رئيس التحرير: عادل صبري 09:43 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فاينانشيال تايمز تكشف أسرار حياة معتقلي «الريتز-كارلتون»

فاينانشيال تايمز تكشف أسرار حياة معتقلي «الريتز-كارلتون»

صحافة أجنبية

فندق الريتز-كارلتون

بعد أسبوع من إعادة افتتاح الفندق..

فاينانشيال تايمز تكشف أسرار حياة معتقلي «الريتز-كارلتون»

محمد البرقوقي 17 فبراير 2018 20:56

لم يكن مسموحا بتواجد أي آلات حادة أو ثقيلة، بدء من الزجاج وحتى الطفايات، في الأجنحة التي يقيم بها ضحايا حملة توقيفات الفساد في فندق "الريتز-كارلتون" الشهير الكائن بالعاصمة السعودية الرياض، في مسعى لإحباط أي محاولات انتحار محتملة من جانبهم.

 

ومعظم المعتقلين على ذمة حملة مكافحة الفساد التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومن بينهم عشرات الأمراء وكبار مسؤولين سابقين ورجال أعمال بارزين، مضوا وقتهم إجباريا في مقارهم لأسابيع وهم يشاهدون التلفاز في الفترات التي كانت تتخلل نوبات استجوابهم من قبل المحققين السعوديين.

 

هذا ما صرح به مساعدون وأصدقاء لعدد من رجال الأعمال الذين طالتهم حملة الاعتقالات غير المسبوقة بتهمة استغلال النفوذ والكسب غير المشروع، لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، والذين أضافوا أيضا أن أبواب الأجنحة التي كان يقطنها المعتقلون كانت خاضعة لحراسة مشددة من ضباط في جهاز الاستخبارات السعودي، وكانت تترك مفتوحة طوال الوقت، بما لا يتيح لهؤلاء أي قدر من الخصوصية.

 

كما حظرت السلطات السعودية، وفقا لتلك المصادر، أي نوع من التواصل بين نزلاء "الريتز-كالرتون" وإن كانوا قد سمح لهم بإجراء مكالمات هاتفية بصفة دورية مع أقاربهم.

 

وتردد أن بعض المعتقلين كانوا "رجالا منكسرين"، ونادرا ما يتحدثون إلى وسائل الإعلام منذ إخلاء سبيلهم. بينما كان البعض الأخر يمزح باستمرار مع أقربائه عنده الحديث معهم بشأن نحافة أجسادهم جراء الحبس.

 

وقال صديق لأحد المعتقلين للصحيفة:" إذا ما كنت محترما، ستلقى منهم (سلطات التحقيق) معاملة حسنة. لكن رجال المخابرات أعطوك بالتأكيد انطباعا بأنك ستلقى مالا يرضيك إذا ما بدر منك أية حماقة."

 

وفي أعقاب إخلاء سبيل معظم المعتقلين، تكشفت تفاصيل بما حدث في الفندق الذي يضم 492 غرفة، بشأن التدابير غير العادية التي اتخذتها السلطات بهدف جمع 100 مليار دولار من حملة مكافحة الفساد. وأعيد افتتاح"الريتز-كارلتون" الأسبوع الماضي، لكن تداعيات حملة التطهير التي أصابت المستثمرين بالهلع، ستظل قائمة على الأرجح.

 

وتمكن العديد من المعتقلين بالتواصل هاتفيا مع أسرهم وأصدقائهم، لكن أخرين كانوا يختفون في منتصف الليل، ولم يتمكن أقاربهم وذويهم من الوصول إليهم والاطمئنان عليهم لأيام، وفقا لروايات صديق أحد المعتقلين الذين عانت أسرته في البداية في سبيل توصل دواء القلب الخاص به إليه.

 

وقال مصدر مقرب من الأسرة الملكية إن المحققين مع معتقلي "الريتز-كارلتون" كانوا يُظهرون أجواء ودية معهم وقت الصباح، لكنهم غالبا ما يكثرون من استجواباتهم في المساء. بل وأحيانا ما كانوا يجبرون المعتقلين على الاستيقاظ من النوم في منتصف الليل لاستجوابهم.

 

وخلال مداهمتها المشتبه فيهم لاعتقالهم، قدمت السلطات للبنوك وصناديق إدارة الأصول قوائم طويلة بالحسابات التي يتعين عليها تجميدها حتى إشعار أخر، من بينهم حسابات أقارب المعتقلين.

 

وفي ديسمبر الماضي شرعت الحكومة السعودية في التفاوض مع المتهمين بشأن تسويات مالية معهم مقابل إخلاء سبيلهم عبر التنازل عن أموال أو أصول مملوكة لهم إلى الدولة. وحصل مدراء المصارف على مذكرات سرية تقضي بتحويل أموال إلى حسابات خاصة بوزارة المالية السعودية.

 

وتبقى التسويات المالية محاطة بسياج من السرية، لكن مصادر مقربة من الحكومة السعودية تقول إنها تشتمل على سيولة نقدية، وشركات وأصول عقارية يتم تقلها إلى ملكية الدولة.

 

وقالت “فايننشال تايمز″ إن الأمير الوليد بن طلال كان من بين 300  أمير ورجل أعمال اعتقلوا في الـ 4  من نوفمبر الماضي في حملة “مكافحة الفساد” التي قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مضيفة أن عملية التطهير لم تتوقف بعد. فقد طلب من المفرج عنهم، ومنهم ابن طلال عدم السفر خارج البلاد في الوقت الحالي. وقال النائب العام السعودي إن هناك حوالي 95 من المشتبه بهم يرفضون التسويات المالية وسيقدمون للمحاكمة.

 

ورفضت البنوك السويسرية مطالب سعودية بفتح حسابات من اعتقلوا في الحملة. وقال المسؤولون فيها إن إجراءات قانونية معترف بها وأدلة تثبت ارتكاب من تريد الحكومة السيطرة على حساباته جرائم وإلا فستظل الخزائن مغلقة.

 

والتحدي الحالي أمام الرياض يتمثل في استعادة ثقة المستثمرين في استقرار مناخ الأعمال السعودي-لاسيما أن ولي العهد محمد بن سلمان يحتاج إلى استثمارات أجنبية لدعم خططه الطموحة بتنويع اقتصاد المملكة الذي يعتمد على النفط.

 

لمطالعة النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان