إيكونوميست: «سيناء 2018».. لا أحد يعرف شيئًا

لا أحد يعرف تفاصيل ما يجري في العملية

بدأ الجيش المصري هجوما شاملا على سيناء لاقتلاع جذور الإرهاب في عملية تعرف باسم "العملية الشاملة سيناء 2018"، ويبدوا أنها الأكبر منذ سنوات، حيث أبلغت المستشفيات بضرورة توفير كميات كبيرة من الأدوية، وإلغاء الإجازة السنوية للأطباء، وأغلقت المدارس لأجل غير مسمى، وبعد أكثر من أسبوع من بدئها لا أحد يعرف عدد القوات التي نشرت، ولا ما تأمل السلطات في تحقيقه، و لا ما يجري.

 

جاء ذلك في تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية لتسليط الضوء على العملية العسكرية التي تشنها القوات المصرية للقضاء على الإرهاب في سيناء، مشيرة إلى أن البعض يصفها أنها "نوع من الدعاية للانتخابات الرئاسية" قبيل انعقادها المقرر في مارس المقبل، ورغم مرور أكثر من أسبوع على بدايتها لا أحد يعرف شيئا عما يجري.

وأوضحت المجلة، أن سيناء أعلنت منطقة عسكرية مغلقة، ولا تعرف المعلومات إلا عن طريق المتحدث العسكري، الذي أعلن سقوط عشرات القتلى، وتفجير الكثير من الأوكار، وهو أمر لا يمكن تأكيده.

وبحسب المجلة، على مدى ما يقرب من خمس سنوات، صارعت مصر للقضاء على الإرهاب، وفي نوفمبر الماضي قتل ارهابيون أكثر من 300 شخص في مسجد بشمال سيناء، في اعنف هجوم في تاريخ مصر الحديث،  ولم يعلن أحد مسؤوليته؛ حتى القاعدة أدانت المذبحة، وتحولت الاتهامات نحو "ولاية سيناء" التي بايعت الدولة الإسلامية "داعش"، وأصبحت  تقاتل تحت لوائها.

وبعد أسابيع حاولت داعش اغتيال وزير الدفاع والداخلية خلال زيارتهم لسيناء، ويقول دبلوماسي غربي:" يبدو أن لديهم مستوى متزايدا من الذكاء"، والآن هددوا بعرقلة الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر القادم، وحذر شريط فيديو أصدره التنظيم في 11 فبراير الماضي المصريين من التصويت.

 

وأشارت المجلة، إلى العديد من المصريين يفضلون البقاء في منازلهم، والرئيس عبدالفتاح السيسي يخوض الانتخابات الرئاسية بدون منافس قوي، حيث سجن أبرز المرشحين المحتملين مثل رئيس الأركان السابق سامي عنان، واخر رئيس وزراء في عهد مبارك أحمد شفيق.  

 

وشددت الصحيفة على أنه رغم شعبية السيسي المنهارة يتوقع فوزه بولاية ثانية بسهولة، لكن نسبة المشاركة ستكون منخفضة بشكل كبير، حيث أن اللامبالاة مرتفعة جدا هذه المرة، وحتى بعض مؤيدي الرئيس يشعرون بالإحباط إزاء حالة البلاد وسياساتها الخانقة، الاقتصاد في حالة سيئة، ومعدلات التضخم مرتفعة، ومع عدم تقديم أي مبرر، فإن عملية سيناء يتوقع البعض انها مرتبطة بالدعاية الانتخابية.

 

ولم يتسامح السيسي مع المعارضة، حيث يوجد عدد كبير من المعارضين في السجون، من بينهم هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، الذي ألقت الشرطة القبض عليه مؤخرا.

 

وفي 31 يناير الماضي، خلال افتتاح السيسي لحقل "ظهر" للغاز الطبيعي، الذي سيوفر مليارات الدولارات، وإمدادات ثابتة من الطاقة الرخيصة، ولكن لهجته تغيرت سريعة من البهجة بافتتاح الحقل، إلى تحذير من التفكير في تكرار ثورة 2011، قائلا:" لا تفكر في المحاولة معي، أنا لست سياسي"، وكان ذلك تهديدا بدون شك، إلا أنه يكشف عن ضعف أكثر من القوة، بحسب المجلة. 

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة