بالفيديو والوقائع.. سوابق يشهدها الإعلام المصري في عهد السيسي

في سابقة أولى من نوعها صدر حكم، اليوم السبت، بحبس نقيب الصحفيين يحيى قلاش وعضوي المجلس خالد البلشي وجمال عبد الرحيم، عامين وكفالة 10 آلاف جنيه،  لتضيف فصلا جديدا في سجل الانتهاكات التي يتعرض لها المشهد الإعلامي في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي . 

 

                                                                             نقيب الصحفيين وأعضاء المجلس

 

 

اتشحت الصحف بالسواد وأعلنت الحداد على حرية الصحافة، بعدما اقتحمت الشرطة مقر نقابة الصحفيين، لأول مرة في تاريخها،  بدعوى القبض على اثنين صحفيين مطلوبين أمنيا، لكونهما ضمن حملة "تيران وصنافير مصرية"، واتهامهم بنشر أخبار كاذبة ومحاولة قلب نظام الحكم.

 

 

قررت نيابة وسط القاهرة، إحالة نقيب الصحفيين يحيى قلاش، وجمال عبد الرحيم، السكرتير العام للنقابة، وخالد البلشي، وكيل النقابة، إلى المحاكمة، لاتهامهم بإيواء الصحفيين المطلوبين أمنيا، وأخلت النيابة سبيلهم آنذاك بغرامة 10 آلاف جنيه، واستمرت القضية حتى صدر الحكم اليوم، بعد 7 أشهر . 

 

 

"حبس صحفيين، منع مقالات، مصادرة صحف، وقف برامج تلفزيونية، منع مذيعين من الظهور الإعلامي"، وقائع عدة ارتسمت بها ملامح المشهد الإعلامي في مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي .

 

 منع ومصادرة صحف

 

ففي 5 أكتوبر مُنع مقال للدكتور أسامة الغزالي حرب، بجريدة الأهرام، يهاجم فيه العاصمة الإدارية ووصفها بـ "النكبة" التي تسببت في إهدار المال العام، وهو ما علق عليه صاحب المقال بأنه اعتداء على حرية الرأي وتصرف يدعي للأسف.

 

 

مصادرة الصحف أيضا مثلت حلقة في سلسلة الانتهاكات ضد الصحافة، ففي أغسطس 2015  أوقفت مؤسسة "الأهرام" طباعة عدد من صحيفة "المصريون"، بسبب مقال لرئيس التحرير جمال سلطان تحت عنوان "لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي".

 

 

وفي شهر أغسطس ذاته، تم مصادرة صحيفة "الصباح" الأسبوعية،  بسبب مقال "كيف تصبح طفلا للرئيس في تسع خطوات"، ينتقد فيه "محمد بدران"، الرئيس السابق لحزب مستقبل وطن، الذي صاحب الرئيس عبد الفتاح السيسي على يخت المحروسة أثناء افتتاح قناة السويس الجديدة.

 

 

جريدة الوطن أيضا كان لها نصيب من "المصادرة"، ففي 11 مايو 2015  تم مصادرة عدد من الجريدة  بسبب مانشيت الصفحة الرئيسية والذي حمل عنوان "7 أقوى من السيسي" ويتناول شخصيات ومؤسسات قالت الجريدة إنها أقوى الرئيس.

 

 

وقبلها بشهرين تعرضت الجريدة ذاتها "الوطن" لمصادرة الطبعة الأولى منها، لنشرها تقريرا  تحت عنوان: "الوطن تكشف عن الكارثة بالمستندات: مصر تبحث عن مليم والحكومة تهدر المليارات".. "13 جهة سيادية بينها الرئاسة والداخلية لا تدفع ضرائب لموظفيها.. الرئاسة والمخابرات والداخلية والدفاع في مقدمة المتهربين من الضرائب والخسائر وصلت 7.9  مليار جنيه ".

 

وفي الثاني من سبتمبر  2015،  تم مصادرة العدد الأسبوعي لجريدة "صوت الأمة"، بعد نشرها لتحقيق صحفي "موثق" عن فساد أحد رجال الأعمال المرتبطين بجهة سيادية، وكان قد تم مصادرة عدد  من نفس الجريدة في شهر أغسطس من العام نفسه، على خلفية خبر هاجم وزير العدل الأسبق أحمد الزند وتناول أخبار عن مرض والدة الرئيس عبد الفتاح السيسي .

 

 

 

 

جريدة المصري اليوم طالتها أيضا تدخل الجهات اﻷمنية في عملها، حيث رفضت الأجهزة الرقابية توزيع عددها في شهر إبريل الماضي، إلا بعد تعديل عنوان بالصفحة الأولى هو  "جزيرتان ودكتوراة لسلمان.. والمليارات لمصر"، وتم تعديله إلى "حصاد زيارة سلمان: اتفاقيات بـ 25 مليار دولار".

 

 

 

حبس صحفيين

 

ومن الانتهاكات التي تعرض لها العاملون ببلاط صاحبة الجلالة، حبس عدد كبير من الصحفيين ، ورصد تقرير للجة الحريات بنقابة الصحفيين وجود  مصر 782 انتهاكًا من حبس احتياطي، واقتحام منازل وتكسير معدات وكاميرات، وتعطيل طباعة بعض الصحف إلى جانب حظر النشر.

 

 

وقال خالد البلشي، مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، إنه يوجد ٢٩ صحفيا داخل السجن ، مشيرا إلى أنه هناك  أكثر من 50 صحفيا ما بين محبوس ومهدد بالحبس، ونحو 8 قضايا تخص 16 صحفيا، ما بين صحفيين محبوسين أو ممنوعين من الكتابة أو مهددين بالحبس خلال شهر أكتوبر الماضي. 

 

 

 ومن الصحفيين الذين لازالوا رهن الحبس "هشام جعفر، شوكان، محمد البطاوي، عمر عادل ، أحمد فؤاد، محمد حسن، أسامة البشبيشي، حمدي الزعيم، خالد سحلوب، أحمد فؤاد، حسن القباني، أحمد سبيع، عمر عبد المقصود، محسن راضي، مجدي حسين، إسماعيل الإسكندراني، إبراهيم الدراوي، صبري أنور".

 

 

وبحسب دراسة تحليلية أجرتها لجنة حماية الصحفيين الدولية، نشرت نتائجها صحيفة "الجارديان" البريطانية نهاية ديسمبر 2015، فإن عدد الصحفيين المحبوسين بمصر بلغ 23 شخصًا، بزيادة 12 صحفيا عن العام الذي سبقه، وهو ما وضع مصر في المرتبة الثانية عالميًا في حبس الصحفيين.

 

 

ومن حبس إلى تهديد بالحبس، أصدرت النيابة العامة قرارًا بضبط وإحضار 63 صحفيا من العاملين فى بعض المواقع الإلكترونية، وبعض الإعلاميين العاملين فى شركات الإنتاج الإعلامي، على خلفية اتهامهم في القضية رقم 10383 لـسنة 2016 المقطم.

 

 

الفضائيات

ولم تكن الفضائيات ببعيدة عما تعرض له الصحفيون، فهناك إعلاميون ألزموا منازلهم وأخرين اختفوا من المشهد تماما، ومن بقي على الشاشة تحول من مذيع لبرنامج توك شو إلى برامج ترفيهية وغنائية،  فضلا عن إيقاف برامج بعينها .

 

 

"سائق التوك توك " يوقف برنامج  " الليثي"

 

أحدث تلك الوقائع،  وقف برنامج "واحد من الناس"، للإعلامي عمرو الليثي، المذاع على قناة الحياة،  بعد بث فيديو "سائق التوك توك"، الذي تحدث عن معاناة المواطنين بعد ارتفاع الأسعار،  وهو ما بررته القناة بإنها الإجازة السنوية للإعلامي، وحاول البعض من الإعلاميين المواليين للنظام إشاعة أن "الليثي" ينتمي لجماعة الإخوان  المسلمين.

 

 

وزيرة الاستثمار تطيح برانيا بدوي

 

وكذلك مًنعت الإعلامية رانيا بدوي من الظهور على الشاشة، وإنهاء تعاقدها معع قناة أون تي في، بعد حلقة واحدة فقط من ظهورها مع الإعلامي عمرو أديب، بعد انتقادها لوزيرة الاستثمار داليا خورشيد.

 

 

ترحيل ليليان داوود

 

ورُحلت الإعلامية اللبنانية ليليان داوود خارج البلاد،  بعد ساعات من إنهاء قناة "أون تي في" التعاقد معها، حيث اقتحم الأمن لمنزلها لإجبارها على مغادرة البلاد، بحجة انتهاء إقامتها في مصر، وهو ما أرجعه البعض لمواقف داوود المؤيدة لثورات الربيع العربي وانتقادها للنظام الحالي.

 

 

السياسة تستبعد القرموطي

 

 وفي شهر يونيو الماضي أوقفت قناة "أون تي في" برنامج مانشيت، الذي يقدمه الإعلامي جابر القرموطي، على خلفية انتقاده للمسؤولين في النظام الحالي، حيث طالبته القناة بتغيير فكرة البرنامج والبعد عن السياسة، إلا أنه رفض .  

 

شهر عقابا للحسيني

وجزاءا لانتقاده ما وصفه بتنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية،  أوقفت قناة  "أون تي في" برنامج الإعلامي يوسف الحسيني ومُنع من الظهور لمدة شهر، قبل أن يعود للبرنامج من جديد.    

محمود سعد ممنوع من الظهور

 

وعبر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ألمح الإعلامي محمود سعد، إلى أنه ممنوع من الظهور على الشاشة والتعليق على الأحداث التي تجري في البلاد،  ليرحل عن قناة النهار في ديسمبر 2015، دون ظهور آخر حتى الآن. 

 

يسري فودة في ألمانيا

وكذلك توقف برنامج  آخر كلام الذي يقدمه الإعلامي يسري فودة، على قناة أون تي في، في شهر سبتمبر 2014، إثر انتقاده لتقل المئات أثناء فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية والنهضة، ولكنه عاد مؤخرا للظهور من خلال برنامج السلطة الخامسة على قناة "دويتشه فيله" .

 

 

دينا عبد الرحمن : "قعدت في البيت" 

 

فيما مكثت الإعلامية دينا عبد الرحمن في منزلها، بعد إنهاء تعاقدها مع قناة سي بي سي، بسبب معارضتها للنظام الحالي، ومن قبل المجلس العسكري، ودعمها لثورة 25 يناير.

 

 

ريم ماجد " محرومة  "

 

وكانت الإعلامية ريم ماجد، أول من غابت وجوههم عن الشاشة بعد أحداث 30 يونيو،  بعد انتهاء تعاقدها مع قناة أون تي في، مبررة في ذلك الوقت أن توجهاتها وقناعاتها تتناقض مع هذه المرحلة.

وبعد نحو عامين من الغايب عادت ماجد للظهور من جديد من خلال برنامج "جمع مؤنث سالم"، وهو اجتماعي بعيد عن السياسية، إلا أنه تقرر وقف البرنامج  بعد أسبوعين، وقالت في مداخلة لها عبر قناة النهار، إنها محرومة من العمل في أي قنوات مصرية.

 

 

الحناوي للتأديب

وفي شهر مارس الماض، أًحيلت المذيعة بالتلفزيون المصري عزة الحناوي، للتحقيق والمحاكمة التأديبية لانتقادها الرئيس عبد الفتاح السيسي في برنامجها المذاع على القناة الثالثة.

 

 

منى الشاذلي من السياسة للفن 

 

أما  الإعلامية منى الشاذلي فسلكت طريقا أخر بعد ابتعادها عن برنامج العاشرة مساءا، المذاع على قناة دريم، لتتجه إلى تقديم برنامج " معكم" على قناة سي بي سي، لتبعتد تماما عن السياسية، لستضيف فنانين وتتناول موضوعات اجتماعية  .

 

وكانت محكمة جنح قصر النيل، المنعقدة بعابدين، قد قضت، اليوم السبت،  بمعاقبة نقيب الصحفيين يحيى قلاش وعضوى المجلس خالد البلشى وجمال عبد الرحيم بإيواء مطلوبين أمنيًا، بالحبس عامين لكل منهما وكفالة ١٠ آلاف جنيه لإيقاف التنفيذ.

 

 

مقالات متعلقة