراف 18 ألف قاضى تقريبا يعاونهم 110 آلاف موظف.

وتجرى الانتخابات الرئاسية تحت إشراف 18 ألفًا و 6788 قاضيًا، وسط إجراءات أمنية مشددة من القوات المسلحة والشرطة لضمان سير العملية الانتخابية.

وستجرى عملية فرز الأصوات في اليوم الثالث والأخير للانتخابات، التي يحق فيها لنحو 59 مليون مواطن داخل البلاد، التصويت بجميع محافظات البلاد. يشار أن تصويت الناخبين في الخارج جرى في الفترة بين 16 و18 مارس/آذار الجاري، وسط حديث رسمي عن "إقبال جيد"، دون الإعلان عن نسبة المشاركة، على أن تُعلن بعد عمليات الفرز بالداخل. ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للرئاسيات النتيجة النهائية للانتخابات في 2 أبريل. ومن المتوقع الإعلان رسميًا عن النتائج أول مايو المقبل، مع ترجيح كفة فوز السيسي بولاية  ثانية بسهولة، واستبعاد إجراء جولة إعادة.

 

 

 

مقالات متعلقة