باحث كردي: التخلص من الأسد سهل.. ونسعى لتأسيس فيدرالية روج آفا

يوسف خالدي الباحث بالمركز الكردي للدراسات

لسنا حالة طارئة.. ونشكل الأمة الرابعة في المنطقة مشروع "روج آفا" يؤسس للتعددية الشاملة والاعتراف بكل الهويات إدارتنا الذاتية تشكلت ونستهدف تطويرها

قال يوسف خالدي، الباحث بالمركز الكردي للدراسات، إنَّ "الأكراد ليسوا حالة طارئة، بل جزءا أصيلا من الشعوب، فنحن اليوم نشكل الأمة الرابعة في المنطقة من حيث التواجد العددي”.

 

 

 

 

 

وأضاف في الجزء الأول من حواره لـ "مصر العربية"، أن هناك من يحاول إقصاء الكرد عن المعادلة السياسية السورية، مؤكدا أن طرح أكراد سوريا لفيدرالية "روج آفا" خطوة نحو التعددية الشاملة، والاعتراف بكل الهويات الفرعية. وأشار خالدي إلى أن الأزمة السورية لا تنحصر في بشار الأسد، فتغييره مسألة سهلة، لافتا إلى سعيهم لتغيير النظام السياسي الاجتماعي الاقتصادي الذي أنتج النظام الذي حكم به بشار..

وفيما يلي نص الحوار: بداية.. إلى أي مدى يمتد التاريخ الكردي في المنطقة؟ بصراحة الأكراد اليوم يشكلون الأمة الرابعة في المنطقة من حيث وجودهم العددي، إلا أن هناك البعض ولأجل مسائل سياسية يحاول أن يخرج الكرد من المعادلة الإقليمية، وبالتالي فهو يقول إن هذا الوجود قليل من ناحية العدد أو عن طريق تقزيم القضايا التي يؤمن بها كشعب، فيحاول إبراز التناقضات بدلا عن تلك المشتركات التي وجدت بين الكرد كشعب ساهم مع الشعوب الأخري، وواجه نفس المصير. الأكرد يبدؤون من أسلافهم القدماء في جبال زاغروس وجبال الأناضول واستطاعوا أن يقدموا للبشرية ما قدمته الشعوب الأخرى، وتمثل وجودهم أيضا من خلال ممالك "الميتانية والحورية" والتي كانت في علاقات مستمرة مع شعب مصر من خلال ملوكهم الفراعنة، كما كانت هناك علاقة مصاهرة لأكثر من أمرأة، ثم أتت عهود أخرى، وأثناء الإمبراطوريات والدول الإسلامية بشقيها الأموي والعباسي، كان الكرد يشكلون رأس الحربة في كل المعارك التي جرت على تلك الأراضي، بما في ذلك مصر والشمال الإفريقي. ففي بلاد الشام شكل الكرد عماد الدولة الأيوبية، فمن خلال المماليك ومحمد علي، وحملة إبراهيم باشا إلى سوريا، والدولة العثمانية والحروب التي شهدتها، هناك تاريخ مشترك يشير إلى وجود الكرد، فهم ليسوا حالة طارئة، هم جزء من هذه الشعوب، تحملوا المسئولية وقاموا بأداء الواجب، واليوم كما الأمس الكرد جزء من سوريا، وبالتالي جزء من شعوب المنطقة. ماذا عن فيدرالية الأكراد؟ ليست فيدرالية للأكراد كما يطلق عليها البعض، بل فيدرالية "روج أفا" في الشمال السوري. وماذا عن الفيدرالية التي تستهدفونها؟ ما تم الإعلان عنه هو مشروع يتضمن تأسيس لجنة تقوم بإعداد ما يلزم لأجل صياغة عقد اجتماعي يسعى إلى التعبير عن مصالح ومنافع كل المكونات الموجودة في المنطقة، وهو مشروع فيدرالي للكرد وللعرب وللتركمان وللجميع، على أسس الإدارة الذاتية التي تحققت في مقاطعات الإدارة الذاتية التي مضى على تواجدها سنتين، وأثبتت نجاحها في مواجهة داعش. فمنذ سنتين وهذه المجتمعات تقوم بإدارة نفسها، وتمكنت من تشكيل إدارة نجحت في حين فشل الآخرون في إدارة الأراضي السورية، ونحن نسعى إلى أن تعمم هذه الإدارة ليشمل مجمل سوريا، ومن ثم يشمل مجمل المنطقة، فنحن نسعى إلى ديمقراطية الشعوب في المنطقة وليست الاتحاد ما بين الحكومات المركزية والحكومات المحلية. المدة التي ستعلن فيها الفيدرالية هي 6 أشهر، فالفيدرالية لم تعلن وإنما تم الإعلان عن مشروع الذي سيؤسس لها، فالقضايا التي سيتفق عليها المجتمعون سيتم صياغتها في عقد، هذا العقد سيشكل دستور هذه المقاطعات، ونأمل أن يتم ضم هذا المشروع إلى المباحثات التي تتم على الصعيد السوري وبالتالي سيتمكن السوريون من الاستفادة من التجربة التي استطاعت هذه المكونات أن تمتلكها من خلال العيش المشترك وتحقيق نسبة عالية من الأمان ومن تأمين الصحة والكهرباء. وما الهدف من وراء مسعاكم؟ نحن نسعى إلى ردم الشرخ وإعادة ما تقطع من صلات، وبالتالي إعادة العلاقة إلى محاورها الأصلية بدلا عن الصراع الذي يتبدى لنا الآن أنه صراع طائفي وديني ومذهبي وهو ليس كذلك، وإنما هو صراع على السلطة السياسية وعلى الثروة والسلطة التي استحوذ عليها البعض والتي لا زال هناك البعض من القوى يعيش في هذا المستوى من التفكير، عقليته لا زالت مستبدة يسعى إلى إخراج الكرد من معادلة الحل السوري. كما نسعى إلى التعددية الشاملة إلى الاعتراف المتبادل، اعتراف الهويات الفرعية ببعضها البعض تحت أسس عقد اجتماعية لنصل إلى الهوية الجامعة التي يشعر فيها الجميع أن له حصة في هذه الهوية. وماذا عن توقيت الإعلان؟ مشروع الفيدرالية ليس جديدا، اتفقت عليه القوى الكردية قبل سنتين، وتم الحديث عنه بين القوى الوطنية السورية أيضا قبل ستة أشهر، فالموضوع ليس حديثا كما يشاع. ما هو موقفكم من بشار الأسد؟ أنا شخصيا - وكما يرى الحركة الكردية ومعظم السوريين – نعلم أن المشكلة لا تنحصر في بشار، تغيير بشار مسألة سهلة انقلاب أو أي عمل يمكن الإطاحة به كشخص، نحن يجب أن نمتلك المشروع الوطني القومي الشامل، نسعى إلى تغيير النظام السياسي الاجتماعي الاقتصادي الذي أنتج النظام الذي حكم به بشار، فاستبدال شخص بشخص مع بقاء باقي المكونات من دستور وعلاقات وأفكار دون التطرق إلى الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه المشكلة ستكون عملية غير مجدية. سعينا ومنذ البداية إلى تغيير النظام الكامل بشكل أساسي وجذري شكلا ومضمونا، وهذا يعني أن مسألة بشار هي مسألة قرار الشعب السوري وقد اتخذ هذا القرار، لكن الخلافات كانت بين القوى السياسية حول كيف سيكون الحكم في سوريا و ما هي القوى التي ستحكم وما هي المشاريع المطروحة للقوى البديلة؟، وهو ما وجد فيه السوريين أنفسهم بعد أن تم سرقة الثورة وإقصاء التيارات الوطنية، هذه الحالة وضعت السوريين أمام تساؤل مهم: أين ستتجه سوريا؟، وحين نطالب بالتغيير السياسي في سوريا، فهذا التغيير يجب أن يكون شاملا وعاما وعلى أساس الخيار الديمقراطي في مشروع واضح ومحدد. ولكن أغلب قوى المعارضة التي تملك مشاريع، لا تملك مشاريع ديمقراطية وليست حقيقية، وإنما مشاريع إقصائية وما يؤكد هذا الحديث ما يجري في جنيف من إصرار على إخراج الكرد من المعادلة السياسية. كيف نطبق دولة القانون في سوريا؟ لا يوجد دولة سورية، هناك دول وإمارات وأكثر من قانون يحكم، ففي دولة داعش هناك القوانين التي وضعها داعش، وهناك مناطق جبهة النصرة لها مؤسساتها الخاصة، وهناك جبهة أحرار الشام وجبهات أخرى. وأيضا في مناطق الإدارة الذاتية هناك سلطة قائمة، هذه السلطة تؤمن بالمشروع الديمقراطي ضمن الدولة السورية الواحدة على أساس الاعتراف بالقوميات الفرعية، نحن نتكلم هنا عن مسألة حقوق، الحقوق في دولة المواطنة. مفهومنا للخيار الديمقراطي على الأرضية الاجتماعية التي نسعى إليها، هو ما يخيف أصحاب الدولة المركزية الذين يريدون أن تكون عملية الانتقال السياسي في سوريا هي انتقال من جماعة إلى جماعة ومن حزب إلى حزب ومن شخص إلى شخص دون أن يتنالوا مسألة التغيير السياسي والاجتماعي والفكري التي أدت إلى ظهور هذه الحالة بما يخدم مصلحة الشعب السوري بكل مكوناته. البعض يتهمكم بأنكم تسعون لدولة كردية داخل الأراضي السورية.. كيف ترد؟ الأمة الكردية موجودة مثل أي قومية موجودة بالمنطقة، أن يكون للأكراد حلم تشكيل الدولة هذا لا أقرره أنا أو أي شخص أخر، قد يكون المشروع الذي أحمله أنا لا يتضمن مشروع الدولة لكنني لا أستطيع أن أنفي رأي الأخر بأنني أدعو إلى الديمقراطية، هناك من يدعو إلى تشكيل الدولة الكردية، كما أن هناك من يدعو إلى تشكيل الدولة العربية الواحدة. ما تطرحه حركة التحرر العربية الكردية تتلخص بمنظومة المجتمع الديمقراطي، فهذه الحركة تسعى إلى تشكيل الأمة الديمقراطية كمفهوم بديل لدولة الأمة التي فشلت في حل مشاكل المنطقة، وهذا يعتمد بالدرجة الأولى على الخيار الحر للمكونات التي تشكل مجموع الشعب السوري، بما فيهم الكرد والذين يسعون إلى تشكيل إدارة ذاتية، هذه الإدارة الذاتية تشكلت، ونسعى إلى تطويرها لتكون فيدرالية الشعوب. وهذا لا يعني أن في برنامج حركة التحرر الكردية اليوم ولا في أي حزب سياسي كردي سوري، علاقة مع الأحزاب الأخري التي تقع خارج حدود سوريا في العراق أو تركيا أو إيران، ولا نستطيع التكلم بالنيابة عنهم.

اقرأ أيضا:

  بالفيديو| مسؤول كردي: انسحاب الروس من سوريا لن يؤثر علينا بالفيديو| مسؤول كردي لـ"مصر العربية": الأزمة السورية لن تُحل بدوننا رجائي فايد: الكرد ورقة الغرب لتفكيك الدول العربية مقتل 10 مقاتلين أكراد في هجوم انتحاري شمال سوريا موقع أمريكي: داعش وأردوغان..هل انقلب السحر على الساحر؟ واشنطن: التعاون مع الأكراد سمح بزيادة الضربات الجوية ضد داعش سوريا مقاتلون أكراد يسيطرون على 4 قرى تركمانية بريف الرقة السورية "التايمز": حملة تطهير عرقي ضد العرب شمالي سوريا

مقالات متعلقة