أدوار واضحة لعبها نواب البرلمان لدعم وتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ذكرت المصريين بأدوار مماثلة لعبها نواب مبارك في مناسبات انتخابية مشابهة، غير أن هناك 4 اختلافات بين طبيعة نواب (سرور) و(عبد العال).
تتعلق الاختلافات الأربع أبرزها بالخبرة السياسية، وطبيعة الأهداف، والسياق السياسي والدستوري، وشكل انخراط النواب في عملية الدعاية والترويج لمرشح رئاسي.
وترصد "مصر العربية" الفوارق بين أدوار وأهداف "كمال الشاذلي وصفوت الشريف وأحمد عز" وبين "السويدي وصلاح حسب الله والسلاب".
أولا: الخبرة:
تمتع نواب البرلمانات السابقة بخبرات هائلة، ولم تدخل أسماء "كمال الشاذلي وأحمد عز ومفيد شهاب" السياسة من أسهل أبوابها، وإنما كان من بينهم "مرجعيات قانونية وقامات جامعية" مدعومة بخبرات قانونية وميدانية تمثل ثقل في أي مناسبة سياسية، على عكس النواب الحاليين اللذين يعد أقدمهم ارتباطا بالسياسة، هم مؤسسي الأحزاب التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير.
كما أن نواب برلمان مبارك كانوا من المنتمين لـ"الحزب الوطني" بكل مايملكه من آليات ضخمة وهيكل إداري بمهام محددة وأدوار مرسومة بعناية، فيما يتحلق النواب الحاليين حول "ائتلاف دعم مصر" الذي يضم ممثلين عن 11 حزب وتيار سياسي مختلف في غياب لرؤية وأجندة وراية واحدة كانت تميز أداء كوادر الحزب الوطني.
ثانيا: الأهداف
كان الشغل الشاغل لنواب العهد السابق "محدودي الدخل" في القرى والنجوع، وشكلوا أهداف هامة في أي مناسبة انتخابية، ونجل الرئيس الأسبق جمال مبارك كان متبنيا لبرنامج "القرى الأكثر فقرا" وحرص على زيارتها مع نواب محافظات الصعيد، في الوقت الذي يركز فيه النواب الحاليين على "المرأة" بشكل أساسي ويليها فئة "الشباب" كأكثر الأهداف المستهدف الوصول إليها ومخاطبتها وإغرائها للتواجد أمام الصناديق.
ثالثا: العدد
لم يتصدر مشهد الدعاية والترويج للرئيس مبارك في الانتخابات التي جرت العام 2005 سوى وجوه قليلة، ولن يتجاوزا أصابع اليدين في أحسن الاحوال، وهم كوادر الحزب من الأسماء ذات الثقل، أما حاليا فعدد النواب المنخرطين في الدعاية للرئيس السيسي بحسب مراقبون وصلوا إلى 347 دشنوا مؤتمرات إنتخابية وجولات بالمحافظات، بخلاف حوالي 500 نائب احتفوا بتوقيعهم استمارات انتخابية للرئيس السيسي.
رابعا: نظرة الرئيس للنواب
مبارك كان يعرف جيدا عدد كبير من نواب البرلمان، سواء من الحزب الوطني أو المعارضة، كان يعرف بالطبع كمال الشاذلي وأحمد عز وغيرهم والقائمة تطول، أما الرئيس السيسي ففي مناسبات مختلفة أظهر عدم دراية واضحة بالنواب أومعرفة بأغلبهم، وظهر ذلك في لومه الشهير للنائب أبو المعاطي مصطفي حينما صرخ فيه : "إنت مين، نائب إيه"، وفي أحد المؤتمرات الشبابية حينما عرفت النائبة دينا عبدالعزيز نفسها وجاوبها الرئيس: "إنتي نائبة؟ سنك صغير".
عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قال إن الفوارق بين أدوار النواب وقت مبارك وحاليا كبيرة وواضحة، مشيرا إلى أن أبرزها غياب "القيادة"، وأنه بعد وفاة سامح سيف اليزل لم يلتف النواب الحاليين حول قيادة تشكل حلقة وصل مباشرة بينهم وبين الرئيس كما كان حادثا في عهد الحزب الوطني.
وأوضح ربيع لـ"مصر العربية" أن "نجوم البرلمان" غائبين حاليا، وأنه في الوقت الذي كان يعرف فيه مبارك وجوه برلمانية كثيرة ويتابعهم، فإن السيسي لايعرف الكثير من الوجوه البرلمانية الحالية، بالإضافة إلى أن التعليمات بالمهام المطلوبة أيام مبارك كانت "أكثر دقة وتحديدا" من الآن، ويعود ذلك إلى الاختلافات بين إئتلاف دعم مصر والحزب الوطني.
فيما يرى رامي محسن مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية أن نواب البرلمان الحاليين في طريقهم لاستلهام طريقة الحزب الوطني ونوابه، بعدما رأي بعينه "استمارات" يوقع عليها نواب دعم مصر لتحويله إلى "حزب سياسي"، قائلا إن نواب مبارك كانوا يرسمون أدوارهم وقت الإنتخابات في "الغرف المغلقة"، أما الغرف الآن فهي "مفتوحة" ولو بقدر ضئيل.
وتابع محسن لـ"مصر العربية": نواب المجلس الحالي بذلوا مجهودات أكبر من نواب مبارك في الدعاية للإنتخابات الرئاسية، قائلا: مجلس سرور لم يحصل على عطلة برلمانية "شهر" استعدادا للانتخابات، ولم يقوم 347 نائب بتدشين مؤتمرات رئاسية وجماهيرية، وأنه بالتالي المهمة أمام نواب مبارك كانت أسهل من الآن.