رئيس التحرير: عادل صبري 03:15 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالفيديو| بمكتبة "باب الدنيا".. مخنوق عايز أصرخ

بالفيديو| بمكتبة باب الدنيا.. مخنوق عايز أصرخ

ميديا

غرفة الصراخ بمكتبة "باب الدنيا"

بالفيديو| بمكتبة "باب الدنيا".. مخنوق عايز أصرخ

"عايز قهوة مظبوط، وأغنية حبيتك بالصيف لفيروز، ورواية لنجيب محفوظ، وعايز أصرخ" جرت العادة أن تسمع الشق الأول من هذه العبارة في أي مقهى مخصص لتقديم المشاريب لرواد المكان، لكن أن تطلب رواية وأغنية لمطربك المفضل بجانب مشروبك فلن تجد هذا في أي مكان، سوى إذا دخلت مقهى الكتب "باب الدنيا".

 

وتحت هذا العنوان "افتتاح غرفة للصراخ في مصر للمصابين بالضغط النفسي" ذاعت شهرة "باب الدنيا" في الفترة الأخيرة، وكأنها الملاذ الذي يبحث عنه كل من يملك بين جنبات صدره طاقة سلبية ﻻ أرض لتفريغها، لتصبح تلك الـ"scream room" هي مكان لتسريب تلك الطاقة.

في قلب مدينة 6 أكتوبر يقع "باب الدنيا" مجرد أن تراه من أول وهلة تظنه "كافيه" إلا أن تلك الكلمة ُتزعج القائمين على المكان، كما عبر عبد الرحمن سعد، مدير المكان ومالكه، حيث أن الهدف من تأسيسه إنشاء مشروع ثقافي مصغر، يبيع الكتب ويعيرها للقراء، ويقدم ورش موسيقى، وحفلات لفرق "الأندر جراوند".

 

غرفة الصراخ:-

بادر أحد أصدقاء سعد بطرح فكرة تأسيس غرفة للصراخ على أمل أن تكون منفذ لطرح الطاقة السلبية التي ضاق بها الصدر بما رحب، أخذ سعد يقلب الفكرة في رأسه، متنقلًا ببحثه بين الدول ليصل إلى معلومة تفيد بأن الصراخ وسيلة متبعة في اليابان وأمريكا لعلاج بعض حالات المرض النفسي.
 

وبدأ في تنفيذ الفكرة داخل مقهاه، حيث عزل إحدى الغرفة بالمكان، حتى ﻻ يتسرب منها الصوت، واضعًا في اعتباره أن الفكرة على سبيل الدعابة ووسيلة لراحة المضغوطين نفسيًا، وقابل الانتقادات التي وجهت له والتي كانت من نوعية:”إيه الهبل والعبط ده".
 

وعن طريقة تعامل القائمين بالمكان مع من يرغب في دخول الغرفة أشار سعد أنهم يتعاملون معهم بمنتهى الجدية، وﻻ سبيل للسخرية منهم.
 

ووضع عبد الرحمن شروط لدخول الغرفة منعًا لـ "الأفورة" تلك الشروط انحصرت في أن تترواح مدة التواجد بالغرفة ما بين 5 دقائق إلى 10 دقائق، وسيكون دخول الغرفة فردياً ولا يجوز أن يوجد أكثر من شخص واحد داخل الغرفة، وبدون موبيلات حتى ﻻ يتواصل مع أحد خارج الغرفة، أو يلتقط صورة لنفسه دون الرجوع لإدارة المكان، مع العلم أن دخول الغرفة مجانًا.

 

وقال سعد إن الغرفة منذ الإعلان عنها دخلها أربع أشخاص معظمهم من البنات، واختلف تعاملهم مع الأمر منهم من ضحك بدل الصراخ، ومنهم من اكتشف أنه ﻻ يملك صوت للصراخ، وآخرين لم يسمع سوى صوت "خبط" على الجدران فقط.

وعن الانتقادات التي طالت الفكرة وخاصة أنها فكرة غربية قال سعد:”إيه علاقة الصلاة بالصراخ، كل واحد يخرج طاقته السلبية بالطريقة التي يراها مناسبة سواء مزيكا أو صلاة، أو صراخ".
 

وأعرب سعد عن أمانيه أن يتم تنفيذ الفكرة في أكثر من مكان، مبديًا استغرابه من حالة الكسوف التي تنتاب البعض تجاه الصراخ.

 

الصراخ مثل الزار:-

وصف استشاري الطب النفسي جمال فرويز الصراخ بأنه "تنفيث" ﻹخراج الطاقة السلبية المكبوتة داخليًا، وهو يشبه فكرة "الزار"، أو يشبه قيام فتاة بالرقص عندما يلم بها حزن وتخرج طاقتها السلبيية بالرقص.
 

ورحب فرويز في تصريخ خاص لـ"مصر العربية" بالفكرة التي تعتبر حل لحالات الاكتئاب المتوسطة والبسيطة، والتي يمكن أن يطلق عليها "كرب"، كتلك الحالات التي تصيب الإنسان عندما تضييع من بين يديه وظيفة كان يأمل الحصول عليها، أو تلك التي تصاحب فقد الفتاة لخطبتها.
 

واستنكر فرويز حملات الانتقاد التي صاحبت تطبيق الفكرة في مصر قائلًا:”محدش يقدر ينتقد غير اللي عاش تجربة المرض النفسي، المريض بيكون في حالة تخليه يتعلق بأي قشاية".

 

"باب الدنيا" مشروع ثقافي متكامل:-

باب الدنيا كان حلم من 5 أعوام فشلت في تنفيذه أكتر من مرة" بهذه العبارة روى سعد كيف بدأ في تنفيذ باب الدنيا، مشيرًا أن الجوانب المادية كانت عائق أمامه، حتى وجد شريك للمشروع ساعده على تنفيذ المشروع منذ 3 أعوام.
 

وعن سبب إطلاق اسم "باب الدنيا" على المكان هو تزامن إنشاءه مع حادث جبل «باب الدنيا»، الواقع بجوار جبل موسى فى منطقة سانت كاترين، الذي أسفر عن مصرع 4 أصدقاء متجمدين بعد نزول سيل من الأمطار والثلوج، أثناء قيامهم برحلة مع 4 آخرين من زملائهم.
 

أوضح سعد في حوار خاص مع "مصر العربية" أن المقهى كمشروع ثقافي يقدم ورش لتعليم الموسيقى والصناعات اليدوية، كما يستضيف حفلات فنية لفرق الأندر جراوند، وستاند أب كوميدي، كما يبيع الكتب، ويوجد ركن خاص بالمكان به كتب تبرع بها البعض للمكان ليستعيرها للقراءة رواد المكان.
 

يعرض المكان تحت مسمى "نادي السينما" أفلام مشاركة بالمهرجان، ويتناقش بها رواد المكان للخروج بأقصى استفادة فنية من الفيلم، بجانب "نادي الكتب" والذي يناقش بشكل أسبوعي أحد الكتب.
 

إقبال الجمهور على المكان سببه الأساسي "الموسيقى" كما أوضح سعد، مشيرًا أن هناك فرقة موسيقية تأسست داخل المكان، حيث كان يتجمع العديد من الأشخاص يلعبون موسيقى بشكل فردي، ثم كونوا فرقة "باب الدنيا باند" وتفرقوا ليجتمعوا مرة أخرى بمشروع جديد تحت مسمى "المستربع".
 

وأعرب سعد عن أسفه من عزوف الناس عن القراءة، مشيرًا أنه وقع اتفاق مع دور نشر لإمداد المقهى بكتب لبيعها، لكنه وجد الإقبال عليها ضعيف جدًا، موضحًا أنه يسعى لدعوة كتاب مشهورين للحضور إلى المكان وتوقيع أعمالهم به كعامل جذب للقراءة.

 

مكان مريح كالبيت:-

مجرد أن تطأ قدمك المكان تستشعر أنك داخل المنزل، وتجد من استلقى على الأرض ومن يسير حافي القدمين، ومن يشاهد التلفاز، وأخر يسمع موسيقى، وأخر يذاكر دروسه، وغيره يقف أمام المكتبة ليختار أحد الكتب التي تسامره.
 

الأمر الذي أكد سعد أنه متعمد منذ تأسيس المكان، وأنهم ﻻ يتعاملوا مع من يدخل المكان أنه "زبون" يستقبلونه بابتسامة صفراء، ويخدمونه، فقد يجد الموجود داخل "باب الدنيا" نفسه مساعدًا في نظافة المكان كما حدث مع أحد الأشخاص، أو يجد نفسه يُعد المشروب لنفسه.

 

شاهد الفيديو...

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان