قال خبراء سياسيون إنَّ وثيقة "روج أفا" للفيدرالية السورية التي تنص على استقلال الشمال السوري، ما هي إلا تقسيم واضح للبلاد، لتكوين كيانات صغيرة وضعيفة يسهل السيطرة عليها، معتبرين أنها تشجع على النزاعات الاستقلالية للعناصر العرقية والدينية.
جاء ذلك في ندوة بالمركز المصري للدراسات الكردية، (بشرق القاهرة) حول وثيقة :"العقد الاجتماعى للفيدرالية الديمقراطية لـ"روج أفا" بشمال سوريا"، والتي تنص على إنشاء وطن مستقل باﻷكراد بشمال سوريا.
الدكتور رجائي فايد، مدير المركز المصري للدراسات الكردية، بدوره قال :"لم يعد يوجد فى زمننا هذا ما يسمى بالدولة القومية"، مشيرًا إلى كل فرد داخل "فيدرالية روج أفا" له لغته الخاصة التى يتحدث بها، لذلك تسأل بعد إطلاعه على الوثيقة "بأى لغة سيتواصل الأكراد مع الشعوب الأخرى بعد تطبيق الفيدرالية؟". وعرض مدير المركز المصري للدرسات الكردية، الرسائل التى وصلت إليه عبر موقع البريد الإلكترونى من قبل ثلاثة خبراء سياسيين.
خبير سياسي: تطبيق الفيدرالية على كافة الجماعات وليس الأكراد فقط الدكتور أحمد يوسف، عميد سابق لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية قال فى رسالته:" اتمنى حذف الإشارات السلبية القاسية للدولة القومية من الوثيقة، فالكوارث لم تأت من الدولة القومية ولكن من النظم التى تدعى تمثيلها". وتضمنت الرسالة: "الفيدرالية هى الحل الأمثل لتحقيق التوازن بين حقوق وواجبات الجماعات العرقية والدينية، وترتبط بذلك مع الديمقراطية،على أن يكون هذا الحل للكافة دون جماعة عن غيرها". وأشار إلى أنَّ الوثيقة قد نصت فى المادة 85 على أن فيدرالية شمال سوريا والفيدرالية السورية ككل قد تتحد، مؤكدًا أنَّ النهج بينهم مختلف.
وأوضح أنَّ الوضع الأمثل هي شمولية جميع مكونات الشعب السورى.
عضو الشؤون الخارجية: الوثيقة تهدف إلى تكوين كيانات صغيرة
بدأ الدكتور جمال يوسف، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، رسالته برفضه من حيث المبدأ مناقشة المسودة، مؤكدًا أنَّ انفصال شمال سوريا يهدف لتكوين كيانات صغيرة وضعيفة لتسيطر عليها كيانات إقليمية ودولية.
وأشار يوسف إلى أن أكراد سوريا يلجأون لدعم الغرب، لذلك يرى أن هذا ليس فى مصلحة سوريا، مشيرا إلى سعي قوى دولية لتقسيم سوريا في هذا الوقت. رخا: الوثيقة الكردية تشجع على النزاعات
من ناحيته قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنَّ ما جاء فى الوثيقة يشجع على النزاعات الاستقلالية للعناصر العرقية والدينية وهو ما يتعارض مع قرار مجلس الأمن 22، 54 الذى يؤكد على وحدة سوريا. وأضاف أن اتخاذ الحزب الكردى هذه الخطوة الأحادية دون تنسيق مع باقى الفصائل سيكون له عواقب سيئة خلال الفترة المقبلة. أستاذ علوم سياسية: الدستور هو الضامن لحقوق وواجبات كل الجماعات بسوريا
"الدستور هو الضمان لحقوق وواجبات الجماعات سوا كانت عرقيه أو دينية للبقاء بالدولة، ولكن الوثيقة توضح أن الأكراد سيضعوا دستور منفصل بعيداً عن دستور الدولة الواحده"، هكذا بدأ دكتور أكرم بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة كلامه على ضمان حقوق الأكراد فى ظل دستور موحد. وأوضح بدر الدين خلال كلمته بالندوة أن هناك اختلاطًا واضحًا فى المفاهيم للفيدرالية والكونفدرالية بالوثيقة، لذلك لابد من مراجعتها لتصحيح الأخطاء وتوضيح الرؤية. مجاهد: ما يطالبون به الأكراد يحطم الدولة القومية وانتقد الدكتور محمد مجاهد، رئيس المركز الأقليمى للدراسات الاستراتيجية، وثيقة "فيدرالية روج أفا"، مشيرًا إلى أن من حق المواطنين الأكراد السعى للحصول على حقوقهم، ومن حقنا أن نقول لهم أن ما يطالبون به يؤدى إلى تحطم الدولة القومية. وطالب رئيس المركز "رئيسة فيدرالية روج أفا" أن يعاد هذا العقد الاجتماعى للفيدرالية الديمقراطية لأكراد شمال سوريا بما يسمح أن يكون قوى داخل الدولة وأن يطبقوا ما يتحدثون عنه داخلها. "الدويرى": الكرد جزء من حل الأزمة السورية قال اللواء إبراهيم الدويرى، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية: "إذا سلمنا أن التقسيم هو الحل الملائم والمناسب لمشكلة الأكراد، إذا فكل المشكلات المماثلة تؤدي فى النهاية لانفصال كل جماعة بقطعة أرض"، مؤكدًا على أنه لابد أن يكون الكرد جزءًا من حل الأزمة السورية.
"لا تعني التقسيم"
في المقابل، قالت هدية يوسف، الرئيسة المشاركة للفيدرالية لروج آفا بشمال سوريا، إنَّ النظام الفيدرالى المذكور بالوثيقة لا يعنى تقسيم ولا انفصال شمال سوريا ، وإننا نقبل بأن نعيش فى دولة تحافظ على الشعوب الموجودة بها.
وأضافت أنه منذ بداية الأزمة السورية لم يقف أحد مع الأكراد فى أى مفاوضات دولية، وسنستند إلى الإرادة الشعبية فى أى انتخابات حرة تتعلق بمستقبل الأكراد.
وعن موقفهم من الدولة القومية أوضحت أن "القومية" تقوم بتهميش كثير من القوميات الأخرى، وجلبت الكثير من المشكلات للشعوب، وتطبيق أشكال عديدة من الاستبدادية، وذلك ما يحدث فى تركيا والعراق وسوريا. وتابعت رئيسة الفيدرالية: "النظام الفيدرالى أثبت نجاحه فى كثير من الدول وهو الحل الوحيد للأزمة السورية، وإن كنا نرغب فى تقسيم سوريا لاعترفنا بذلك". "أما عن الدفاع والسياسة الخارجية شوف تدار من قبل الحكومة الاتحادية، ولم نستند إلى لغه اساسه بل استندنا على جميع اللغات الموجوده فى شمال سوريا لغات رسميه ومن حق كل شعب يستخدم لغته فى التعليم والتدريس" وكان ذلك ردًا على أى لغه تستخدم لتواصل الأكراد مع الشعوب.
شاهد الفيديو..
اقرأ أيضًا:
العراق.. وحدة أم تقسيم؟ بالفيديو| خربوش: فشل الدولة الوطنية في العراق فتح الباب للطائفية فيديو.. الأحزاب الكردية تفشل في إيجاد حل لأزمة الرئاسة خلاف بين الأحزاب الكردية حول وجود القوات العسكرية التركية في العراق تركيا.. سجن مسؤولين أكراد "أيدوا الحكم الذاتي"