"درجات قبول مرتفعة، ونقص في الأماكن المخصصة، وتأخير إعلان التنسيق".. كانت هذه أبرز المشاكل التي يواجهها طلاب الثانوية العامة المغتربون، وقت تسجيل رغباتهم للالتحاق بالكليات المصرية.
بجانب هذه الأزمات المستمرة والمتكررة، يواجه طلاب الثانوية العامة المغتربون بالسعودية هذا العام أزمة أكبر تتمثل في تعديل نظام التعليم للمرحلة الثانوية بالمملكة، وهو ما يتطلب تغيير نظام التنسيق وآليات التحاقهم بالكليات والجامعات المصرية.
التعديل الذي اعتمدته السعودية منذ عام 2014 والمعروف باسم «النظام الفصلي» يمثل عائقًا جديدًا أمام الطلاب المغتربين والمقرر إنهاء تعليمهم الثانوي في صيف هذا العام، باعتبارهم أول دفعة يطبق عليهم هذا النظام.
طلاب الثانوية بالسعودية طرقوا جميع الأبواب وفشلوا في الحصول على إجابة لتساؤلاتهم بشأن طريقة احتساب درجاتهم مع النظام الجديد رغم قرب انتهاء المرحلة الثانوية، وأكدوا لـ ـ "مصر العربية" أن مصيرهم بات مجهولًا، في حين ردت وزارة التعليم العالي بأن الأمر لازال قيد البحث!
معاناة مستمرة
بسام محمد أحد طلاب المعادلة السعودية قال: إنَّ طلاب الثانوية العامة المصريين بالمملكة يعانون منذ وقت طويل العديد من المشكلات والأزمات والتي تحتاج إلى تدخل سريع لحلها. وأضاف لـ "مصر العربية" أنّ لوائح قبول طلاب الثانوية العامة المغتربين بالسعودية في الكليات المصرية معروفة ومتبعة منذ فترات طويلة، إلا أنّ استحداث السعودية لنظام تعليم جديد (النظام الفصلي) أضاف مزيدًا من الضغوط على الطلاب. وتابع محمد: "وجدنا أنفسنا ضمن نظام جديد لاحتساب الدرجات لم يتم تطبيقه من قبل وهو النظام الفصلي في المرحلة الثانوية و لم يتبقَّ لنا سوى أيام معدودة ونتخرج ومع ذلك لم تصلنا أي معلومة عن طريقة احتساب الدرجات لنظامنا الجديد". وأكد أن طلاب الثانوية العامة المغتربين في السعودية يسعون منذ فترة إلى مخاطبة الجهات الحكومية المصرية المختصة للاستعلام عن كيفية قبول أوراقهم في الكليات بناء على التغيرات الجديدة.
مصير مجهولوذكر إبراهيم محمد طالب بالصف الثالث الثانوي بالسعودية أن دفعة طلاب الثانوية العامة بالسعودية حاليًا، والمقرر تخرجهم هذا العام، هم أول دفعة يتم تطبيق عليهم النظام الفصلي والذي أقرته السعودية منذ 3 سنوات.
وأضاف لـ "مصر العربية" أنهم حاولوا منذ تطبيق النظام الفصلي في السعودية مناشدة الجهات المختصة في مصر والسفارة المصرية بالسعودية لمعرفة طرق احتساب درجاتهم لدخول الكليات المصرية بعد تطبيق النظام الفصلي.
وأكد أنهم تواصلوا مع السفير المصري في السعودية ووزير التعليم العالي، والمجلس الأعلى للجامعات منذ سنتين، دون نتيجة، ومضى قائلاً: "آخر تواصل مع السفير قال إنه أرسل ملف النظام الجديد للمجلس الأعلى للجامعات، ومحدش رد علينا من بعدها".
وعن طبيعة النظام الجديد الذي طبقته السعودية قالت روان رجائي طالبة بالصف الثالث الثانوي بالسعودية إن نظام الثانوية العامة في المملكة كان يعتمد على درجات الصف الثاني والثالث لتحديد درجة الثانوية العامة (50% للصف الثاني .. 50% للصف الثالث).
وأضافت لـ "مصر العربية"، أنّ السعودية قامت بتطبيق النظام الفصلي وهو احتساب درجة الثانوية العامة من مجموع الثلاث سنوات، بواقع 25% من مجموع الصف الأول، و35% من الثاني، و40% من الصف الثالث، مؤكدة أنهم أول دفعة يطبق عليهم النظام الجديد.
وتابعت: "مستقبلنا واقف على رد الجهات المختصة في مصر، مش عارفين ها يحسبوا درجاتنا أزاي، ونخشى أن يحدث أخطاء فادحة في التنسيق بسبب هذا النظام".
ظلم التنسيقمن جانبه لفت الطالب أحمد صقر إلى أنّ طلاب الثانوية العامة المغتربين بالمملكة يعانون منذ فترة طويلة من ظلم التنسيق والتفريق بينهم وبين أقرانهم في مصر، مؤكدًا أنهم لا يجدون فرصًا متكافئة ومناسبة في الكليات، وخصوصًا كليات القمة.
واستطرد: "أكثر من 10 كليات تنسيقها بيكون 100%، وده أمر مستحيل في السعودية، التنسيق في مصر بيضيع حلمنا في دخول كليات الطب والهندسة وباقي كليات القمة”.
بدورها تابعت آلاء فراج طالبة بالصف الثالث الثانوي أنَّ المقاعد المتاحة للمغتربين في الكليات قليلة جدًا، فرغم بلوغ البعض لنسب القبول في بعض الكليات إلا أنَّ عدم وجود أماكن شاغرة تحول دون دخولهم.
وأكدت لـ "مصر العربية" أن النظام الجديد في السعودية زاد من صعوبة الثانوية العامة، ففي مصر يتم احتساب درجات الصف الثالث فقط كنسبة لدخول الكليات، أما هنا فأصبح نسبة الدخول يحتسب من درجات الثلاث سنوات. "ممكن تكون جايب مجموع كبير وفي الآخر تدخل تجارة".. بهذه الكلمات حكت روان قاسم الطالبة بالصف الثالث بالسعودية ما أسمته قصة عذاب معظم المغتربين مع تنسيق الثانوية العامة في مصر، مؤكدة أنّ استنفاذ الرغبات تحول دون دخول الطلاب الكليات التي يستحقونها. وأشارت إلى أنَّ التنسيق يختلف كليًا عن الطلاب المحليين والطلاب المغتربين، فكلية الهندسة التي تسمح بدخول الطلاب بمجموع 94% في مصر، لا يقل تنسيقها للطلاب المغتربين عن 98%، والصيدلة من 99.8%”.
واستلمت أروى الصاوي طرف الحديث، وتابعت: نطالب وزير التعليم العالي في مصر بظهور نتيجة تنسيق المعادلة مبكرًا منذ 5 أعوام، وفي كل مرة نتلقى وعودًا وموافقة عليها من وزير التعليم العالي ثم يأتي وقت نتيجة التنسيق لتظهر في أوقات متأخرة جدًا حيث لا يتبقى لنا وقت للتجهيز للدراسة". وأوضحت لـ "مصر العربية" أنّ العام الماضي ظهرت نتيجة التنسيق قبل بدء الدراسة بيوم واحد فقط، وفي كل عام يحدث تأخير لإعلان النتيجة بحجة وجود تزوير بالرغم من وجود وقت كاف للتأكد من صحة الأوراق.
في سياق متصل قالت ميرنا محمد إنهم تلقوا الكثير من الوعود لتحسين أوضاع المغتربين واعتماد مبدأ تكافؤ الفرص لدخول الكليات، وزيادة الأماكن المخصصة لهم في الكليات، ولم يطبق أي منها إلى الآن .
وطالبت في حديثها لـ "مصر العربية" الجهات المصرية بسرعة إصدار آليات احتساب درجاتهم مع النظام الجديد المطبق في السعودية، ومضت قائلة: كل حاجة واقفة عايزين نعرف عشان نعمل حسابنا".
الوزارة تردعرضنا الأزمة على سيد عطا رئيس قطاع التعليم بوزارة التعليم العالي، والمشرف العام على مكتب التسيق، والذي ردّ بالقول، إن الوزارة تعمل على حل جميع مشاكل الطلاب، وتراعي في قراراتها مصالحهم.
وأكّد أن الوزارة ملمة بأزمة طلاب الثانوية العامة المغتربين بالسعودية بعد تطبيق النظام الفصلي، مشيرًا إلى أنَّ المجلس الأعلى للجامعات لازال يدرس الأمر، مستبعدًا تغيير نظام احتساب الدرجات للطلاب المغتربين.
النواب يتدخلتواصلنا مع النائبة غادة عجمي، عضو مجلس النواب عن المصريين في الخارج، والتي وعدت بعرض مطالب الطلاب المتضررين من النظام الفصلي بالسعودية على الوزير في مقابلة قريبة معه. وأضافت أنها ستحرص على إيجاد رد سريع من الوزير على هذه المطالب، خصوصًا مع قرب انتهاء العام الدراسي.
وكشفت النائبة تقدمها بخطاب إلى وزير التعليم العالى بخصوص رفع نسبة قبول الجامعات المصرية للمصريين فى الخارج.
وطالبت النائبة في خطابها، مساواة المصريين بالخارج بأقرانهم في الداخل، متسائلة: هل من المعقول أن لا يتم قبول جميع أبناء المصريين فى الخارج بعد المعادلة إلا بنسبة ضئيلة جدًا؟ وبحسب الخطاب، قالت النائبة: ليس كل المصريين فى الخارج لديهم الملاءة المالية لتحمل نفقات الجامعات الخاصة بالخارج، والمصريون فى الخارج مواطنون مصريون ملزومون من الدولة، وعلى الدولة أن تكفل رعايتهم وتكفل لهم حياة كريمة، فقد أعطوا الكثير لمصر ومازالوا لم يستغلوا يومًا الدعم المصرى أو أى مزايا أخرى تُعْطَى لهم، بل تحملوا المراحل التعليمية لأولادهم إلى ما قبل الجامعى، ولم يزاحموا المصريين فى المدارس المصرية، بل قاموا وبكل وطنية وفخر بتحويل مدخراتهم لمساعدة الاقتصاد المصرى سنوات طويلة، أليس من حقهم أن ينالوا حقهم فى التعليم كأبسط حقوقهم الدستورية لمصريين حرموا من تراب بلدهم بحثًا عن الرزق؟!".
وأضافت غادة أنّ عدم قبول المصريين فى الخارج ضمن تنسيق الجامعات له أضرار وطنية، لأنه يؤدى إلى أن يشعر أبناء المصريين فى الخارج بالقهر والإحساس بفقد الهوية فى أبسط حقوقهم ألا وهى التعليم.
النظام الفصليوأعلنت وزارة التعليم بالسعودية، اعتماد النظام الفصلي للثانوية العامة بديلًا عن النظام السنوي، وتم تطبيقه على الصف الأول الثانوي في العام الدراسي 2014 - 2015.
وقالت الوزارة وقتها: إنَّ المشروع يستهدف تحسين بنية النظام من خلال التحول من النظام السنوى إلى النظام الفصلي، لتقليص ما أسمته بـ "الهدر التربوي"، وتحسين لائحة التقويم وأساليبه وتطوير ومواءمة ما يترتب على ذلك، إضافة إلى تخفيف الأعباء الدراسية لمزيد من تركيز التعلم.
وتتكون الخطة الدراسية في النظام الفصلي من ثلاث سنوات دراسية، يتم دراسة المستوى الأول والثاني والفصل الصيفي ، وفي السنة الدراسية الثانية يتم دراسة المستوى الثالث والرابع بالإضافة إلى فصل صيفي، أما السنة الثالثة فيتم دراسة المستوى الخامس والسادس وفصل صيفي ثالث، وتضم المستويات في الخطة الدراسية للنظام الفصلي دراسة مواد الإعداد العام ويتم تدريسها في المستويين الأول والثاني مع جميع الطلاب بالإضافة إلى المسارات المتخصصة التي يتم دراستها في المستويات الأربعة المتبقية.
وبحسب النظام الفصلي، يجب على الطالب أن يدرس جميع المستويات الستة وعدم اختصارها خلال الثلاث سنوات المحددة للحصول على الشهادة الثانوية.
المقررات الدراسيةيتبع النظام الفصلي نظام الفصلين بالإضافة إلى فصل صيفي ، ويتم دراسة المواد المقررة في هذا النظام على ست مستويات من بداية المرحلة الثانوية وحتى نهايتها ، ولكل مستوى منها يلزم على الطالب دراسة عدد معين من المواد الدراسية وفقا للجداول المحددة بحيث لا يزيد مجموع المواد عن 14 مادة دراسية، وكل مستوى من المستويات الست مواده الدراسية الخاصة به ودرجاته واختباراته وأيضا شهاداته. ويتيح هذا النظام دراسة ثلاث مسارات تخصصية، وهي المسار الأدبي والذي يتكون من العلوم الشرعية والعربية، والمسار العلمي والذي يتكون من العلوم الطبيعية، والمسار الإداري والذي يتكون من العلوم الإدارية والاجتماعية.
يتم اختيار أو تحديد مواد المسارات التخصصية من قبل الطالب وفقًا لميوله ونتائجه في مواد الإعداد العام، ليقوم بدراسة الأربعة مستويات المتبقية وفقا للمسارات التخصصية التي اختارها حتى نهاية المرحلة الثانوية والتخرج، وفي حال عدم القدرة على الاستمرار في المسار الذي تم اختياره بإمكان الطالب تغيير المسار إلى مسار تخصصي آخر ، ويتم احتساب المواد الدراسية والمعدلات الخاصة بها وفقا للائحة الخاصة بالمعادلات.
المعدل التراكمي
في النظام الفصلي يعتمد حساب المعدل التراكمي على عدد الحصص للمادة الدراسية والدرجات التي يتم تحصيلها فيها عند نهاية المستوى الدراسي، ففي السنة الدراسية الأولى للمستوى الأول والثاني تكون نسبة المعدل التراكمي 25% ، أما في المستوى الثالث والرابع من السنة الثانية فنسبة المعدل التراكمي تبلغ 35%، أما المستوى الخامس والسادس للسنة الدراسية الثالثة والأخيرة فنسبة المعدل التراكمي تبلغ 40%.
ويتم الالتحاق بالفصل الصيفي في النظام الفصلي للطلبة المتعثرين في المواد الدراسية لمعالجة التعثر والنجاح فقط ولا يسمح بدراسة الفصل الصيفي من أجل اختصار مدة الدراسة وتسريع التخرج، كما يسمح في النظام الفصلي الالتحاق بنظام الانتساب الكلي أو الجزئي.