دولة زراعية حبيسة لا توجد لها حدود بحرية، يحدها من الشمال الشرقي والشرق دولة روسيا الاتحادية، ومن الجنوب أوكرانيا، ومن جهة الغرب بولندا وليتوانيا، وإلى الشمال الغربي توجد دولة لاتفيا، يحكمها آخر ديكتاتور في أوروبا.
الاقتصاد في بيلاروسيا يسير على النمط شبه الاشتراكي إلى حد كبير، حيث إنه لم يتخلص بعد من علاقات الإنتاج التي تتحكم فيها الدولة، ويعمل حوالي نصف السكان في الشركات و المؤسسات المملوكة للحكومة.
بينما الأعمال الخاصةفمملوكة للمواطنين البيلاروسيين، فيما توجد نسبة ضئيلة من الاستثمارات الأجنبية التي يكون أغلبها من شرق أوروبا أو من روسيا.
تملك بيلاروسيا القليل من الموارد الطبيعية التي تقتصر على كميات قليلة من النفط والغاز الطبيعي، إلى جانب المناجم الحجرية التي يستخرج منها أحجار الجرانيت و الطباشير و الحجر الجيري.
لم يتحول نمط الإنتاج الصناعي كثيراً عن المرحلة السوفييتية، وتنتج بيلاروسيا المنسوجات والأخشاب كمنتجات أساسية في اقتصادها، إضافة إلى المنتجات الزراعية والآلات الزراعية خاصة الثقيلة منها مثل الجرارات الزراعية. هذا إلى جانب الزراعة التي تشهد نشاطاً كبيراً في البلاد بسبب وجود الموارد المائية، وتربية الماشية لأغراض تجارية.
استثمارات بيلاروسيا في مصر لا تتخطى مليون و٣٠٠ ألف دولار في مصر، واقتصادها رقم ٩٢ على مستوى العالم. "أصبحنا نلجأ إلى الدول متوسطة القوة اﻻقتصادية وابتعدنا عن الدول العظمي" بتلك الكلمات علق الخبير اﻻقتصادي مختار الشريف على سعي مصر للجوء إلى دول ليس لها أي قوة عظمي اقتصاديا، موضحا أن مصر لجأت في العديد من محاوﻻتها في التوصل إلى اﻻستفادة من الدول العظمي، إﻻ أنها لم تلقى أي استجابة أو فائدة مرجوة بارزة على أرض الواقع.
وأكد الشريف أنها دولة متوسطة التقدم في شتى المجاﻻت المختلفة، وليست على قدر من التقدم التقني الكبير. وأضاف في تصريحاته لـ"مصر العربية" أن تلك الزيارات يأتي في مقدمة أهدافها اﻷولية استمرار مسلسل توطيد الدولة لعلاقتها الخارجية مع مختلف الدول العالمية وباﻷخص الدول اﻷوروبية. وتطرق "الشريف" في حديثه عن استفادة البلدين اﻻقتصادية من تلك الزيارة الرسمية المقامة حاليا بالقاهرة، قائلا: الجانبان متستفيدان من تلك الزيارة، موضحا أن أهم عامل مشترك يربط البلدين اقتصاديا هو اﻻعتماد على الجانب الزراعي بشكل شبه كلي.
وأشار "الشريف" إلى أن مصر تهدف إلى تفعيل دور اﻻستفادة الزراعية من دولة بيلاروسيا عن طريق مساهمتها في استصلاح أراضي زراعية جديدة بالصحراء المصرية، واستيراد ماكينات ري وآﻻت زراعية حديثة تخدم الجانب الزراعي المصري وتساهم في زيادة المحاصيل.
وقسّم الخبير اﻻقتصادي، شريف الدمرداش، أسباب التعاون مع الدول اﻷخري إلى شقين، يتمثل اﻷل في التعامل مع دولة أخري تحت بند النسبية والندية في التعامل، والثاني منهما متمثل في التعامل بالتبعية مع الدول اﻷخري. وأرجع "الدمرداش" العلاقة التي بدأت مصر تيسير على خطاها في الوقت الحالي إلى اتباع علاقة الندية والنسبية، والتي تتمثل في التعامل مع الدول المماثلة والمشابهة لها من الجانب اﻻقتصادي، وذلك من أجل تبادل العلاقات في إطار الوسطية اﻻقتصادية. وقال "الدمرداش" إن العلاقات اﻻقتصادية المبنية على مبدأ التبعية دائما ما تحمل في طياتها مبدأ الخنوع والركوض من الجانب الضعيف للدولة العظمى، وخاصة أنها دائما ما تكون في أمس الحاجة لمساعداتها اﻻقتصادية لها. وأبدى "الدمرداش" ارتياحه للعلاقات المشتركة بين مصر وبيلاروسيا، مؤكدا أنها تعد خطوة إيجابية على مسار العلاقات اﻻقتصادية الدولية، مشيرا إلى أنها تعد من الدول التي تحمل طابع تجاري مشترك مع دولة روسيا وكازاخستان، مما يساهم في اشراك الصادرات المصرية في تلك اﻷسواق العالمية.
في المقابل، أكد الدكتور حامد مرسي، الخبير اﻻقتصادي ورئيس قسم اﻻقتصاد بجامعة السويس، أن بيلاروسيا تعد دولة ذات مستقبل، وبدأت اقتصادها المعاصر على نهج صناعي حديث ينبئ بثورة صناعية لديها تمنحها طفرة في الجانب اﻻقتصادي بين غيرها من الدول المجاورة لها. وقال في تصريحه لـ"مصر العربية": إن تاريخ بيلاروسيا الصناعي معروف، وله بصمة ذات طبيعة خاصة وبالتحديد في المجال الزراعي، موضحا أن أفضل الآلات الزراعية المتميزة التي يستخدمها الفلاح المصري مصنعة بشكل شبه كلي لديها، ودائما ما تلجأ مصر إليها للحصول على الماكينات الزراعية الحديثة على مختلف اﻷزمنة.
الخبير الاقتصادي يسري طاحون، في مستهل تعليقه على زيارة رئيس بيلاروسيا لمصر حذر من خطورة التوقيع على اتفاقيات صناعية تعد من الصناعات الأولية قائلا: اﻻقتصاد لا يحمل طابع المجاملات، مشددا على أن تلك اﻻتفاقيات تتحمل عواقبها الأجيال القادمة. وأضاف " طاحون" في تصريحات لـ"مصر العربية" أن دولة بيلاروسيا تصنف بأنها من الدول المتوسطة، وبالتالي ﻻبد من التعامل معها بحذر وباﻷخص عند توقيع اﻹتفاقيات طويلة اﻷجل، موضحا أنه من المفترض أن يقوم وفد مصري مشكل من كافة الخبراء للإطلاع على الشأن الداخلي لها ومعرفة أوجه اﻻستفادة منها، وتحديد المجاﻻت المتقدمة فيها للحصول عليها. ولفت إلى أن أهم أوجه اﻻستفادة التى ﻻبد أن يكون الجانب المصري حريص عليها تكمن في تفعيل دور التصدير لها وذلك من أجل جلب أكبر قدر من العملة الصعبة، مضيفا أن الصفقات الناجحة تؤتي ثمارها المرجوة منها وتظهر بشكل كبير في زيادة اﻻنتاج ورفع القيمة الصناعية والتجارية.
وشهدت الدكتورة سحر نصر، وزيرة التعاون الدولى، توقيع مصر على 6 اتفاقيات بين شركات مصرية وبيلاروسية على هامش المنتدى فى مجالات الجرارات والمعدات الثقيلة والمعدات الزراعية.
ودعت "نصر"، الشركات البيلاروسية إلى زيادة تواجدها في مصر وانتهاز الفرص التي تتيحها المشروعات القومية.
وقالت وزير التعاون الدولي، إن مصر تتطلع تعزيز الشراكة الاقتصادية مع بيلاروسيا وتعزيز سبيل تعزيز آليات التعاون الاقتصادى المصري.
وكشفت "نصر" أن هناك تركيز على اقامة مناطق صناعية ومشروعات صغيرة ومتوسطة، كما حرصت الحكومة المصرية على تنفيذ عدة مشروعات قومية قام بتدشينها الرئيس، مثل محور قناة السويس بهدف تحويل المنطقة إلى مركز لوجيستي دولي، والعاصمة الإدارية الجديدة فضلا عن مشروع المليون ونصف فدان الذي يهدف إلى توسيع الرقعة الزراعية.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلكسندر لوكاشينكو، رئيس جمهورية بيلاروسيا، افتتحا منتدى رجال الأعمال المصري البيلاروسي.
انتخب رئيسها ألكسندر لوكاشينكو في 20 يوليو 1994 وأعيد انتخابه في 2001، 2006، 2010 و2015، رئاسته مثيرة للجدل بسبب انعدام الحرية السياسية. وصفه منتقدوه بالسلطوي والديكتاتوري، روسيا البيضاء في عهده معزولة. وغالبا ما يوصف هذا الأخير في الغرب باسم «آخر دكتاتور في أوروبا»، في إشارة إلى تقييده المستمر للحريات المدنية في بلاده. أساليبه مثيرة ومزعجة للاتحاد الأوروبي وروسيا. وهو ممنوع من زيارة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة