مجزرة دير ياسين .. على أشلائها قامت إسرائيل

من مجزرة دير ياسين

"لولا دير ياسين لما قامت إسرائيل" جزء من كتاب "الثورة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق  مناحم بيجن عندما تطرق لمجزرة دير ياسين في كتابه، مردفا:"مذبحة دير ياسين أسهمت مع غيرها من المجازر الأخرى في تفريغ البلاد من 650 ألف عربي".

 

68 عاما مرت على مذبحة دير ياسين أبت أن تمحو ذكراها من صدور الفلسطينيين، فإن محيت من الذاكرة لن يُمحى أثرها، فكانت لها اليد العليا في بداية الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية لفظاعتها وبشاعتها.

 

المجزرة حدثت عقب الانسحاب البريطاني من فلسطين التي كانت تحتلها، والتي تزعمت عمليات الهجرة اليهودية لفلسطين بغرض إنشاء كيان لهم يحمي المصالح البريطانية في المنطقة.

 

بريطانيا تركت خلفها عدم استقرار في فلسطين، تُرجم إلى اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين والعصابات اليهودية، ونجح الفلسطينيون في حصار اليهو بقطع الطريق الرئيسي بين تل أبيب وغرب القدس.

 

عند الساعة الثالثة فجرا في 9 إبريل 1948  قررت منظمتا الأرجون وشتيرن اليهوديتين الإرهابيتين شن هجوم على قرية دير ياسين بدعم من التكتلات العسكرية الصهيونية "بالماخ وهاغاناه" رغم أنها لم يكن لها دور كبير في المقاومة وكانت مسالمة كما ورد في كتباب "فلسطين تاريخ شخصي" ومع هذا قرر اليهود سفك دماء أهلها.

 

وتقع القرية على تل يبلغ ارتفاعه نحو 800 متر، وتبعد حوالي كيلومتر عن النواحي الغربية للقدس المحتلة وبدأ توافد السكان إليها في بداية العهد العثماني واسم القرية يعود جزء منه إلى ضريح الشيخ ياسين الذي كان قائما بمسجد حمل اسمه.

 

وقاد الهجوم مناحيم بيغن، الذي أصبح فيما بعد رئيسًا لوزراء إسرائيل، وكان الهدف من السيطرة على قرية صغيرة مثل هذه هو رفع الروح المعنوية بعد سلسلة خسائر تلقاها اليهود.

 

المعركة التي استعان فيها اليهود بسيارات مصفحة انتهت لقتل 4 من اليهود  وما بين 106 إلى 350 من الفلسطينيين حيث تضاربت الروايات والمصادر حول ذلك،  بجانب تمثيل اليهود بجثث عدد من الفلسطينيين ليستعرضوا بهم في الشوارع اليهودية ويتركوا المدينة وسط بحور من الدماء، وما ضخم من بشاعة المجزرة أنها قضت على ثلث أو نصف أبناء القرية المقدرة بـ750 نسمة حينها.

 

نعمة زهران إحدى الناجيات التي فقدت 27 فردا من عائلتها في المجزرة قالت عنها في تصريحات صحفية:" كل أهلي قتلوا في وسط القرية، قيل إنهم كوّموا الجثث بعضها فوق بعض حتى امتلأت ساحة البيت، أبي وأمي وأخي موسى وزوجات إخوتي، وزوجات أعمامي وزوجات أبنائهم، وصبيانهم كلهم حتى أن الجرحى في مذبحة العائلة تركوا ينزفون حتى الموت".

 

وتابعت:" "حملونا في حافلات وداروا بنا في أحياء المستعمرات والأحياء اليهودية في القدس ليعلنوا انتصارهم على العرب.. وكنا نعتقد أنهم يأخذوننا إلى الذبح".

 

كان للمجزرة أثر بالغ في تأجيج النفوس العربية ما ترتب عليها حرب العرب ضد الكيان الصهيوني في مايو 1948.

 

وغنى لها الشيخ سيد إمام :" سينا ولَّا يافا ولَّا حيفا ولا دير ياسين، اسألوا الشمس اللي هالة على اللي صحيوا مبدرين، يزرعوها نور وغلة.. دول جدودنا ولَّا مين؟".

 

وقال عنها "إيزاك ليفي" قائد دائرة مخابرات عصابات الهجانة في القدس:" الهجوم على القرية كان هجومًا وحشيًا، وكل العائلات من نساء وشيوخ وأطفال قتلوا وتم جمع جثثهم، بعض السجناء تم أخذهم، وقام الحراس بقتلهم بشكل وحشي".

 

"إن المهاجمين لم يخوضوا مثل تلك المعارك من قبل، فقد كان من الأيسر لهم إلقاء القنابل في وسط الأسواق المزدحمة عن مهاجمة قرية تدافع عن نفسها، لذلك لم يستطيعوا التقدم أمام هذا القتال العنيف"، هكذا تحدث الكاتب الفرنسي باتريك ميرسييون عن تفاصيل مجزرة دير ياسين.

 

وتصنف مجزرة دير ياسين على إنها إحدى أكبر المجزار التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينين إن لم تكن هي الأكبر على الإطلاق.

 

اقرأ أيضًا:

 

فيديو.. فتح: "دير ياسين" رمز للمجازر الإسرائيلية بفلسطين ياسر المناوهلي: ستظل عداوتي للكيان الصهيوني مادامت فلسطين محتلة بالفيديو..9 إبريل ذكرى أول مذابح اليهود الكبرى بفلسطين من باريس إلى دير ياسين.. جثث المتجر اليهودي توارى قرب شهداء "المجزرة‎" عملية القدس تعيد للأذهان مذبحة "دير ياسين"

مقالات متعلقة