مؤسسات العرب الدينية.. ميوعة سعودية وخطب أزهرية ومقاطعة عراقية

القدس

"بيانات مائعة ودعوات للتظاهر وأخري لتنظيم مؤتمرا عالميا وثالثة لقطع العلامة مع الولايات المتحدة الأمريكية".. هكذا تنوعت ردود أفعال المؤسسات الإسلامية في بعض الدول العربية على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس باعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني.

 

عبر القنوات المصرية دعا الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، الدول العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات الاقتصادية مع أمريكا حتى تتراجع عن قرارها، قائلا: "أمريكا لن تتراجع عن هذا القرار حتى تتعرض مصالحها في الشرق الأوسط للخطر".

 

وذكر عكرمة أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدم على هذه الخطوة إلا بعد أن اطمأنت أن الدول العربية منشغلة بنفسها، وأن بوصلة العرب انحرفت عن القدس، وأن الخلاف دب فيما بيننا.

 

وبدوره اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بالعراق الشيخ عبد الأمير قبلان، الدفاع عن القدس واجب شرعي وقومي وإنساني يحتم على المسلمين والعرب وكل أصحاب الرسالات السماوية أن يهبوا نصرة للقدس، فليوفروا وسيلة لدعم الشعب الفلسطيني في نضاله وجهاده لاستعادة ارضه وحفظ مقدساته.

 

وشدد قبلان على ضرورة إعلان الدول العربية والإسلامية، غدا الجمعة يوم غضب ضد القرار الامريكي الجائر، يعربون من خلاله على تمسكهم بالمقاومة كوسيلة لتحرير الارض وانقاذ المقدسات.

 

كما دعا قادة العالم العربي والإسلامي، إلى اتخاذ قرارات حازمة ومواقف متصلبة تفشل مفاعيل القرار الامريكي، فيبادروا إلى قطع العلاقات مع الادارة الامريكية للتراجع عن القرار المتهور لرئيسها.

 

وطالب خطباء الجمعة ووعاظ الكنائس والاديرة وأئمة المساجد إلى التركيز في خطبهم على خطورة القرار الامريكي، وإبراز مكانة القدس في الفكر الديني، ووجوب الدفاع عنها ودعم الشعب الفلسطيني لتظل القدس حية في الوجدان الشعبي.

 

في المملكة العربية السعودية اقتصرت البيانات الصادر عن المؤسسات الإسلامية هناك كهيئة كبار العلماء ورابطة العالم الإسلامي على العبارات الإنشائية، ولم تدعو تلك المؤسسات إلى اتخاذ موقف حازم على الأرض ضد أمريكا أو إسرائيل.

 

واكتفى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، بالإشارة إلى أن القدس مدينة إسلامية عربية لها مكانها القويم في الوجدان الإسلامي.

 

ونوه السديس، بمواقف المملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية والقدس، قائلا :"المملكة على الدوام في مقدمة الدول المكافحة عن القضية الفلسطينية وفي مقدمة الدول التي دعماً لقضية السلام فيها سواء كان دعما اقتصاديا أو إغاثيا أو سياسيا، مختتما تصريحه بالدعاء أن يحفظ الله القدس وأن يعيده إلى حوزة الإسلام والمسلمين وأن ينشر السلام والرخاء والأمان على بلادنا خاصة وعلى جميع بلاد المسلمين.

 

لم يختلف بيان الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، عما قاله السديس، حيث أوضحت أن للقدس والمسجد الأقصى مكانة عظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، ويمثلانه منزلة كبيرة في وجدان المسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها.

 

ونوهت إلى جهود المملكة العربية السعودية تجاه القدس والمسجد الأقصى، حيث تأتي المملكة في مقدمة الدول العربية والإسلامية التي تقوم بواجب العون والدعم السياسي والاقتصادي والإغاثي، وهي سياسة ثابتة لبلاد الحرمين الشريفين منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز- حسب نص البيان.

 

فيما أكدت رابطة العالم الإسلامي أن الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل يُعد خطوة خطيرة تكابر الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في القدس، وتصادم القرارات الدولية المؤكدة على ذلك.

 

وأضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في بيان له، أن أبسط ما يُمكن التعبير عنه إزاء هذه الخطوة أنها تمثل الدخول بقضية القدس المصيرية في الوجدان الإسلامي نحو تعقيدات تمس مبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي.

 

كما قدم العيسي باسم الرابطة شكره وامتنانه للجهود المبذولة من المملكة العربية السعودية في هذه القضية، وبخاصة ما أعلنته مؤخراً من موقف حازم وعادل حيالها، مترجِمَةُ بذلك ما يجب أن يكون عليه صوت العالم الإسلامي الصادر عن مُتَعَلَّقِهِ الروحي وقبلته الجامعة.

 

في المقابل أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن رفضها القرار، وعدته مساساً بالمكانة السياسية والقانونية والتاريخية لمدينة القدس، ومخالفة صريحة للقوانين والقرارات الدولية.

