بعد قرابة أسبوعين من المجازر الروسية المتواصلة من قبل العدوان الروسي والأسدي، ضد المدنيين في حلب، وما خلفته آلة حربهم الغاشمة من دمار، وبعد أن رأى أطفال ونساء حلب مشاهد مرعبة اعتقدوا أنها من أهوال يوم القيامة، وقصفهم بالأسلحة المحرمة، بدأ المجتمع الدولي ينظر إلى المدينة المنكوبة في الوقت الضائع، متحدثًا عن مساعدات إنسانية.
فمدينة حلب، والتي تعد أحد أهم معاقل الثورة السورية، تحولت إلى كوم من الركام، مبانيها لم يعد لها وجود، وسكانها مزقتهم صواريخ وقنابل الأسد والروس، وما تبقى منهم يلملم ما تبقى من جسده وأسرته في انتظار النزوح.
المراقبون أوضحوا في تصريحاتهم لمصر العربية أن المجتمع الدولي لا يعتمد عليه، فالصمت الدولي قتل الشعب السوري، مضيفين أنه لن ينجح أحد بكبح جماح روسيا، والأسد عن القتل.
وأعلنت المفوضية الأوروبية عن "مبادرة إنسانية عاجلة" للاتحاد الأوروبي الهدف منها إفساح المجال أمام المنظمات الإنسانية لتقديم المساعدة لسكان مدينة حلب التي تحاصر قوات النظام والميليشيات الموالية لها القسم الشرقي منها.
قصف حلب
وجاء في بيان صادر عن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي "فيديريكا موجيريني" والمفوض المكلف الشؤون الإنسانية "خريستوس ستيليانيدس"، إن الاتحاد الأوروبي خصص مساعدة عاجلة بقيمة 25 مليون يورو، لتغطية الحاجات الطبية وإيصال الماء والطعام إلى حلب.
وأضاف البيان أن "هذه المبادرة تمت بالتعاون مع الأمم المتحدة لمواجهة مأساة إنسانية، ودعا الموقعان عليه كل أطراف النزاع إلى دعمها وتسهيل تنفيذها".
المفكر السياسي السوري موفق زريق قال، إن أوروبا لا تملك القدرة على فرض شيء إلا في إطار السياسة الأمريكية، فأمريكا ماضية في سياسة الفوضى الخلاقة للمنطقة بتفاهم مع الروس، وأيضا الروس أخذوا سوريا بقبول صهيوني أمريكي.
وعن احتمالية صدام عسكري روسي أمريكي في سوريا، أوضح المفكر السوري لـ"مصر العربية" أن ما يردده البعض عن تلك المواجهة "ثرثرة" وضباب إعلامي، لإخفاء التورط الأمريكي فيما تفعله موسكو.
وتابع: "لا نتوقع تهجير حلب كما حدث من قبل في داريا، فالسيطرة على حلب لفرض الحل الروسي المتفق عليه أمريكيا وإقليميا وغربيا.
جانب من قصف الروس في إدلب
وعن فتح الجيش الحر جبهات جديدة لعدم إسقاط حلب، قال زريق "الجيش الحر ليس حرا، وليس جيشا واحدا، إنه محكوم بما يموله.
بدوره، قال المحلل السياسي السوري أحمد المسالمة، إن الصمت الدولي يقتلنا هذا لسان حالنا في سوريا، مضيفا: "تبقى مجرد اقتراحات حتى يتم التنفيذ على الأرض.
وأوضح لـ"مصر العربية" أن روسيا والأسد يقتلون الشعب السوري، وأوربا تقترح، لوشاء الأوربيون لأوقفوا القتل فورا، قائلا: " لن ينجح أحد بوقف جماح روسيا والأسد عن القتل بعد كل هذه الضحايا، وهذا الدمار، يخرجون علينا بمبادرات وما أن يتم تباحثها وإقرارها يكون أكمل بوتين القتل والدمار.
وتابع: "الغاز الروسي سيكون سلاح بوتين بوجه أوربا، نحن نتمنى نجاح المبادرة، ولكن من يشاهد الجنون الروسي يعرف تماما أنها مجرد أمنيات، خاصة وأن العدوان الروسي لم ينته بعد من أهدافه، "بقاء الأسد وهذا الأخير مازال يترنح ويهتز ومصالح روسيا بالمنطقة هدف وهي غير مستقرة، فلذا ستبقى مستمرة بعدوانها حتى يتم الأمرين وهذا لن يحصل بالقريب.
العدوان الروسي على مستشفيات حلب
وكان مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة "ستيفن أوبراين" قال، إن سكان القسم الشرقي المحاصر من حلب والبالغ عددهم نحو 250 ألف شخص يواجهون مستوى من الوحشية لا يجب على أي بشري أن يتحمله".
وأوضحت المفوضية الأوروبية أن الهدف من مبادرة الاتحاد الأوروبي هو تسهيل "الوصول السريع للمساعدات الأساسية إلى مدنيين في شرق حلب عبر تغطية النفقات الطبية وإيصال المياه والحاجات الغذائية" و"تأمين إجلاء الجرحى والمرضى من شرق حلب".
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يلتزم العمل "بشكل مكثف خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة مع الأطراف المعنيين لكي تؤمن الأذونات اللازمة لتسليم هذه المساعدات وتأمين عمليات الإجلاء التي يجب أن تتم فقط تحت مسؤولية المنظمات الإنسانية".
كما طالب "ستيليانيدس" و"موجيريني" أيضا بأن يتم إجلاء المرضى والجرحى ليس من شرق حلب فحسب، بل أيضا "من كامل المناطق المحاصرة".
وأضافا في بيانهما "أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتسهيل ودعم إجلاء المرضى إلى منِشآت طبية مناسبة في المنطقة، أو في أوروبا لتقديم خدمات طبية لا تكون متوفرة في المنطقة".
إنقاذ طفلة سورية بعد قصف منزلها بحلب
في حين، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية تقدمت إلى منطقة دوار الجندول بعد سيطرتها على منطقة معامل الشقيف في شمال مدينة حلب.
وأضاف المرصد أن معارك عنيفة تدور الآن في محور بستان الباشا في مدينة حلب ومحور الشيخ سعد جنوب المدينة بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة والفصائل الإسلامية والجماعات المسلحة المتحالفة معها من جهة أخرى.
وأفاد المرصد بأن "عشرات المقاتلين قضوا وأصيبوا في الضربات المكثفة للطائرات الروسية بالصواريخ الارتجاجية على مقرات لجيش العزة في منطقة اللطامنة بريف حماة الشمالي".
وأوضح أنه تم انتشال ست جثث وسبعة جرحى حتى الآن من انقاض المقر وما زال ثمة مفقودون.
وتشارك روسيا في حملة عسكرية جوية لدعم نظام بشار الأسد منذ نهاية سبتمبر 2015، ومع مرور عام على تدخلها تسببت موسكو بقتل أكثر من 3264 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، بحسب ما أكدته الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الأخير.
اقرأ أيضا:
سوريا.. حلب تحت القصف والحصار عسكري سوري: نتقدم في غرب حلب والأسد يقصف المدنيين بالكيماوي إنفوجراف.. تعرف على الدبابة الروسية "الأسطورة" التي ظهرت في معارك سوريا بالعنقودي.. الأسد يتحدى "عمران" ويقصف حلب