عندما تقارب العطلة الصيفية على الانتهاء، يستعد الأطفال والبالغون الذين تتراوح أعمارهن من 3 إلى 16 عاما للعودة إلى مدارسهم أو الانتقال إلى مدارس أخرى جديدة، وذلك بعد التجارب الصيفية المختلفة، كقضاء الوقت في المنزل مع الآباء والأقارب، أو القيام بالأنشطة وحضور المخيمات والمعسكرات، أو السفر، وهو ما يحدث تأثيرا على أداء الطفل وأسرته خلال العام الجديد.
ويكون الانتقال من مدرسة إلى مدرسة أخرى أمرا سلسا بالنسبة للكثيرين، حيث يتطلع الأطفال إلى عام مدرسي ناجح ويسعدون بتحية الأصدقاء وزملاء الدراسة، أما بالنسبة للآخرين، فإن الانتقال يكون أمرا صعبا، مليئا بالقلق، والانفصال المؤلم ومخاوف الفشل أو الإحراج الاجتماعي.
ولا يؤثر الانتقال إلى مدرسة جديدة على الأطفال فحسب، بل على أسرهم أيضا، حيث يتغير روتين الأسرة ويعيد العديد من الآباء التركيز على العمل مع قليل من القلق على أطفالهم، وما إذا كان أدائهم سيكون بشكل جيد أم لا، وربما يواجهون شعورا بالإحباط أو الغضب حيال هذا الأمر.
ويمكن للآباء والأمهات مساعدة أطفالهم على التأقلم مع السنة الدراسية الجديدة، من خلال النظر في النقاط التالية التي تقدمها مجلة "سيكولوجي توداي":
1. التواصل
إن أهم أداة لتيسير الانتقال من مدرسة إلى مدرسة أخرى، ومساعدة الأطفال على تخطي العواقف، هي التواصل. حيث يجب الحفاظ على قناة مفتوحة للتواصل بين الآباء والأطفال بشكل أساسي.
وينبغي أن يشعر الأطفال بحرية في التحدث عن آمالهم وخيبة أملهم، ونجاحهم وفشلهم، وأفراحهم وقلقهم، وأن يكونوا على ثقة بأن آباءهم يستطيعون التعامل مع كل ما يسمعونه، وسوف يستجيب دون قلق أو مشاعر مؤسفة لا داعي لها.
على الآباء أولا تقبل ما يشعر به أطفالهم، ثم الانتقال إلى مرحلة المساعدة في تعلم كيفية التعامل مع الأمور، ويجب ألا يحدث التواصل لمرة واحدة، وإنما تكون المحادثات جارية.
2. الاستباق
يجب أن يبدأ تواصل الآباء مع أطفالهم حول بداية العام الدراسي قبل الحدث نفسه، أي قبل العودة للمدراس بأسبوعين، وينبغي أن يبدأ الآباء الحديث عن بداية المدرسة والضغوط المحتملة من خلال سؤال أبنائهم عما يتوقعونه في العام المقبل من الناحية الأكاديمية والاجتماعية، ومن حيث الألعاب والأنشطة الدراسية.
وبالكلمات الخاصة، قد يطلب أولياء الأمور من أطفالهم أن يعرفوا ما يأملون فيه، وهل هناك أي شيء يخشونه؟ وما الذي يتطلعون إليه، ومن ماذا يقلقون؟
3. مسائل العمر
يجب أن يتحدث الآباء عما يأملونه من أطفالهم بأسلوب يتناسب مع أعمارهم ومخاوفهم أيضا. ويجب أن تكون الأسئلة مبسطة ومتوقعة وأكثر نشاطا لمساعدة الأطفال الصغار على التعامل مع الأمور.
كما يجب الحرص على عدم هدم نقاط القوة أو التدخل مع المراهقين في وقت مبكر، كما يفضل أن يكون حديث الآباء مباشرا أكثر مع تقدير قدرات الأبناء إذا كانوا في سن 16-18 عاما.
4. التعقيدات
يجب على الآباء النظر في الأمور المعقدة التي يواجهها الأطفال في المدارس، فهم لا يواجهون التحديات الأكاديمية أو الإنجازات فقط، بل يواجهون العلاقات الاجتماعية المعقدة، سواء مع أقرانهم، أو المعلمين والإداريين. جيث يرى الأطفال أمثلة وافرة من اللطف والوعظ والرعاية في المدرسة، ولكن يواجهون كميات كبيرة من التسلط.
ويواجه الأطفال مشهدا ثقافيا معقدا، حيث يجب عليهم التعاون ومشاركة زملائهم من مختلف الأعراق والأديان، وأصحاب البلد الأصليين وبعض المهاجرين، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الجنس الآخر. وكذلك السياق السياسي والانقسامات والاتهامات.
لذلك، يجب على الآباء القيام بدور نشط في التعرف على الأدوار والعلاقات العديدة التي يشارك أطفالهم فيها في المدرسة، وتقديم المساعدات الازمة على التكيف مع أي تعقيدات تنشأ.
5. التطبيع
غالبا ما تكون بدايات التجارب الجديدة صعبة، سواء كان ذلك في المدرسة، أو في العمل، أو في العلاقات، أو في الأنشطة المجتمعية، ومن الطبيعي أن يكون لدى الأطفال مخاوف بشأن أمر ما، ولكن يجب السماح لهم بأن يعرفوا أن هذا هو الحال، وأن للآباء إيمان قوي بقدرتهم على التعامل مع الأمور، وهذا هو الأساس الجيد للعمل لاحقا.
6. التكيف بدلا من الحماية
كثير من الآباء والأمهات لديهم الرغبة في حل مشاكل أطفالهم حتى يكونوا أفضل، ولكنهم الأطفال لا يستفيدون استفادة كاملة من الفرصة التي يتم مساعدتهم فيها. ولكن من الأفضل إجراء محادثة مع الأطفال حول كيفية إدارة التحديات الأكاديمية والاجتماعية، أو كيفية التعامل مع هذه المشاكل بأنفسهم، فتدريب الأطفال على كيفية التعامل معها يجلب فوائد أكثر من وسيلة حل المشاكل عن طريق الآباء.
7. أدوات التكيف
إحدى الطرق للتحدث مع طفلك حول كيفية التعامل مع المشاكل، هي وضع تصور لهذا على أنه أداة للتأقلم. فيمكن للآباء مناقشة الأدوات التي لدى الطفل بالفعل، مثل الوصول إلى شخص بالغ، أو اتباع الأساليب الجديدة بالنسبة له، مثل استخدام الأفكار لتهدئة نفسه، أو تذكر الأوقات الجميلة عندما يكون ناجحا.
8. المعلمون حلفاء الآباء
يجب التواصل مع معلمي الأطفال والتحدث إليهم، والسماح لهم بمعرفة شعور الأطفال تجاههم أو تجاه المدرسة، والاستماع إلى وجهة نظر المعلمين، والاستفادة بطرق مساعدتهم، مما يقطع شوطا طويلا في حل المشاكل، كما يجب السماح للأطفال بأن يعرفوا أن الكثير من الناس يهتمون بأمورهم.