حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من احتمال اندلاع اشتباك عسكري في البحر المتوسط بعد المحادثات التي أكدت فيها تركيا استعدادها لإرسال قوات إلى ليبيا للدفاع عن الحكومة المعترف بها دوليا.
وتواجه حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، الجيش الوطني الليبي، الذي يشن هجوما حاسما للسيطرة على العاصمة طرابلس، وطرد المليشيات الإرهابية، بحسب تأكيد الجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي.
ووقعت تركيا، التي كانت بالفعل على خلاف مع الكونجرس الأمريكي، والاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي اتفاقية تعاون عسكري مع حكومة الوفاق تمكنها من طلب قوات من تركيا، ينص الاتفاق ، الذي إرسال إلى البرلمان التركي السبت، على ما يسمى بقوة الرد السريع للشرطة والجيش في ليبيا، فضلاً عن تعزيز التعاون في مجال الاستخبارات والدفاع.
كان الدعم التركي لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج يقتصر حتى الآن على الطائرات بدون طيار، وسيكون تصعيدًا كبيرًا إرسال قوات برية للدفاع عن طرابلس.
والتقى وزير الخارجية التركي، مفلوت تشافوس وغلو، ووزير دفاعها خولوصي أكار، مع السراج على هامش مؤتمر دبلوماسي في الدوحة بعطلة نهاية الأسبوع، وقال أوغلو، إنه لم يتم تقديم أي طلب رسمي لطلب القوات، وإرسال القوات هو أسهل طريقة".
قصف سلاح الجو لحفتر، المدعوم من الإمارات، ومصر، مطار مصراتة في تحذير إلى تركيا بعدم إرسال قوات أو المزيد من الإمدادات.
ووجدت الأمم المتحدة رسمياً، تركيا، بالإضافة إلى الإمارات، يخرقان الحظر المفروض على تصدير الأسلحة، لكن يبدو أن الحكومة التركية مصممة على عدم السماح لطرابلس بأن تقع في أيدي حفتر المدعوم من الإمارات.
وأوضحت الصحيفة، لقد أصبح الصراع أكثر تعقيدًا من خلال وصول 200 من المرتزقة الروس الذين يدعمون حفتر، وهو تدخل أبرزه السراج لحشد الدعم لحكومته في واشنطن.
التقى سراج مع السيناتور الجمهوري البارز ليندسي جراهام، المقرب من الرئيس دونالد ترامب، على هامش مؤتمر الدوحة للتحذير من التدخل الروسي، كما حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوتين على أن يأمر قواته بالانسحاب.
كجزء من اتفاق مشترك بين تركيا وحكومة طرابلس، وضع الجانبان أيضًا مذكرة تفاهم لإثبات حقوق التنقيب في البحر المتوسط التي أغضبت الاتحاد الأوروبي، وخاصة اليونان، وطردت بالفعل السفير الليبي لكنها لم تنقطع بعد العلاقات الدبلوماسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعمال أنقرة تخاطر بتشكيل ائتلاف مناهض لتركيا يضم اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل والأردن وإيطاليا، اجتمعت هذه البلدان تحت مظلة منتدى شرق البحر المتوسط للغاز - وهي شراكة خارجية مرتبطة بالطاقة ولكن في النهاية تم استبعاد تركيا منها، تقدر احتياطيات الغاز الطبيعي في المنطقة بحوالي 122 تريليون متر مكعب.
حذرت تركيا، الاتحاد الأوروبي من أنه ليس من حقه إعلان أن اتفاقها مع ليبيا غير قانوني.
وافقت الولايات المتحدة على بيع صواريخ باتريوت في ديسمبر الماضي على أمل أن تمزق تركيا الصفقة المتعلقة بالصواريخ الروسية، لكن عمليات التسليم الروسية مضت وقالت الولايات المتحدة في أغسطس إن عرضها لم يكن مطروحًا.
وبدأت الولايات المتحدة في استبعاد تركيا من برنامجها المشترك لبناء مقاتلات من طراز F-35 وهددت بأنها لن تبيع الطائرات إلى أنقرة خوفًا من احتمال تعرض التكنولوجيا للخطر بسبب قربها من الفنيين الروس.
