لهذه الأسباب.. ينهار الحرس الثوري وتصمد حلب

الحرس الثوري ينهار في سوريا

رغم حصارها لسنوات وقصفها بصنوف الأسلحة المحرمة وغير المحرمة، إلا أنها لا تزال عصية على السقوط في قبضة الحرس الثوري الإيراني الذي يحاصرها منذ أكثر من 3 سنوات.. إنها مدينة حلب السورية والتي تشهد أراضيها الآن معارك شرسة بين قوى الثورة من جانب والحرس الثوري والأسد والروس من الجانب الآخر.

 

ومنذ إعلان الجيش الإيراني قتاله في سوريا قبل 3 سنوات، لم تتوقف المعارك في حلب، والذي يصر الحرس الثوري على احتلالها، وتهجير سكانها..

ومع مرور الأيام جاءت شهادات وروايات لقادة الحرس تؤكد انهيار القوات الإيرانية في حلب، وصعوبة القتال في المدينة، وهو ما أقرّه بالأمس إسماعيل قاني نائب قائد "فيلق القدس" الإيراني الذي يرأسه قاسم سليماني والذي يتبع لـ"الحرس الثوري"، بصعوبة المعارك الجارية في حلب والتي تشهد هجمات واسعة من قوات المعارضة، ضد قوات النظام والميليشيات المساندة لها، بغرض فك الحصار عن الأحياء الشرقية للمدينة.

 

 

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم"، عن إسماعيل قاني قوله إنه "خلال الأسبوع الماضي تم إدخال 10 آلاف عنصر إلى حلب وأعدّوا 30 انتحاريًا لمهاجمة المراكز الحساسة في سوريا وهذه الحرب هي حرب بالغة الصعوبة"، وفق قوله.

وزعم قاني أن "مصير الحرب في سوريا سيتقرر هذا العام، لكن هذا لا يعني انتهاء الحرب لأن حربنا هي صراع وجود وحرب الهوية وحرب مصيرية وأن المثال على ذلك هو بدء الحرب اليمنية".

 

وجاءت تصريحات قاآني في كلمة له في ندوة حول العميد حسين همداني الذي لقي مصرعه في المعارك بسوريا.

 

الخبير العسكري السوري إبراهيم الطقش قال: إن قوى الثورة السورية تستميت لعدم سقوط حلب بيد الأسد وحلفائه الإيرانيين، فسقوط تلك المدينة تحديدًا يعني بداية تغلغل الشيعة وتمكنهم من سوريا، لذلك لن تسقط تلك المدينة ولن يُهجر أهلها.

 

وأوضح العسكري السوري لـ"مصر العربية" أن الفصائل السورية المسلحة تقدمت في عدة محاور هامة، ومازال العمل قائمًا ومستمرًا حتى فك الحصار عن أهلنا في حلب، وتحرير ما تبقى منها رغم كل القصف والضرب واستخدام كافة الأسلحة المحرمة دوليًا.

 

وتابع: "قريبا بإذن الله أخبار تُثلج صدور أمة الإسلام"، فكما أعلن قادة الحرس من قبل انهياره بسوريا، وسقوط جنرالات إيران منذ 2013، سيتساقطون في الأيام المقبلة، خاصة في ظل توحد بعض صفوف المعارضة.

بدوره، رأى الخبير العسكري السوري موفق النعمان أبو صغر، أن المعارك في حلب ستستمر لفترة طويلة، دون انتصار أي الفريقين، فالفصائل تعرف جيدًا الأوضاع الميدانية على الأرض، وأيضًا عزيمتهم القتالية في صد إيران والروس، يعطيهم قوة أكثر، بينما يستميت الغزاة لحفظ ماء وجههم عسكريًا.

 

وأوضح أبو صغر لـ"مصر العربية" أن الخسائر العسكرية التي منيت بها طهران كشفت قدرات قواتها العسكرية، وضعفها في الحرب البرية والميدانية في حلب، مضيفًا أن حصار حلب لا يعني سقوط الفصائل المسلحة، فالمدينة كبيرة جدًا ومحاصرتها مستحيلة.

 

ولفت أن إيران تبحث عن انتصار معنوي وسريع يحفظ ماء وجههم يمكنهم من مواصلة القتال، وبالتالي فاستعجال النصر العسكري يؤثر عليهم عسكريًا، وأيضًا عدم معرفة جنود إيران بطبيعة الأرض وجغرافيا المنطقة يُقحمهم في معارك تنتهي بخسارتهم.

 

وأشار إلى أن تلقي إيران ضربات موجعة من ثوار سوريا مؤخرًا يضعف من وجودها، وأن اعترافات قادتهم بتلك الخسائر دليل على أن خسائرهم جمة، وبالتالي هم تورطوا ولن يخرجوا حتى لو سقط الأسد، ولذلك سيلجأون لتكتيكات جديدة تعتمد على أسلحة نوعية واستخدامها ضد الفصائل السورية.

 

وأنهى الخبير العسكري كلامه، "الحرس وحده لم يكن الخاسر الأكبر، فغالبية الفصائل والجماعات الشيعية تنهار، وهو ما لاحظناه في تراجع حزب الله اللبناني في معاركه، وكذلك حركة لواء أبو الفضل العباس، وحركة النجباء العراقية.

 

يذكر أن الميليشيات الطائفية الإيرانية والعراقية واللبنانية لقيت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد مع احتدام المعارك في ريف حلب الجنوبي التي يقودها ضباط إيرانيون.

 

ومنذ تدخلها العسكري لمساندة نظام بشار، مُنيت إيران بين الحين والآخر بخسائر في صفوف جنرالاتها الذي سقط منهم العشرات، منذ 2013 وحتى الآن في مناطق مختلفة من سوريا.

 

ورمت إيران بثقلها العسكري في سوريا فعليًا وقت احتدام  المعارك هناك عام 2012، حيث أرسلت "مستشارين عسكريين" وميليشيات أجنبية بغية القتال إلى جانب حليفها الأسد.

 

وبين الحين والآخر تعلن إيران عن مقتل كبار جنرالاتها في سوريا، وتعد حلب من أبرز المناطق التي يقتل فيها الجنود الإيرانيين والميليشيات المدعومة من طهران.

مقالات متعلقة