في جامعة الدول العربية.. قطر في مرمى نيران دول الحصار

جامعة الدول العربية - أرشيفية

أثارت كلمة قطر في الجامعة العربية اليوم الثلاثاء، اعتراضات وملاسنة مع دول المقاطعة الأربعة "السعودية ومصر والإمارات والبحرين"، الذين هاجموا الأمارة الخليجية، واصفين إياها بالداعمة للإرهاب، وهو ما نفته، مؤكدة أن مطالبهم "غير مشروعة ولاتستند إلى حقائق وإنما إلى فبركات وضد القانون الدولي وحقوق الإنسان".

 

وقطعت القنوات الفضائية المصرية، البث المباشر للجلسة 148 لوزراء خارجية العرب بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، عند تلقى دولة قطر الكلمة عدة مرات، متعاقبة.

 

وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، سلطان المريخي، إن "تلك المطالب تمثل مساسًا بسيادة الدول وتدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية".

 

وأضاف: "الدول الأربع بدأت في محاولات لانتزاع الشرعية وغيرت الموقف من دعم الإرهاب إلى تغيير النظام (القطري) وحتى أنهم دعوا أحد رجال الأسرة الحاكمة (لم يذكره غير أنه يشير على ما يبدو إلى عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثان) لتجهيزه للحكم في قطر".

 

وشدد المريخي في كلمته على أن "إيران دولة شريفة"، مضيفًا: "لم يطلبوا منا إعادة فتح السفارة، ووقفوا موقفهم المشرف معنا، بدون طلب، ونحن من قمنا بهذه الخطوة وأعدنا سفارتنا التي كنا قد أغلقناها أصلًا تضامنًا مع السعودية.. لكن حتى الحيوانات ما سلمت منكم، وهذا ردي".

 

وعقب انتهاء الوزير القطري من إلقاء كلمته، طلب رئيس وفد السعودية، أحمد قطان، من رئيس الجلسة وزير خارجية جيبوتي، محمود يوسف، الرد إلا أن الأخير طلب إنهاء الجلسة الافتتاحية وترك الردود للجلسة المغلقة.

 

والتقط طرف الحديث وزير الخارجية المصري سامح شكري، قائلا: يجب إتاحة الفرصة للرد في الجلسة المفتوحة خاصة وأن رئيس الوفد القطري تحدث في جلسة مفتوحة ولم تكن كلمته مجدولة ضمن قوائم المتحدثين.

 

ووصف شكري ما ورد في كلمة الوزير القطري بـ"التدني الأخلاقي الذي لا يليق في التحدث مع دول لها تاريخ في الحضارة الإنسانية"، رافضًا بشدة ما ورد على لسان الوزير القطري.

ومن ثم استقر الرأي في النهاية على استمرار فتح الجلسة للرد.

 

وقال شكري في كلمته بالجلسة، الواقع الإقليمي الصعب في المنطقة، وما يشهده من أوضاع سياسية وأمنية مؤلمة، مع تصاعد الصراعات التي تمزق بعض الدول العربية، قد فتحت الباب لتدخلات دولية وإقليمية تحاول رسم مستقبل شعوب وحدود الدول العربية .

 

وأشار  إلى ما انتجته هذه الأزمات من مآس إنسانية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، وتفشي لخطر تنظيمات إرهابية وتكفيرية مازالت رغم مواجهتها تهدد باقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية، وتغيير وجه المنطقة وثقافتها المتسامحة التي دامت لقرون.

 

ولفت شكري إلى رعاية مصر اتفاقي التهدئة الميدانية في سوريا يوليو الماضي، مع مواصلة جهودها لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية المؤمنة بالحل السياسي. وفي ليبيا، استمرت مصر في التواصل مع كافة الأطراف الليبية للوصول لتسوية سياسية شاملة للأزمة تحفظ وحدة ليبيا وتحترم خيارات شعبها.

 

وأكد شكري أن اجتماع مجلس الجامعة العربية فرصة مواتية لرسم خريطة طريق لمعالجة هذه الأزمات وما تشهده المنطقة من حالة سيولة سياسية وأمنية عصفت ببنى الدول الوطنية، ونبتت معها نذر تدويل القضايا العربية، وهو ما بات يتطلب صوتاً وفعلاً عربياً لمواجهتها برؤية حقيقية وواقعية موحدة.

 

وشدد على ضرورة أن تظل الجامعة العربية القاطرة، التي لا غنى عنها لحمل مصير الأمة، ولا مصلحة لأحد في هدمها أو إضعافها أو تهميش دورها، مطالبا بالعمل على دعمها حتى يكون للعرب صوت مسموع وفعل مؤثر في قضاياهم، عبر تكثيف التنسيق والتشاور العربي وإيجاد حلول لأزماتهم.

 

السعودية 

 

ومن جانبه، قال السفير السعودي لدى القاهرة ومندوبها للجامعة العربية، أحمد بن عبد العزيز قطان، إن الإجراءات التى اتخذتها المملكة ومصر والإمارات والبحرين ضد الدوحة سيادية، جاءت فى ضوء السياسة الخاطئة التى تمارسها قطر  فيما يتعلق بدعم الإرهاب والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول الخليجية.

 

وأضاف، فى كلمته باجتماع مجلس الجامعة العربية أن المطالب التى تقدمت بها دول الرباعى العربى هي لتسليط الضوء على المخالفات التى ارتكبتها الدوحة حيال اتفاقيات وقعتها، وقوانين صادقت عليها وأخلت بها، ما يتطلب تصحيح تلك الأخطاء والالتزام بالاتفاقات.

 

وفيما يخص تقارب قطر مع إيران، قال القطان، هذا قرار سيادى، ولكن الارتماء فى أحضان الإيرانيين وغيرهم لن يأتى من ورائه إلا الخراب والدمار، والنتيجة ستكون سلبية، والجميع يعلمون حقيقة ما تقوم به إيران من أدوار سلبية تجاه الدول العربية، خاصة دول الخليج العربى، والتدخل فى شؤونها الداخلية والعمل على زعزعة الاستقرار، ولا توجد دولة تعاملت مع إيران وحققت الخير من ورائه.

الإمارات

 

وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش أكد أن الإجراءات التي اتخذت ضد قطر جاءت بسبب توجه الدوحة الداعم للتطرف.

 

وقال في كلمة أمام اجتماع لوزارء الخارجية العرب، "إجراءات الدول الأربع ضد قطر جاءت بسبب توجه الدوحة الداعم للتطرف والإرهاب والتدخل في شؤون دول المنطقة".

 

وأكد الوزير على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله، مبديا دعم بلاده لإيجاد تسوية للأزمة اليمنية وفقا لمخرجات المبادرة الخليجية والحوار الوطني وقرار الأمم المتحدة.

 

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطعت العلاقات مع قطر بسبب دعم الدوحة للإرهاب وتمويل الجماعات المتشددة والعمل بالتعاون مع النظام الإيراني على زعزعة استقرار وأمن دول المنطقة.

 

وفي وقت سابق، انتقدت الدول المقاطعة للدوحة تصريحات وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمام المجلس، الاثنين، والتي اتهم فيها الدول الأربع بممارسة الإرهاب الفكري ضد من يتعاطف مع قطر، معرباً عن أسفه لـ "قيام رجال دين بالمشاركة في نشر مشاعر معادية لدولة قطر".

مقالات متعلقة