مواقف الغرب من قرار «القدس».. أكثر جرأة من «إدانات» العرب

ترامب ونتنياهو سعيدان بقرار نقل السفارة إلى القدس المحتلة

تباينت ردود الأفعال الدولية والعربية، حيال قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل العاصمة الأمريكية بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس المحتلة، والاعتراف رسميًا بالقدس عاصمة أبدية لما سماها دولة إسرائيل، فبينما اتسمت مواقف الغرب من القرار لم تزد مواقف العرب عن الشجب والإدانة والقلق.

 

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لما سماها دولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها.

 

جاء ذلك في خطاب متلفز من البيت الأبيض، اليوم الأربعاء.

 

وقال ترامب "سأوجه الخارجية الامريكية للمباشرة بنقل سفارتنا إلى القدس".

 

واعتبر الرئيس الأمريكي أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "تأخر كثيراً"، وحان الوقت لاتخاذ هذه الخطوة.

 

واحتلت إسرائيل القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت في 1980 ضمها إلى القدس الغربية، المحتلة منذ عام 1948، معتبرة "القدس عاصمة موحدة وأبدية" لها؛ وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.

 

الاتحاد الأوروبي:

أعطت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسات الأمنية، فيديريكا موجريني، ضمانات للرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنه لن يكون هناك تغيير في "الموقف الثابت" للاتحاد حول وضعية القدس.

 

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته موجريني بالرئيس الفلسطيني، بحسب بيان للاتحاد الأوروبي.

 

وقال البيان، إن موجريني أعطت ضمانا لعباس حول الموقف الثابت للاتحاد الخاص بـ"ضرورة تحديد الوضع النهائي للقدس عبر مفاوضات تلبي توقعان الأطراف، بحيث تكون عاصمة للدولتين".

 

وجددت موجريني دعم الاتحاد الأوروبي لمسيرة السلام الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدة أن ذلك هو المنظور الوحيد الذي يوفر السلام والأمن من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

عضو بالكونجرس:

اتهم كيث أليسون، أول عضو مسلم في الكونجرس الأمريكي، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعرقلة السلام في الشرق الأوسط، عبر قراره بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالمدينة الفلسطينية المحتلة عاصمة لإسرائيل.

 

وخلال مقابلة على قناة "PBS"، أضاف إليسون: "أؤمن بحل الدولتين، حيث الدولة الإسرائيلية تعيش جنباً إلى جنب مع الدولة الفلسطينية في أمن وسلام، لذا فإن قضايا مثل موقع العاصمة، لطالما كان أمراً يفترض التفاوض حوله ضمن اتفاق سلام".

 

وتابع عضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي في ولاية منيسوتا: "هذه الخطوة الأحادية الجانب تنأى عن الدبلوماسية، التي تسعى إلى أن يكون لدينا تسوية يتم التفاوض عليها، وهي تعطل السلام، وتجعل الحصول على السلام في الشرق الأوسط أكثر صعوبة".

 

واستطرد إليسون، الذي أصبح أول نائب مسلم في الكونغرس عام 2006: "ترامب يدوس مجدداً على كل ما نحاول القيام به كبلد يسعى إلى تعزيز حل الدولتين عبر التفاوض على مدى سنوات عديدة، لذا فإن هذا الأمر يشكل بحق مأساة فظيعة". الصين:

جددت الحكومة الصينية، تأييدها للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة والوقوف وراء فلسطين فى بناء دولة مستقلة كاملة ذات سيادة على طول حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

ودعت الحكومة الصينية جميع الأطراف، إلى أن تظل ملتزمة بحل النزاعات عن طريق المفاوضات وتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتؤيد الصين بقوة وتقدم عملية السلام فى الشرق الأوسط.

 

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج، قال فى مؤتمر صحفي:"نحن قلقون إزاء تصعيد محتمل للتوتر"، مضيفا "على كل الأطراف المعنيين أن يفكروا فى السلام والاستقرار الإقليميين وأن يتوخوا الحذر فى أعمالهم وتصريحاتهم ويتفادوا تقويض أسس تسوية للقضية الفلسطينية ويتجنبوا التسبب فى مواجهة جديدة فى المنطقة".

 

تركيا:

بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع عدد من الزعماء العرب خطة الإدارة الأمريكية حول إعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

 

وأفادت مصادر في الرئاسة التركية أن أردوغان، بحث خلال مكالمات هاتفية منفصلة مع العاهل السعودي الملك سلمان، وأمير قطر تميم بن حمد، والرئيس السوداني عمر البشير، التطورات المتعلقة بالقدس.

 

وأشارت المصادر إلى أنه جرى خلال الاتصالين الهاتفيين مع العاهل السعودي وأمير قطر التأكيد أن المحاولة الأمريكية لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل تبعث قلقًا بالغًا حيال السلام والاستقرار في المنطقة.

 

وذكرت المصادر أنه تم خلال المكالمتين الإشارة إلى رفض أي محاولة من شأنها تغيير الوضع القانوني للقدس.

 

وتم التأكيد خلال الاتصالين على ضرورة اتخاذ العالم الإسلامي موقفًا مشتركًا حيال هذه المسألة التي تحمل أهمية كبيرة بالنسبة لكافة المسلمين.

 

ولفتت المصادر إلى أنه تم التأكيد في الاتصال مع الرئيس السوداني أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل سيؤثر سلبيًا على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

 

وشدد أردوغان، خلال الاتصال مع البشير، أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية ضمن حدود عام 1967 تعتبر شرطًا من أجل إحلال سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، بحسب المصادر.

 

وأدان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

جاء ذلك في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، قال فيها "نشعر بقلق بالغ وندين التصريح غير المسؤول للإدارة الأمريكية إزاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس".

 

وأضاف جاويش أوغلو أن "القرار الأمريكي يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".

 

فرنسا:

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس هو قرار أحادي الجانب.

 

ونقلت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية عن ماكرون قوله: "إن بلاده لا تؤيد هذا القرار"، لافتا إلى أن مصير القدس لابد أن يحدد عبر المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

هولندا:

اعتبر وزير الخارجية الهولندي، هالبه زيليسترا، أن "الحل الوحيد (لقضية القدس) هو خطة حل الدولتين، التي تنص على أن القدس مدينة يتقاسمها الفلسطينيون والإسرائيليون".

 

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام هولندية، على هامش اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "ناتو" ببروكسل، تعليقًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

 

ولفت إلى أن إقدام الولايات المتحدة على نقل سفارتها إلى القدس بشكل أحادي رغم عدم وجود سفارة أي دولة فيها، هي "خطوة غير عقلانية وستضر بمسار السلام".

 

 

وحذّر من أن اتخاذ خطوات أحادية من هذا النوع قد يكون له تبعات غير عادية مثل حدوث اضطرابات.

 

ومضى قائلًا: "القدس مكان مقدس بالنسبة للمسلمين والمسيحيين، واحتمال حدوث فوضى في الأماكن المقدسة مرتفع، وسنرى معًا انعكاسات هذه الخطوة".

 

 

قطر:

حذر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التداعيات الخطيرة لخطوة نقل سفارة واشنطن للقدس.

 

وأشار أمير قطر خلال الاتصال الذي تلقاه من ترامب، بأن هذه الخطوة ستزيد الوضع في الشرق الأوسط تعقيدا وتؤثر سلبا على الأمن والاستقرار في المنطقة، بحسب وكالة الانباء القطرية الرسمية.

 

وجدد آل ثاني خلال الاتصال "التأكيد على موقف دولة قطر من القضية الفلسطينية المستند إلى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية التي تقوم على حل الدولتين، بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

حماس:

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يمثل "شرعنة حقيقة لإرهاب الكيان الصهيوني (إسرائيل)".

 

وقال المتحدث باسم الحركة الفلسطينية، فوزي برهوم، في مقابلة مع فضائية "الأقصى" (تابعة لحماس)، إن هذا القرار الامريكي "اعتداء على الأمة العربية والإسلامية".

 

وتابع برهوم: "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل رعاية أمريكية للإرهاب، وشرعنه حقيقة للإرهاب الكيان الصهيوني(إسرائيل).

 

ودعا إلى "الاتفاق على استراتيجية وطنية على أساس الثوابت"، و"وضع خطة استراتيجية لمواجهة هذا القرار الجائر".

 

مصر:

استنكرت مصر، قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارتها إليها، ورفضت أي آثار مترتبة عليه.

 

وبحسب بيان للخارجية المصرية، قالت مصر إن "اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال".

 

 

وأعربت مصر عن قلقها البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي.

 

 

وأكدت أن القرار له تأثيرات سلبية على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تأسست مرجعياتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد أحد قضايا الوضع النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.

 

 

كما أشار بيان الخارجية المصرية إلى مخاطر تأثير هذا القرار على مستقبل عملية السلام، لا سيما الجهود المبذولة لاستئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف تحقيق السلام العادل والشامل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

البرادعي:

قال محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق، تعليقا على الخطوة الأمريكية بشأن القدس: "هانت علينا أنفسنا فهُنّا على الغير".

 

جاء ذلك في تغريدة له على حسابه بموقع "تويتر"، قبيل إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اعترافه رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، رغم الرفض الدولي الواسع والتحذيرات الشديدة من الخطوة وخطورتها وتداعياتها.

 

ودعا البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى اعتماد "بدائل وخيارات (فعالة) لرد فعل عربي" ضد قرار ترامب، وعدم الاقتصار على "الشجب والإدانة".

 

واقترح إجراء "تخفيض جذري للمليارات العربية التي تتدفق إلى أمريكا، وتقليص جذري للعلاقات (العربية) الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية (مع واشنطن)".

 

واستشهد البرادعي، بتغريدة سابقة له، في يناير 2017، تنبأ فيها بالقرار الأمريكي الحالي، حيث قال آنذاك: "بعد أن هرولنا لتهنئة ترامب (كرئيس للولايات المتحدة) هل نستطيع كعرب أن نعلن ماذا نحن فاعلون إذا تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟ هل لمرة واحدة نُظهر أننا لسنا جثة هامدة".

مقالات متعلقة