«السيسي» لبس ميري في 4 مناظر

السيسي خلال افتتاح قيادة شرق القناة

"شعب مصر العظيم اليوم أقف أمامكم للمرة الأخيرة بالزي العسكري بعد أن قررت إنهاء خدمتي كقائد عام للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع والانتاج الحربي"، كلمات قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو 2014 في بيان ترشحه للانتخابات الرئاسية، ولكن السيسي ظهر بعد ذلك في 4 مناسبات بالزي العسكري، وهو ما فسره خبراء أنه يحمل عدة رسائل ودلالات. 

 

في خطاب ترشح السيسي لفترة حكمه الأولى قال: "أنا قضيت عمري كله جندي في خدمة الوطن وخدمة تطلعاته وآماله، وسأستمر إن شاء الله، اللحظة دي لحظة مهمة جدا بالنسبة لي، أول مرة لبست فيها الزي العسكري كان عام 1970، كنت طالبا في الثانوية عمره 15 سنة يعني من حوالي 45 سنة، وأنا باتشرف بإرتداء هذا الزي للدفاع عن الوطن، والنهار ده أنا بترك هذا الزي أيضا من أجل الدفاع عن الوطن".

 

 

وخلال افتتاح مقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب،  أمس، ظهر السيسي بالزي العسكري في مشهد لم يتكرر سوى 4 مرات منذ استقالته من وزارة الدفاع.

 

وأكد السيسي، خلال افتتاح قيادة قوات شرق القناة، أنه يثق في انتصار مصر الكامل في حربها ضد الإرهاب، وبحسب بيان الرئاسة، طالب السيسي قوات الجيش خلال الزيارة بـ"مواصلة بذل أقصى الجهد من أجل مصر وتأمين الشعب المصري".

 

وقال السيسي إن "الشعب المصري يثق في قدرة قواته المسلحة على حماية مصر والقضاء على جميع مظاهر ترويع المواطنين أو إرهابهم"، لافتا إلى أن "عملية التنمية الشاملة في سيناء بدأت بالفعل منذ عام ٢٠١٤ ومستمرة حتى عام ٢٠٢٢".

 

المرة الأولى 

 

وكانت المرة الأولى التي ظهر فيها السيسي مرتديا الزي العسكري، منذ استقالته من وزارة الدفاع، وقت زيارته لمواقع العمليات العسكرية في سيناء في يوليو 2015،  بعد الحادث الإرهابي بـ"كرم القواديس" الذي راح ضحيته 33 شهيدا.

 

وجاء ظهور السيسي بالزي العسكري آنذاك حين كان يؤدي التحية العسكرية لرجال القوات المسلحة في سيناء قائلا :"ثقة الشعب بكم بلا حدود، الجيش المصري يقوم بدور عظيم والتاريخ سيتوقف طويلًا لتسجيل ما قام به أبطال القوات المسلحة، وقد حضرت اليوم لتقديم التحية لأبطال القوات المسلحة تقديرًا لهم، وثقة الشعب في قواته المسلحة لا حدود لها".

 

 

 

على يخت المحروسة 

 

وظهر السيسي للمرة الثانية مرتديا الزي العسكري أثناء صعوده إلى يخت "المحروسة" الملكي، خلال الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة يوم 6 أغسطس 2015.

 

وفي الجزء الثاني من الحفل افتتاح القناة خلع السيسي بدلته العسكرية، وارتدى زيه المدني المعتاد ليستقبل ضيوف الحفل من ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية واﻷجنبية، ويوقع وثيقة تدشين القناة الجديدة.

 

 

 

لافتتاح الأسطول 

 

أما المرة الثالثة التي ظهر فيها السيسي مرتديا الزي العسكري، كانت أثناء افتتاح مجموعة من الوحدات الخاصة في الأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر، في يناير عام 2017.

وكان السيسي حينها يشاهد بيانا عمليا للقوات الخاصة البحرية بالأسطول الجنوبي بميناء سفاجا، برفقة الفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع، واللواء الثاني ووحدات خاصة بخليج أبو سومة سفاجا.

 

 

لافتتاح شرق القناة 

 

وكانت المرة الرابعة التي ارتدى فيها الزي العسكري، خلال افتتاح قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، وذلك بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من السادة الوزراء والمحافظين، وقادة الأفرع الرئيسية وكبار قادة القوات المسلحة.

 

 

وأثار ظهور السيسي بالزي العسكري عدة تساؤلات حول دلالاتها في هذا التوقيت، وهو ما رد عليه السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية،  في مداخلة مع برنامج يحدث في مصر المذاع عبر فضائية إم بي سي مصر، بأنه الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ومن الطبيعي أن يكون بين أبنائه الجنود بالزي العسكري.

 

وأوضح راضي، أن الهدف من الزيارة تقديم الدعم لرجال للقوات المسلحة الذين يدافعون عن مصر في الخطوط الأمامية، والوفد المرافق للرئيس من المدنيين ارتفعت معنوياتهم كثيرا عندما رأوه مرتديا الزي العسكري.​

 

ورأى السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن ارتداء السيسي الزي العسكري ليس له أي تفسير أو مبرر، وإنما ترجع إلى شخصيته التي تميل إلى هذا الزي. 

 

وأضاف مرزوق، لـ"مصر العربية"، أن السيسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة فلديه الحرية إما أن يرتدي مدنيا أو عسكريا، لافتا إلى أنه قبل أيام كان في الكلية الحربية ولم يرتد الزي العسكري.

 

وتابع :"السيسي كاد أن يبكي وهو يودع الزي العسكري وقال إنها آخر مرة يرتديه فيها، ولكن يبدو أن انتابه الحنين إليها، فليرتدِ ما يشاء، لا أحد يستطيع أن يقول له شيئًا في بلد هي بين يديه". 

 

وأشار إلى أنه في كل دول العالم رئيس الجمهورية يفضل ألا يرتدي رئيس الجمهورية الزي العسكري بعد أن يستقيل ويتقلد منصبا مدنيا.

 

واستطرد في تهكم: "ربما تكون هناك رسائل في ظل المنافسة الخطيرة في الانتخابات الرئاسية، فأراد أن يذكر الناس أنه ينتمي للمؤسسة العسكرية لعله يخشى أن ينتزع منه منافسه الحكم منه، وإن كان موسى مصطفى موسى قال إنه سيتنازل لو فاز".

 

وقال اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن ظهور السيسي بالزي العسكري له عدة رسائل للداخل والخارج، أهمها التأكيد على إصرار القيادة السياسية متمثلة في الرئيس الذي يعد القائد العام للقوات المسلحة على محاربة الإرهاب. 

 

وأضاف الغباشي، لـ"مصر العربية"، أن السيسي يوجه رسالة للداخل تؤكد على تصميم القوات المسلحة على استكمال تطهير البؤر الإرهابية في سيناء، والتأكيد على أن الدولة ممثلة في رئيسها يضع هذه المهمة على رأس أولوياته.

 

وأشار إلى أن الزي العسكري أيضا له دلالة على مدى الخطورة التي يستشعرها الرئيس السيسي على الوطن، ومدى خطورة الإرهاب على المواطن والدولة المصرية.

 

واستطرد الغباشي أن السيسي يوجه رسالة أيضا للخارج، أن الدولة المصرية لن تتدخر جهدا لاجتثاث الإرهاب وأنها تتابع بدقة إجراءات التطهير، وفي نفس الوقت تحقق التنمية لمنع أي عناصر أخرى يتم تجنيدها أو تسربها إلى الداخل من ارتكاب أعمال إرهابية.

 

وأشار إلى أن مكافحة الإرهاب تتزامن مع المناورات العسكرية التي تهدف للحفاظ على المصالح الاقتصادية في البحر الأبيض المتوسط، مشددا على أن ظهور الرئيس بالزي العسكري يعطي رسالة لكل من تسول له نفسه المساس بالمصالح الاقتصادية بأنه سيلاقي حتفه.

 

وألمح الغباشي إلى أن ظهور السيسي بالزي العسكري يعطي نوعا من الطمأنينة والثقة لدى المواطن، في ظل اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية، وبالتالي تمنح المواطن شعور بالأمن والأمان لأداء واجبه بالمشاركة الإيجابية في الانتخابات واختيار المرشح الأفضل.

 

 

مقالات متعلقة