 

 وأشارت المنظمة إلى تحركها العاجل بعقد قمة استثنائية لقادة الدول الأعضاء بالمنظمة في إسطنبول في 12 و13 ديسمبر 2017، لبحث تداعيات القرار الأمريكي، وصياغة موقف إسلامي موحد إزاء هذا التصعيد الخطير.

 

وشددت على التزامها بالعمل مع الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي لمواجهة هذا القرار ومساندة الجهود العربية والدولية الرامية لتحقيق السلام القائم على رؤية حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

 

ومن قطر كتب الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، قال فيها: "لا نقبل تنازلًا عن القدس والمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث المسجدين المعظمين؛ هذا ليس أمرًا هينًا هامشيًا، يُمرر بقرار أيًا كان من يُصدره!".

 

وأصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانا، طالب فيه علماء الأمة ودعاتها إلى تبصير الأمة بخطورة قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتنظيم فعاليات احتجاجية من اليوم وفي أيام الجمع القادمة نصرة للقدس، في إطار هبة فلسطينية عربية إسلامية شعبية عالمية، في وجه ما وصفه بالعدوان الأمريكي على أولى القبلتين، ومسرى النبيِّ محمد عليه الصلاة والسلام، ومحضن المسيح عليه السلام.

 

وبعث الاتحاد برسالة أيضا إلى الشعوب العربية والمسلمة، قائلا: "لن يحرر القدس السليبة وفلسطين الجريحة إلا إيمان شبابكم، وجيوش بلادكم، وتوكلكم على الله سبحانه وتعالى. وفي حال صدور هذا القرار الأرعن من الإدارة الأمريكية، فعلى كل فرد عربي ومسلم أن يرفض هذا القرار، ويعمل على إسقاطه بكافة الصور المشروعة، وفي القلب من هؤلاء شعب فلسطين وأهل القدس".

 

وفي مصر حذرت مشيخة الأزهر ودار الإفتاء المصرية من مغبة قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس بعد إعلانها عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

 وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير،: "لو فتح باب نقل السفارات الأجنبية إلى القدس؛ ستُفتح أبواب جهنم على الغرب قبل الشرق"، موضحا أن هذه الخطوة تؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم.

 

ودعا الإمام الأكبر، هيئة كبار العلماء بالأزهر ومجلس حكماء المسلمين لاجتماع طارئ لبحث تبعات هذه الأمر، كما أعلن عن عقد مؤتمر عالمي عاجل حول القدس، بمشاركة كبار العلماء في العالم الإسلامي ورجال الدين المسيحي، والمؤسسات الإقليمية والدولية المعنية، لبحث اتخاذ خطوات عملية تدعم صمود الفلسطينيين، وتبطل شرعية هذا القرار المرفوض الذي يمس حقهم الثابت في أرضهم ومقدساتهم.

 

 وبدوره قرر الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف تخصيص الخطبة الثانية من خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن القدس عاصمة فلسطين.

 

وبدوره دعا الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية، العرب والمسلمين إلى الوقوف الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مطالبًا الدول العربية والإسلامية بمساندة القضية العادلة للمسجد الأقصي والشعب الفلسطيني انطلاقًا من روابط الأخوة الإسلامية والعربية.

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقع على قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بعد اعترافه بها كعاصمة لدولة الاحتلال، قائلا: "الوقت قد حان للاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا".

 

وأشار ترامب فى كلمة ألقاها أمس الأربعاء بالبيت الأبيض إلى أنه بهذا القرار وفى بالوعد الذى قطعه بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا أن قرار الاعتراف لا يمس بالوضع النهائي للتسوية.

 

وطالب ترامب من وزارة الخارجية البدء فى إجراءات نقل السفار الأمريكية للقدس، وذكر أن إسرائيل دولة ذات سيادة ولديها الحق فى تقرير أين تكون عاصمتها، داعيا جميع أطراف الصراع إلى الهدوء والاعتدال والتسامح، لافتا إلى أن واشنطن ملتزمة بتسهيل اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

فيما وجه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، الشكر لدونالد ترامب على قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس، قائلًا:" شكرًا على قرارك التاريخي، الدولة اليهودية ستكون ممتنة لك إلى الأبد.

 

ودعا رئيس الوزراء الإسرائيل في كلمته مساء أمس، ما أسماها بالأطراف والدول الساعية إلى السلام أن تنضم إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها.

 

وقال :"لن يكون هناك أي تغيير فى الوقع القائم المتعلق بالمدينة المقدسة، إسرائيل ستضمن حرية العبادة على لليهود والمسيحيين والمسلمين.

 

وفي المقابل انطلقت مظاهرات حاشدة فى فلسطين والأردن احتجاجا على القرار، فيما أدانت عدد من الدولة العربية والإسلامية والأوروبية القرار، مؤكدين أن من شأنه تقويض عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

مقالات متعلقة