بعد 44 عامًا، ما زال هناك أسرار وخبايا عن حرب أكتوبر لم تكشف بعد، ومسرح العمليات في سيناء وتحديدًا بالقرب من خط بارليف يروي آلاف القصص والبطولات، وفي كل عام مع احتفالاتنا بذكرى انتصارات حرب أكتوبر تنكشف خطوط من أسرار هذه المعركة الحربية. ولأهمية الدور الذي لعبته المخابرات الحربية فى حرب أكتوبر، قرر اللواء فؤاد نصار، أن يروي أسرار تنشر لأول مرة بحكم موقعه أثناء الحرب كرئيس لجهاز المخابرات الحربية والتى تولى منصبها عام 1972، وذلك خلال كاتب "مقاتلون وجواسيس" تأليف الكاتب الصحفى شريف عارف، والصادر حديثًا ضمن سلسلة "كتاب اليوم" عن مؤسسة دار أخبار اليوم. ويكشف اللواء فؤاد نصار؛ عن أهمية الدور الذى لعبته المخابرات الحربية فى حرب أكتوبر حيث كانت مهمتها الرئيسية هى الحصول على المعلومات التى تخص العدو وتحليلها للخروج باستنتاج عن قوة العدو وتجهيزاته القتالية وتسليحه ونواياه وردود أفعاله وفى نفس الوقت منع العدو من الحصول على المعلومات عن قواتنا المسلحة. ويقول اللواء فؤاد نصار، "عقب انتصار حرب أكتوبر قامت اسرائيل بتشكيل لجنة أطلق عليها أسم لجنة "أجرانات" للتحقيق عن أسباب الهزيمة وأكدت اللجنة فى تقريرها أن من الأسباب الرئيسية فى الهزيمة الجنرال ايللى زييرا مدير المخابرات العسكرية". أما أخطر العمليات التى دارت فى حرب 73، فأوضح اللواء فؤاد نصار، أنها محاولة اغتيال موشية ديان أثناء تفقدة لموقع الثغرة حيث رصدته قوات الاستطلاع المصرية على الجبهة لمتابعة الحرب على مسرح العمليات فأمر الرئيس السادات بضرب المنطقة المتواجد فيها وزير الدفاع الإسرائيلى بالطائرات لكنه نجا من الموت بأعجوبة. كما يروي الدور الذى لعبته المجموعة 39 قتال التى كانت تكلف بأعمال فدائية واستطلاع خلف خطوط العدو ومن أصعب المهمات التى قامت بها هذه المجموعة كانت عندما ظهر نوع جديد من الصواريخ لدى القوات الإسرائيلية وكانت ضمن تحصينات خط بارليف فتم تكليف المجموعة بالحصول على صاروخ واحد وإحضاره إلى الجبهة المصرية لدراسته وبحث نقاط القوة والضعف.
الخداع الإستراتيجي
كانت خطة الخداع الإستراتيجي أحد العوامل التي ساعدت على تحقيق الانتصار في حرب أكتوبر، وأشار اللواء فؤاد نصار، إلى أن خطة الخداع الإستراتيجى تم التنسيق لها مع جميع مؤسسات الدولة وخاصة وزارتى الإعلام والخارجية لدرجة أنها وصلت إلى خداع أفراد وقادة الجيش المصرى نفسه لفرض السرية على توقيت ساعة الصفر. وتابع: "أدت خطة الخداع الإستراتيجى إلى تضارب فى الآراء بين القادة الإسرائليين حول مدى إستعداد مصر للحرب مما جعل رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدمائير تؤكد أنه لن تحدث حرب فى هذه الفترة بل وأتخذت قرارها بالسفر إلى رومانيا فى أول أكتوبر". كما تحدث اللواء نصار عن سقوط الجواسيس أثناء الحرب وإكتشاف خطابات مكتوبة بالحبر السرى يتم أرسالها خارج مصر تتضمن خطط وتحركات القوات المسلحة التى ستقوم بتنفيذها فى المستقبل فتم مراقبة الشبكة وإخطارالقيادة العامة وإلقاء القبض عليها.
ويؤكد نصار أن إسرائيل لم تفكر خلال الأسابيع الأولى من الحرب فى إستخدام السلاح النووى وأن لجوء القيادة الإسرائيلية لهذا السلاح سيكون فى حالة الوصول لمرحلة اليأس أو فناء الدولة الإسرائيلية علاوة على أن هذا السلاح لن يضر العرب وحدهم وإنما مجال انتشارة سيصيب إسرائيل نفسها وبالتالى فإن إستخدامه كان مستبعد أثناء الحرب.