كاتب بريطاني: بعد قراره بشأن القدس.. ترامب يخاطر بتوحيد العرب

قرار ترامب أشعل احتجاجات المنطقة

"قرار ترامب في القدس يخاطر بتوحيد العالم العربي ضد الولايات المتحدة".. تحت هذا العنوان جاء مقال للكاتب البريطاني " “باتريك كوكبيرن " نشره في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، لتسليط الضوء على قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة "لإسرائيل".

 

وقال الكاتب، إن" الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" والحكومة الاسرائيلية توقعا "يوم غضب" من الفلسطينيين واحتجاجات إسلامية في كل مكان عقب اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، والسعي لنقل سفارتها هناك، وهم يعتقدون أن ذلك سيحدث لأن حلفاء أمريكا مثل السعودية والإمارات ومصر سوف يكونوا راضين عن الاحتجاجات الشكلية، والفلسطينيون ضعفاء جدا ولا يستطيعون القيام بأي شيء ما عدا الاستنكار والتظاهرات.

 

وأضاف، أن" الولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن يكون تقديرهما خطأ، فعندما كنت أعيش في القدس، كان البعض يعتقد أن العديد من الأحداث الدرامية مثل إطلاق النار والتفجيرات، غالبا ما كان لها تأثير أقل مما توقعه العالم الخارجي، ولكن أي شيء ينطوي على القدس فأن تأثيره أكبر بكثير مما يتصور أي شخص".

 

وتبع، النتيجة المباشرة لقرار ترامب، أن الولايات المتحدة سوف تصبح أضعف لأنها نفذت مبادرة أخرى يرفضها العالم، الولايات المتحدة نفوذها بالفعل ينحسر بسبب الفشل في العراق وأفغانستان، ومن الواضح أن هذا التحرك ضد مصالح السياسة الخارجية الأمريكية، ويزيد إقناع قادة العالم بأن ترامب حليفا مستحيلا".

 

وأوضح، يمكن أن تترتب على هذه الخطوة نتائج خطيرة أخرى، وخاصة أن خطابات زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، مليئة بالإشارات إلى الفلسطينيين، وكانت أول كلماته العلنية في الثمانينيات تدعو إلى مقاطعة السلع الأمريكية بسبب دعمها لإسرائيل.  

 

ومع انتهاء الحروب في العراق وسوريا، يعود التركيز إلى إسرائيل والفلسطينيين، وقد هزمت داعش والقاعدة في جهودهم لتغيير الأنظمة في بغداد ودمشق، لكن القرار بشأن القدس يعطي هذه الكيانات قبلة الحياة.

 

وأشار إلى أن ترامب ورث حرب القضاء على خلافة داعش المعلنة من الرئيس أوباما واستمرت دون تغيير، واتخذ البنتاجون، وليس البيت الأبيض، معظم القرارات المتعلقة بالحرب، وحتى الآن كان أكبر تغيير في السياسة الأميركية في المنطقة هو محاولات إنهاء صفقة أوباما مع إيران، وبناء تحالف مناهض، ولكن يصبح هذا الآن مهمة مستحيلة.

 

وأوضح الكاتب، أن إيران انتصرت في حربها بسوريا والعراق ضد المقاومة التي كانت تدعمها السعودية وقطر وتركيا، ودور حزب الله، والحشد الشعبي، ينخفض ​​بشكل طبيعي لأنه لم يعد هناك حروب، وأصبحت الحكومات المركزية في بغداد ودمشق أقوى.

 

وبحسب الكاتب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيسهل على طهران، دعوة المسلمين سواء شيعة أو سنة للوقوف معا دفاعا عن الفلسطينيين والأماكن المقدسة، وهذا سوف يجعل الأمر أكثر صعوبة، وإذا لم يكن مستحيلا، بالنسبة للسعودية وحلفائها الخليجيين للعمل مع الولايات المتحدة والاقتراب من إسرائيل وتصوير إيران على أنها أكبر تهديد في المنطقة.

 

وهناك عواقب أوسع من التحول في سياسة الولايات المتحدة، هناك حوالي 1.5 مليار مسلم في العالم يشكلون الأغلبية في حوالي 50 دولة، و22 % من سكان العالم، ولن يسعد قرار ترامب أحد منهم، وفي عام 2012، أظهرت استطلاعات الرأي أن 74 % من الباكستانيين يعتبرون الولايات المتحدة عدوا، وحتى هذا الرقم المرتفع تفوقه تركيا حيث قال 82 % منهم أن لديهم وجهة نظر معادية للولايات المتحدة، الكره للولايات المتحدة سيجعل من الصعب عليها التصرف ضد إيران.

 

كل هذه التطورات الهامة ،بحسب الكاتب، تحدث رغم أن لا شيء قد تغير حقا على الأرض، إسرائيل تتعامل بالفعل على أن القدس عاصمتها، وما يسمى عملية السلام مع الفلسطينيين كانت خدعة لسنوات، ولم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تدعي أنها وسيط نزيه.

 

واختتمت الكاتب مقاله بالقول" من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ربما يكون ترامب وإسرائيل قد كسرا قاعدة سياسية تقول من الخطورة إثارة الفوضى بالأمر الواقع "، وقد يؤدي ذلك إلى عواقب كارثية غير متوقعة، وسوف تثبت الأيام أن الرئيس ترامب وإسرائيل يخاطران بأكثر مما يتخيلا، وسوف يدفعان ثمنا باهظا لإضفاء الطابع الرسمي على الحكم الإسرائيلي للقدس.

 

الرابط الأصلي

مقالات متعلقة