وقف المعونة.. عداء لمصر أم تخبط بإدارة ترامب؟

عبد الفتاح السيسي ودونالد ترامب

تناقضات كثيرة في المواقف والتوجهات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والكونجرس، ظهرت جلية في أزمة تعطيل تدفق المعونات الأمريكية إلى مصر والتي شابها الكثير من التضارب بين الطرفين.

 

 

وفي الوقت الذي توجّه فيه وفد دبلوماسي أمريكي إلى مصر، أصدر الكونجرس قرارًا بوقف جزء من المساعدات لمصر، وتعطيل جزء آخر لحين تحسين أوضاع حقوق الإنسان وأوضاع المجتمع المدني.

 

 

وتضمن القرار الصادر عن الكونجرس حجب 290 مليون دولار عن مصر، حيث حرم القرار مصر من مساعدات 95.7 مليون دولار، إلى جانب تأجيل صرف 195 مليونًا أخرى لعدم إحراز تقدم على صعيد حقوق الإنسان.

 

 

الخارجية المصرية استنكرت بشدة الموقف الأمريكي والذي يأتي مغايرًا للتفاهمات الأخيرة وتوطيد العلاقات مع الولايات المتحدة -حسب البيان الصادر عنها-.

 

 

لكن ما يثير الغرابة الاتصال الهاتفي الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أكّد فيه الأخير على عمق العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، مطالبًا بضرورة تجاوز هذه الأزمة والمضي قدمًا في سبيل التعاون المشترك خاصة على صعيد مكافحة العنف والإرهاب.

 

 

وقال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التناقضات في موقف الإدارة الأمريكية من أزمة المعونة لمصر تدل وبشكل قاطع على أن الكونجرس يعادي مصر وربما يكون ذلك بسبب ضغوط من إسرائيل.

 

 

وأضاف بيومي، لـ "مصر العربية"، أن وزارة الخارجية الأمريكية تحاول جاهدة الحفاظ على العلاقات مع مصر لأسباب أمنية على رأسها الأمن القومي الأمريكي.

 

 

وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما زال متخبطًا في سياساته، كما يبدو أنه لا يستطيع الإمساك بزمام الأمور في أمريكا، وأنه ضعيف في مواجهة مؤسسات الحكم وعلى رأسها الكونجرس بشقيه "مجلسي الشيوخ والنواب".

 

 

وإلى جانب أزمة المساعدات تلقى الرئيس الأمريكي ترامب رسالة من زعماء الأقليات في مجلس النواب طالبوه فيها بطرد 3 من رجاله العاملين في البيت الأبيض.

 

 

وذكرت الرسالة كلا من ستيفن بانون، كبير مستشاري ترامب للشئون الاستراتيجية، ونائبه سيباستيان غوركا، وستيف ميلر، كبير مستشاريه.

 

وأكّد بيومي، أن قيمة المساعدات التي شملها الحجب أو المنع النهائي لا تمثل أي قيمة تذكر في الاقتصاد المصري، حيث إن واردات مصر من الولايات المتحدة الأمريكية في العام الواحد تبلغ نحو 7 مليارات دولار.

 

 

وبعيدًا عن الأوضاع الاقتصادية بين البلدين، فلا يمكن للولايات المتحدة أن تخسر مصر كقوة عسكرية داعمة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، ما يعني مزيد من الاستقرار لإسرائيل.

 

 

الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلاقات الخارجية بالجامعة الأمريكية، رأت أن ترامب يواجه الكثير من المشكلات مع الإدارة الأمريكية ومؤسسات الدولة في الولايات المتحدة.

 

 

وأشارت بكر، لـ "مصر العربية"، إلى أنَّ الولايات المتحدة دولة مؤسسات ولا تخضع لإدارة الرئيس ترامب فقط، بل على العكس في كثير من الأمور فرض الكونجرس قراراته على ترامب وأجبره عليها ومنها ما حدث في الأزمة مع الجانب الروسي.

 

 

وأقر مجلس الشيوخ الأمريكي في وقت سابق من العام الحالي، عقوبات على مجموعة من الدول على رأسها كوريا الشمالية وروسيا، وسط اتهامات لموسكو بالتدخل في سير العملية الانتخابية في الانتخابات الأمريكية لصالح دونالد ترامب على حساب مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون.

 

 

ويجري الكونجرس ومكتب التحقيقات الفيدرالية "إف بي آي" تحقيقات موسعة في هذه الاتهامات مع أعضاء حكومة ترامب ومستشاريه خلال الحملة الانتخابية، وكان على رأسهم جاريد كوشنر، صهر ترامب وأحد مستشاريه.

 

 

وأكدت أستاذ العلاقات الدولية، أن أزمة المعونة الأمريكية لمصر ترتبط بشكل أساسي بقانون الجمعيات الأهلية، الذي ترى الولايات المتحدة أنه يقضي على عمل الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني،لافتة إلى أن هذا الإجراء محاولة للضغط على مصر للتراجع عن تطبيق القانون أو على الأقل تعديله.

 

وتابعت الدكتورة نهى بكر: يمكن أن يكون ترامب لا يهتم بحقوق الإنسان، لكن مؤسسات الدولة تعطيها اهتماما كبيرا، وما يثير الأزمة أكثر وجود عدد من المعتقلين الأمريكيين في السجون المصرية حتى الآن.

مقالات متعلقة