قالت شبكة بلومبرج إن قبرص بصدد توقيع اتفاق توريد غاز لمصر التي اتفقت مؤخرا مع إسرائيل على صفقة غاز هائلة بقيمة 15 مليار دولار من خلال شركة دولفينوس الخاصة.
وأضافت الشبكة الأمريكية: "تقترب قبرص من إبرام اتفاقية لبيع الغاز الطبيعي لمصر، لتصبح تلك هي الاتفاقية الثانية المحتملة في أيام قلائل مع الدولة العربية الأكثر تعدادا سكانيا التي تتنافس لتأسيس شبكة طاقة إقليمية في أعقاب اكتشاف شركة "إيني" الإيطالية النفطية لحقل "ظُهر" في المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط في أغسطس 2015.
ومن المقرر أن تزود قبرص مصر بالغاز الطبيعي من حقل "أفروديت" للغاز والذي اكتشفته شركة "نوبل إينرجي" الأمريكية للطاقة، ويحتوي على احتياطي يقدر بـ 4.5 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
ويجيء هذا بعد إعلان شركة "ديليك دريلينج" الإسرائيلية للغاز أمس الأول الإثنين عن بيع الغاز الطبيعي لشركة "دولفينوس هولدينجز" المصرية نظير 15 مليار دولار على 10 سنوات، من حقلي "ليفياثان "وتمار".
وذكرت الشبكة في تقريرها أن الصفقة الأخيرة يتعين الموافقة عليها من قبل الحكومة المصرية كي تدخل حيز التنفيذ، بحسب ما أعلنته وزارة البترول المصرية في بيان أمس الثلاثاء.
وقال وزير الطاقة القبرصي جورجيوس لاكوتريبيس في تصريحات هاتفية من نيقوسيا لـ "بلومبرج": قبرص تقترب من بيع الغاز الطبيعي لمصانع الغاز الطبيعي المسال في مصر."
ويتواجد مصنعي الغاز الطبيعي المسال في مصر "إدكو" و"دمياط" على بعد حوالي 400 ميلا (745 كيلومترا) جنوبي قبرص.
توترات سياسية
اكتشافات الغاز قرابة سواحل الجزيرة الواقعة شرقي البحر المتوسط- جنبا إلى جنب مع الاحتياطات الضخمة للغاز في إسرائيل، وحقل "ظهر" المصري، وآفاق تواجد إحتياطات كبيرة أيضا قبالة السواحل اللبنانية- من الممكن أن تخلق مركزا لإنتاج الغاز في المنطقة.
وبرغم أن هذا قد منح عددا من الدول فرصة الوصول إلى الموارد الضخمة، فإنها بدأت للتو فقط الموافقة على أفضل السبل لتصدير الوقود في منطقة تعج بالخصومات السياسية.
وتستمر تركيا في منع شركة "إيني" الإيطالية ومقرها روما من إجراء مزيد من أعمال التنقيب النفطي في المنطقة الاقتصادية الحصرية لـ قبرص. في غضون ذلك تبادلت إسرائيل ولبنان الاتهامات في الأسابيع الأخيرة بشأن حدودهما البحرية المتنازع عليها.
والمنطقة الممتدة من قبرص إلى لبنان ومصر ربما تحتوي على إحتياطات غاز إضافية، وتحرص دول تلك المنطقة على تطوير خطط للتصدير. وتقدر "المسح الجيولوجي الأمريكي،" وكالة علمية أمريكية، أن تلك المنطقة من الممكن أن تحوي أكثر من 340 تريليون قدم مكعب من الغاز، أي بأكثر من الإحتياطات الأمريكية.
وقال ريكاردو فابيانو، كبير المحللين لمنطقة الشرق الأوسط في مؤسسة "أوراسيا جروب":" تلك هي اللحظة حينما يتحول الحديث عن تحويل مصر إلى شبكة غاز إقليمية، إلى حقيقة."
طموحات مصر
تتوقع مصر التي اعتادت على تصدير الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى كل من إسرائيل ولبنان، أن تلبي كافة احتياجاتها من الوقود في وقت لاحق هذا العام بفضل الإنتاج الضخم من حقل "ظهر".
ويراود مصر طموحات واسعة في تزويد الدول الأخرى بالغاز من جديد. ويسمح قانون جديد مرره مجلس النواب المصري مؤخرا للشركات الخاصة مثل "دولفينوس هولدينجز" باستيراد الغاز وإعادة تصديره عبر مصانع الغاز الطبيعي المسال المملوكة للدولة.
وقالت وزارة البترول المصرية في بيان:" مصر تمضي في تنفيذ خطتها الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وتحقيق فائض منه في العام 2019، كما أنها تضطلع بإستراتيجيتها الساعية إلى أن تصبح شبكة إقليمية للطاقة."
وتابع:" ويشتمل هذا على استيراد الغاز من الدول الواقعة في منطقة شرقي المتوسط، مثل إسرائيل وقبرص."
واقترحت "نوبل إينرجي" و"ديليك دريلينج"، الشركاء الرئيسيون في أكبر حقول الغاز الإسرائيلية، تزويد شركة "دولفينوس هولدينجز" المصرية بـ 64 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي بدء من العام 2020.
وقالت "ديليك" إنها تتوقع أن يلبي الإنتاج من حقل "ظُهر" الطلب المحلي في مصر بحلول 2023، ولفترة زمنية محدودة فقط.
جدير بالذكر أن "نوبل إينرجي" التي تتخذ من ولاية تكساس مقرا لها و"رويال دوتش شل" البريطانية الهولندية تمتلك كل منها 35% من الأسهم في حقل "أفروديت" القبرصي، بينما تسيطر إسرائيل على أسهم الحقل المتبقية.