كشفت شروق إبراهيم، نجلة ضحية كورونا في بورسعيد، التفاصيل الكاملة لنقل جثة والدها في سيارة نصف نقل، مؤكدة أنه لم يجدوا أحدًا من مستشفى  المبرة والمسعفين لتغسيله ونقله إلى المقابر. 

وقالت خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "الحكاية" عبر فضائية "إم بي سي مصر"، مساء الجمعة، إنّ والدها يدعى إبراهيم مسعد محمد العتر، 64 عامًا مصاب بكورونا ووافته المنية يوم 1 أبريل.

وأضافت: "مات ومش عارفين نشوفه ولا نودعه ولا إدارة المستشفى ولا النجدة ولا الإسعاف، ولا أي مسؤول رضيوا يجيبوا عربية مجهزة ننقل والدنا".

وأوضحت "شروق" أن أخواتها ذهبوا إلى مستشفى المبرة بمحافظة بورسعيد، ولم يجدوا أحدًا من الممرضين لتغسيله، مؤكدةً أن أحد الأطباء ويدعى أيمن تبرع بالإشراف على عملية الغُسل هو وأحد العاملين بقطاع الطب الوقائي ويدعى عصام، بعدما فشلهم في الوصول لأي أحد يغسله.

وأكدت "شروق": "رأوا حالتنا، وتكفلوا بالموضوع، تم الغسل، مضيفة أنه تم التواصل مع الطب الوقائي لأننا بحاجة إلى 4 رجال يرتدون ملابس التعقيم واستكمال مرحلة الدفن وسط أجواء معقمة، ولكن الصدمة هنا عندما ذهب الأبناء لم يجدوا أي سيارة أو رجال لمساعدتهم وهنا جاءت حيلة سيارة النصف النقل". 

وأشارت إلى أنّه تم الاتصال بإدارة المستشفى والإسعاف ودفن الموتي ولاحياة لمن تنادي، قائلة: "تواصلنا مع النجدة لحل الأزمة ولكن الوضع كما هو والكل رفض المساعدة". 

من جانبه، أوضح اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، أن الرجل توفى عصر أول إبريل، واتخذت معه المستشفى كافة الإجراءات الوقائية، وقام الأطباء بدورهم، ولكن كانت المشكلة في أن المستشفى طلبت أكثر من مغسل ولكنهم رفضوا، وكانوا في خوف وريبة من الموقف.

وأضاف الغضبان، في تصريحات تلفزيونية، أنّ المستشفى تواصلت مع أهل المتوفى ليأتوا بمغسل، حتى توصلوا لأحد المغسلين وافق على الغسل وساعده في ذلك أحد الأطباء الذي تطوع لمساعدة المغسل.

وبحسب المحافظ، فإن دور المستشفى يتوقف عند الغسل، ليتسلم أهل المتوفى الجثمان بعد ذلك، لافتا إلى أن أهل المتوفى اتصلوا بجمعية دفن الموتى لتنقل الجثمان إلى الجبانة، ولكنها رفضت، فتواصلوا مع أحد نواب بورسعيد، ووفر لهم عربة ربع نقل، بينما كان الطب الوقائي في الجبانة ليضمن الدفن السليم.

وتابع: "نحن نتعامل بشافية، وهذا الوضع الذي شاهدناه لا يليق، وأنا في غرفة العمليات وتليفوني مفتوح 24 ساعة، إذا لجأوا لي لوفرت لهم عربية، ففي الأسبوع الماضي كان هناك هناك أيضا واتصلوا بينا وتم نقل الجثمان بعربية إلى الجبانة".

وواصل حديثه:"ولكن الذي يسيء لنا الذي كان يسير ورا عربة نقل المتوفى وهو يصور، نحن ندير أزمة بشفافية، لماذا تسيء لبلدك ودولتك ومحافظتك؟".

عزل مدير "دفن الموتى"

وأشار إلى أن المحافظة اتخذت الإجراءات القانونية بعد هذه الواقعة، ومنها عزل مدير جمعية دفن الموتى، التي رفضت نقل الجثمان إلى الجبانة، من منصبه، على أن تواصل المحافظة متابعة الإجراءات القانونية اللازمة بعد ذلك.

ولفت المحافظ إلى أن وزارة الصحة قررت تخصيص 4 عربيات إسعاف قديم وتم تجهيزها لدفن الموتى، وكان لبورسعيد سيارة منهم، مضيفا أنه تواصل مع وزارة التضامن لتوفر له عربة خاصة بنقل جثماين موتى كورونا".