رئيس التحرير: عادل صبري 12:02 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«إيال زيسر»: تطبيع العرب يحول فلسطين إلى شأن داخلي إسرائيلي

«إيال زيسر»: تطبيع العرب يحول فلسطين إلى شأن داخلي إسرائيلي

العرب والعالم

نتنياهو وترامب ووزيرا خارجية الإمارات والبحرين

«إيال زيسر»: تطبيع العرب يحول فلسطين إلى شأن داخلي إسرائيلي

أدهم محمد 22 سبتمبر 2020 19:40

قال مؤرخ إسرائيلي، إنَّ هرولة الدول العربية نحو التطبيع مع تل أبيب تجعل من القضية الفلسطينية، شأنًا داخليًا إسرائيليًا، وتعزز من قدرة "إسرائيل" على البطش بالفلسطينيين.

 

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" لـ "إيال زيسر" المحاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، والرئيس السابق لمركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا تحت عنوان " اليوم التالي للصراع العربي الإسرائيلي".

 

وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، قررت فلسطين، التخلي عن حقها في رئاسة مجلس الجامعة العربية، للدورة الحالية، ردا على "التطبيع" العربي مع "إسرائيل".

 

وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة في رام الله، "لا يشرفنا رؤية الدول العربية تهرول للتطبيع مع الاحتلال خلال رئاستنا (لمجلس الجامعة العربية)".

 

وفشل اجتماع عادي بالجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة فلسطين، في 9 سبتمبر الجاري في إصدار قرار يدين "تطبيع العلاقات" مع "إسرائيل".

 

وقال دبلوماسيون فلسطينيون، إن دولا عربية "متنفذة" أسقطت قرارا قدموه، لإدانة التطبيع، والذي يتعارض مع قرارات الجامعة ومبادرة السلام العربية لعام 2002.

 

وكانت الإمارات والبحرين قد وقعتا في 15 سبتمبر الجاري اتفاقي تطبيع للعلاقات مع "إسرائيل"، قوبل بإدانة فلسطينية شديدة.

 

إلى نص المقال..

لا يمثل اتفاق السلام التاريخي الذي وقع الأسبوع الماضي مجرد انطلاقة موضعية في علاقات إسرائيل بعدد من دول الخليج، بل ينطوي أيضا على بشريات بعيدة المدى لنهاية محتملة وقريبة للصراع المتواصل منذ مائة عام بين إسرائيل والعالم العربي من حولها.

 

يعبر رفض جامعة الدول العربية إدانة الاتفاقات، رغم الضغط الفلسطيني، عن إجماع عربي واسع، يتعلق بالرغبة في المصالحة والسلام وكذلك رفض الاستمرار في تحمل ثمن الصراع بلا سبب أو حاجة.

 

قبل أكثر من مائة عام بقليل، في يناير 1919، وقع حاييم فايتسمان زعيم الحركة الصهيونية والأمير فيصل ابن العائلة الهاشمية، باسم الحركة القومية العربية، على اتفاق تعاون يهودي- عربي اعترف العرب في إطاره بحق اليهود في إقامة وطن لهم في أرض إسرائيل.

 

كان يمكن لتاريخ المنطقة أن يكون مختلفا، واكثر استقرارا وازدهارا، لو كان اليهود والعرب قادرين على التعاون، لكن الرفض الفلسطيني جر العالم العربي إلى مواجهة مستمرة مع إسرائيل. الآن يعود الطرفان إلى نقطة البداية على أمل عدم إهدار مائة عام أخرى بلا جدوى.

 

الإمارات والبحرين وفي أعقابهما- نتمنى أن يحدث ذلك قريبا- السودان أيضا ولاحقا عُمان والسعودية والمزيد من الدول، لا "يكتشفون أمريكا". فمنذ وقت طويل تتواجد إسرائيل والعرب على نفس القارب، وينسقون المواقف ويتعاونون في مواجة التهديدات والتحديات نفسها.

 

لم تعد مشاكل العالم العربي بعد كل شئ مركزة على إسرائيل. فالتهديد الفوري والملموس من إيران وحلفائها في المنطقة، وإلى جانبها تسعى تركيا أيضا إلى فرض ظلها وفرض هيمنتها على العالم العربي.

 

اختارت قطر في مواجهة هذا الواقع المعقد، الاعتماد على تركيا وإدارة قصة رومانسية مع إيران، مع خيانة معظم شقيقاتها العرب. لكن دولا عربية أخرى، باستثناء تلك التي لا تستحق تسمية دول، اختارت إسرائيل منذ فترة طويلة كصديق وحليف.

 

تضع النهاية الفعلية للصراع الإسرائيلي- العربي إسرائيل في مواجة تحديين رئيسيين. الأول، المسألة الفلسطينية التي تحولت عمليا إلى شأن داخلي- إسرائيلي، لأن كل الأوراق الآن في يدي إسرائيل، وقراراتها وأفعالها هي التي ستحدد أكثر من أي شيء مستقبل العلاقات بين الشعبين من الآن فصاعدا.

 

التحدي الثاني هو إيران- التي ترتبط بها- أكثر من مبعوثيها حماس وحزب الله- درجة الاستقرار والهدوء التي ستسود المنطقة.

 

الانطلاقة التي تحققت في علاقات إسرائيل بالعالم العربي تثير توقعات بسياسة إسرائيلية أكثر جرأة وإبداعا، وتسمح لإسرائيل بالانتقال للهجوم بعد صراع دفاعي مستمر قادته أمام أعدائها.

 

هذا الهجوم لا يعني مواجهة عسكرية لا أحد يريدها، بل سياسة رد أكثر صرامة وحزما في مواجهة أي تهديد، سواء من لبنان أو غزة وبالتحديد من إيران.

 

 

الخبر من المصدر..

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان