قصة أبو ميسرة الشامي مسؤول مجلة «داعش».. والمطلوب رقم 24 على لائحة «FBI»

أبو ميسرة الشامي - مسؤول مجلة "دابق" التابع لـ "داعش"

أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، عن مقتل مسؤول مجلة التنظيم الصادرة باللغة الإنجليزية "دابق"، أحمد أبو سمرة -المكني أبي سليمان الحلبي-، ولديه اسم مستعار "أبو ميسرة الشامي".

 

ونشر تنظيم "الدولة الإسلامية" سيرة الشامي، على صفحتين كاملتين في صحيفته الناطقة باللغة العربية "النبأ"، اليوم الخميس، باعتباره أحد أهم كوادره الإعلامية التي ساهمت في إصدار "دابق" وعدد من المجلات الصادرة باللغات غير العربية.

 

ولم ينشر توقيت مقتله بالضبط، ولكن هناك تقارير أجنبية تحدثت عن استهدافه آواخر العام الماضي.

 

وتبين أن أبو ميسرة الشامي، أدرج على لائحة مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي "FBI” منذ عام 2009، واحتل المرتبة الـ 24 بين عدد من أبرز المطلوبين بتهم تتعلق بالإرهاب.

 

 

 

مطلوب لـ FBI

 

وبالعودة إلى لائحة "FBI” للأشخاص المطلوبين، ظهر الشامي ولكن باسمه الحقيقي "أحمد أبو سمرة"، مع رصد مكافأة مالية قدرها 50 ألف دولار أمريكي، لمن يدلي بمعلومات مباشرة تؤدي لاعتقاله أو إعادته لأمريكا.

 

وذكر مكتب الـ "FBI” ، أن أبو سمرة يحمل أربعة أسماء مستعارة، وهى "أبو الفضل -أحمد أبو – أحمد أبو سميرة – أحمد سمرة".

 

وأوردت المذكرة تفاصيل عن أبو سمرة، المولود بفرنسا في 19 سبتمبر 1981، وهو يحمل الجنسية السورية والأمريكية، فضلا عن معلومات حول طوله ولون البشرة والوزن.

 

وقالت إنه ترعرع بالقرب من بوسطن بولاية ماسا تشوستس، وله صلات بمدينة ديترويت بولاية ميتشجين، ويعتقد أنه غادر أمريكا عام 2006، ويقيم مع زوجته وطفل واحد على الأقل في مدينة حلب السورية.

 

وتضمنت لائحة الاتهامات لأبو سمرة، تكرار السفير إلى باكستان واليمن لتلقي تدريبات عسكرية بغرض قتل جنود أمريكيين في الخارج، وصدر أمر فيدرالي بضبطه وإحضاره في نوفمبر 2009 من محكمة جزئية بمقاطعة ماسا تشوستس.

 

كما وجهت له اتهامات بالتآمر لتقديم الدعم المالي للإرهابيين، والتآمر على القتل في دولة أجنبية، والإدلاء بإفادات ومعلومات كاذبة.

 

ووجهت المذكرة تحذيرا بأن أبو سمرة رجل خطر ومسلح، مناشدة كل من لديه معلومات بالاتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالية أو بأقرب سفارة أوقنصلية أمريكية.

 

 

الهروب من أمريكا

 

في المقابل، قالت صحيفة النبأ التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، إن الشامي أنهى دراسته لعلوم الحاسب في جامعة "ماسا تشوستس" في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وتخرج مهندسا ومبرمجا.

 

وأضافت: "خرج من الولايات المتحدة مع بعض رفاقه للانضمام إلى المجاهدين دون تنسيق أو تحضير مسبق، فمروا باليمن وباكستان والعراق، وخافوا من إثارة ريبة أجهزة المخابرات فعادوا إلى أمريكا مرة أخرى".

 

وأكدت على أن الشامي خطط مع اثنين من زملائه لتنفيذ عملية داخل الولايات المتحدة، ولكن انكشف أمرهم قبل التنفيذ، فما كان له إلا الفرار من أمريكا قبل كشف المخابرات معلومات عنه وتعميمها على الحدود والمطارات.

 

وشددت على عودته إلى مسقط رأس أبيه في الشام، ومكث سنوات مختبأ عن أعين أجهزة المخابرات ومجالس علماء السوء الموالين للطواغيت، وأصدرت أمريكا بحقه مذكرة بحث دولية ورصدت مكافأة بعشرات الآلاف من الدولارات، بحسب تعبير الصحيفة.

 

 

الانضمام لداعش

 

وذكرت صحيفة "النبأ"، أن الشامي انضم إلى الجهاد في سوريا منذ بدايته، وقاتل في صفوف بعض الفصائل حتى أصيب، قبل انضمامه إلى جنود تنظيم الدولة في سوريا حينما كان اسمهم "جبهة النصرة".

 

وطالب أمراء الجبهة بنقله إلى العراق ولكنهم رفضوا، وظل يعطي دروس شرعية في العقيدة ويرابط في حلب.

 

ولفتت إلى أنه مع انفصال جبهة النصرة عن تنظيم الدولة في العراق والشام، حاول توضيح حقيقة الأمر للجنود  رفضا لما حدث، وخرج من الجبهة ليجدد بيعته لأبو بكر البغدادي.

 

وجدد الشامي طلبه الالتحاق بقوافل "الاستشهاديين"، وكاد أن ينفذ عملية في حلب، إلا أن التقى بأبو محمد الفرقان -رئيس ديوان الإعلان في تنظيم الدولة الإسلامية-، وأثناه عن التنفيذ وضمه لديوان الإعلام في الدولة.

 

 

تأسيس "دابق"

 

وانضم الشامي إلى فريق اللغات الأعجمية في جهاز إعلام تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي تم تجميعه لإطلاق حملة دعوية لتعريف المسلمين بالدولة الإسلامية والتحريض على الهجرة إليها عبر مركز الحياة الذي أنشأ خصيصا لهذا الغرض، بحسب صحيفة "النبأ".

 

وأشارت إلى أنه ساهم في تحويل نشرة تقرير الدولة الإسلامية إلى مجلة ناطقة باللغة الإنجليزية يطلق عليها "دابق"، وبدأت تظهر قدراته في الكتاية والتأليف ليتسلم إدارة تحرير المجلة، قبل التوسع وإصدار مجلات بلغات أخرى.

 

وأوكل مسؤول الإعلام في تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلى الشامي مهمة كتابة الرسائل والمقالات التي توضح فكرة التنظيم، حتى أنه كتب عدة مقالات لبيان موقف المخالفين لهم سواء تنظيم القاعدة أو جماعة الإخوان المسلمين أو التيارات السلفية.

 

 

العودة للقتال

 

قبل استهداف مسؤول الإعلام في التنظيم، عمل الشامي على إنجاز مجلة "رومية"، لتضاف إلى سلسلة إصدار المجلات الصادرة بلغات غير عربية، وبعد إصدار العدد الأول منها قتل أبو محمد الفرقان في غارة جوية على الرقة -مركز التنظيم في سوريا-.

 

وقالت المجلة في ختام حديثها عن الشامي، إنه حزن حزنا شديدا على استهداف الفرقان، وطلب من أميره السماح له بالعودة إلى المعارك مرة أخرى، قبل أن يتم استهدافه مع عدد من مقاتلي التنظيم في مدينة الطبقة، إثر قصف جوي على منزل كانوا يتحصنون به.

 

 

مقالات متعلقة