في تسريب جديد| مبارك «بطل».. وسياسيون: لهذه الأسباب حاول تبرئه نفسه

الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك

(عاوزين يزيحوني بأي تمن، الثورة ابتدت لما الأمريكان اشتغلوا فيها من 2005 وأنا كنت حاسس).. هكذا دافع الرئيس الأسبق حسني مبارك عن نفسه بعدما أزاحته أصوات الملايين الهادرة في شوارع مصر عن كرسي الحكم الذي جلس عليه نحو 30 عاما.

 

في تسريب صوتي نشرته صفحة (أنا أسف ياريس)على موقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك" قال الرئيس الأسبق إن:(الثورة ابتدت، لما الأمريكان اشتغلوا فيها من 2005 و أنا كنت حاسس.. لذلك أنا في اجتماع 2010 في ديسمبر قولتلهم يا جماعة الأمريكان حطوا صوابعهم في الشق مني).

 

وتابع الرئيس الأسبق في التسريب الذي حصل على نحو 2000 مشاركة: (لا قادر أتنازل لهم عن القاعدة ولا ميناء ولا أي حاجة ولا اتصالات ولاحاجة عاوزين يزيحوني بأي تمن كنت حاسس طبعا من 2005 شغالين قلت لهم على العموم أنا في 2011 هاسلم الحكم).

 

وأضاف في التسجيل الصوتي الذي استمر نحو 51 ثانية: (مش هاسلمه توريث..ولاد الكلب كدابين الأمريكان هما اللي أشاعوا حكاية التوريث دي والناس صدقتهم، قلت لهم يا جماعة نظامنا جمهوري مفيش فايدة، البتاعة الإعلامية أقوى مننا، أنا هاودي ابني يمسك البلد؟ دي عاوزة واحد من القوات المسلحة وله علاقة بيهم).

 

التسجيل الصوتي لمبارك حمل دلالات عدة في ظل التصويت على الانتخابات الرئاسية و الأحاديث المتواترة عن ما يسمى بصفقة القرن، غير أن سياسيون اختلفوا حول مغزى التسريب والرسائل التي يريد الرئيس الأسبق إيصالها.

 

يقول الدكتور أحمد دراج أستاذ العلوم السياسية، إن التسجيل الصوتي لحسني مبارك ليس له قيمة في هذا التوقيت لأن الأوضاع في مصر عادت مليون خطوة إلى الوراء، مشيرا إلى أن كل الأطراف إبان عهد مبارك أخطأت ولم يدركوا خطوة ما أقدموا عليه.

 

 

دراج يضيف لـ"مصر العربية ": أن إذا كان مبارك يرى أن ما حدث في ثورة يناير مخطط أمريكي لماذا سلم البلاد إذن بطريقة غير دستورية، حيث ينص الدستور الذي كان معمولا به حينها على تسليم البلاد لرئيس مجلس النواب و ليس للمجلس العسكري.

 

ويوضح دراج أن مبارك رغم وطنيته إلا أنه ارتكب أخطاء فادحة، واصفا حديث مبارك خلال التسجيل الصوتي بـ"التدليس"،لافتا إلى أن مبارك السبب في صعود الإخوان المسلمين للسلطة و كذلك الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

يشير إلى أن لا فرق بين عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك والسيسي، بل أن مبارك كان يسمح بهامش من الحركة لكن الآن السيسي يحكم مصر تحت التهديد، على حد وصفه، متابعا أن مبارك كان يجب أن يعتذر عن أخطائه لكنه خرج ليتبرأ منها، قائلا:(واضح أن هذا الزمن يتبرأ فيه الجميع من أخطائه).

 

لكن السفير معصوم مرزوق السياسي البارز يربط بين التسجيل الصوتي في هذا التوقيت والانتخابات المزمع التصويت فيها مارس الجاري، حيث يرى أن التسجيل الصوتي يؤكد على فكرة أن مصر لابد أن يحكمها "عسكري".

 

يقول مرزوق لـ"مصر العربية" إن النظام عليه أن يكف عن مثل هذه الدعاية لأن تكرارها ربما يجعل المواطنين يفكرون في حاكم مدني بالفعل، مشيرا إلى استحالة صعود مدني للحكم في الفترة المقبلة بسبب ما يتعرضون له لتنكيل كما حدث مع مرشحي الرئاسة.

 

مرزوق يضيف أن مبارك لا يزال يعيش في جو المؤامرة الكبرى على مصر، وأن البلاد محور الكون و تفكير العالم الذي لا يفكر سوى في تدمير مصر،قائلا :(ده هري ملوش معنى).

 

غير أن المهندس ممدوح حمزة- الناشط السياسي- اختلف مع سابقيه، حيث قال إن أحد رجال المخابرات الكبار أخبره في وقت سابق أن مبارك رفض فكرة الوطن البديل في عام 2005 ورفض فكرة تمكين جماعة الإخوان المسلمين.

 

وأوضح حمزة لـ"مصر العربية" أن مؤسستين أمركيتين أطلقوا تقارير في عام 2005 أن أمريكا لن تستطيع محاربة الجماعات الجهادية في الشرق الأوسط على غرار أفغانستان ففضلت اللجوء إلى جماعات الإسلام المعتدل متمثلة في جماعة الإخوان المسلمين.

 

 

ويؤكد حمزة أن هذه كانت الأسباب الرئيسية لتخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن مبارك ولجؤوا بالفعل لجمال مبارك الذي وافق على مخططهم وفقا لرجل المخابرات، غير أن النظام حينها كان يعد مشروع التوريث بعكس ما قاله مبارك في التسريب الصوتي.

 

ويرى حمزة أن التسجيل الصوتي لحسني مبارك في هذا التوقيت ربما يدل على إجراءات جدية خاصة بصفقة القرن قد تشهدها المنطقة في الفترة المقبلة.

مقالات متعلقة