مهند إيهاب.. مغامر أسقطه السرطان بسجن برج العرب

مهند إيهاب

"إنه شعري وذلك ليس اختياري، آمل أن أقصه المرة القادمة.. السرطان مؤلم"، كانت تلك آخر كلمات ودع بها مهند إيهاب الحياة، والذي سجن عدة مرات بسبب تصويره لمظاهرات في الإسكندرية، ليدخل على إثرها سجن برج العرب.

 

أكثر من عامين مروا على إصابة مهند بالسرطان، ابتعد في أخرهم عن أسوار السجن وذكرياته المؤلمة، حاملا معه نوعا آخر من الألم، حاول مصارعة المرض الذي أصيب به خلال فترة تواجده في السجن من خلال سفره إلى نيويورك للعلاج، لكن حالته وصفت بالمتأخرة للغاية، وفي النهاية انتصر السرطان على مهند ولقى ربه اليوم الإثنين.

 

"المغامر" لقب ينطبق على مهند البالغ من العمر 19 عاما والذي اعتقل في 27 ديسمبر 2013، خلال تواجده بالإسكندرية لتصوير أحد التظاهرات، كان حينها بالكاد يبلغ الـ 17 من عمره، فأودع داخل إصلاحية الأحداث بكوم الدكة، وصدر الحكم بسجنه 5 سنوات تم تخفيفها في الاستئناف إلى 3 أشهر.

 

في يوم 21 يناير 2015، ألقى القبض على مهند مرة أخرى لنفس السبب وهو تصوير مظاهرة، ودخل سجن برج العرب في شهر مارس من العام نفسه، وبعد شهرين فقط من دخوله السجن بدأت حالته الصحية في التراجع، بداية من نزيف الدم المتواصل وعدم القدرة على الكلام، وصولا إلى عدم قدرته على الذهاب إلى الحمام بمفرده.

 

حينما عرض مهند على مستشفى السجن، شخصوا حالته المرضية كونه يعاني من الأنيميا، تحولت عقب ذلك إلى تايفود، ثم فيروس في الكبد، وتم نقله إلى مستشفى الحميات، والتي لم تستطيع تشخيص حالته أيضا.

 

مرة وحيدة استطاع فيها والد مهند إيهاب أخذ عينات منه لتحليلها عرف من خلال نتيجتها أنه مصاب بسرطان الدم، دخل مهند أحد المستشفيات الميري في الإسكندرية، وأجريت له تحاليل أخرى وبدأ في علاجه الكيماوي وهو مسجون، وبعد تدهور صحته ومع كثرة الشكاوى من أهله وأصدقائه، أُخلي سبيله على ذمة القضية أواخر يوليو الماضي.

 

في 28 يوليو الماضي، كتب مهند إيهاب تدوينة على "فيس بوك" نصها: "أنا فعلًا بقالي فترة طويلة تعبان جدًا ومافيش لحد دلوقتي ولا مرة نتيجة تحليل أو أي حاجة طلعت أفضل من اللي قبلها والوضع كل يوم بيزداد سوء، والمرض فعلًا اشتد عليّا جدًا والألم لا يطاق وكل يوم بيحصل شيء جديد يسوء الموضوع ويصعب المسألة، وكل تجربة عملتها فشلت ووصلت لدرجة من فقد الأمل ماتوقعتش إني ممكن أوصلها وبقيت مدرك خلاص إني مش هخف"، وطلب من الناس الدعاء له.

 

نشر إيهاب صورًا عديدة له توضح تطور هيئته قبل وبعد المرض، حتى وصل لمرحلته التي وصفت بالأخيرة، حيث نشر يوم 14 أغسطس الماضى صورة لكوب وضع به شعره بعد أن تساقط نتيجة العلاج بالكيمياوي، وعلق عليها قائلًا: "إنه شعري وذلك ليس اختياري، آمل أن أقصه المرة القادمة.. السرطان مؤلم".

 

 

اقرأ أيضًا:

 

محامي حقوقي عن وفاة "مهند إيهاب": الدولة تمارس بطشها على الجميع الاشتراكيون الثوريون: "مهند إيهاب" ضحية الإهمال الطبي في السجون

مقالات متعلقة