رئيس التحرير: عادل صبري 02:06 مساءً | الجمعة 22 أغسطس 2025 م | 27 صفر 1447 هـ | الـقـاهـره °

جون يربك البيت الأبيض.. لماذا يتخوف ترامب من كتاب بولتون؟

جون يربك البيت الأبيض.. لماذا يتخوف ترامب من كتاب بولتون؟

العرب والعالم

بولتون وترامب

جون يربك البيت الأبيض.. لماذا يتخوف ترامب من كتاب بولتون؟

أيمن الأمين 17 يونيو 2020 10:08

قبل أيام من طرحه في الأسواق، أصبح موضوع كتاب جون بولتون هو الحدث الأكثر سخونة في الولايات المتحدة، رغم جائحة كورونا وما سبّبته من خسائر بالغة والمظاهرات العارمة وما اكتسبته من زخم وانتشار كبير.

 

ووفق تقارير إعلامية، فقد دخلت قضية نشر كتاب "الغرفة التي حدث فيها ذلك.. مذكرات البيت الأبيض" لمستشار الأمن القومي الأسبق جون بولتون، منعطفًا جديدًا بعد رفع دعوى من قبل البيت الأبيض تطالب بوقف نشر الكتاب، بدعوى تضمنه أسرارا متعلقة بالأمن القومي يجب ألا تخرج إلى العلن.

 

وبعد ساعات من رفع إدارة الرئيس دونالد ترامب قضية أمام المحكمة الاتحادية بالعاصمة واشنطن لوقف نشر كتاب جون بولتون، اختار الأخير أن يعيد نشر تغريدة بيان للاتحاد الأمريكي للحقوق المدنية، يؤكّد فيها على حق بولتون الدستوري طبقا للتعديل الأول في نشر كتاب عن فترة عمله بالبيت الأبيض.

 

بيد أنّ ترامب لا يتفق مع هذا الرأي، وقال للصحفيين: "بولتون سينتهك القانون الفدرالي إذا نشر كتابه على شكله الحالي، سوف أعتبر أي محادثة معي كرئيس سرية للغاية".

 

وتتهم إدارة ترامب في دعواها بولتون بتهمة "خرق شروط التعاقد"، في خطوة تهدف لعرقلة نشر كتابه الذي تقول الدعوى إنه يحتوي على معلومات سرية يمكن أن تعرض الأمن القومي الأمريكي للخطر.

 

 

وأمام المنعطف الجديد الذي دخلته قضية نشر الكتاب، تراجعت قضية تفشي فيروس كورونا في البلاد، كما تراجعت أخبار حركة الاحتجاجات المستمرة وغير المسبوقة التي تظاهر خلالها ملايين الأمريكيين ضد عنصرية الشرطة تجاه السود في مئات المدن الأمريكية، لتحل محلهما أخبار كتاب بولتون على قمة اهتمامات الإعلام الأميركي المقروء والمرئي.

 

تقليديا، يرى الديمقراطيون في بولتون داعية حروب وشخصا شديد التطرف، إلا أنه يمثل الآن مصدرا مهما يوفر لهم معلومات ومواقف موثقة تضرّ بموقف ترامب في سباق الانتخابات المقرر إجراؤها في 3 نوفمبر القادم.

 

وتحتم قوانين النشر على الموظفين الحكوميين ممن عملوا في قضايا تتعلق بالأمن القومي ولديهم رغبة في نشر كتب عن خبراتهم، تقديم مسوداتها للمراجعة قبل النشر مع جهة العمل السابق، لضمان عدم نشر أي أسرار.

 

 

وأكد تشارلز كوبر محامي جون بولتون -في بيان وجهه لوسائل الإعلام الأمريكية- أنه "أرسل نسخة الكتاب إلى مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في 30 ديسمبر الماضي لمراجعته والتأكيد على عدم مخالفته قواعد نشر أي أسرار تتعلق بالأمن القومي الأمريكي".

 

وأشارت الدعوى القضائية التي رفعها البيت الأبيض لتاريخ 27 أبريل الماضي، حين أبلغت مسؤولة في مجلس الأمن القومي محامي بولتون بأن الكتاب تمت مراجعته، وأنهم بصدد اتخاذ قرار بشأنه.

 

وفي 2 مايو الماضي، أرسل مسؤول الاستخبارات بمجلس الأمن القومي مايكل إليس خطابا لمحامي بولتون، يشير إلى أن الكتاب يحتوي على أسرار يجب عدم نشرها.

 

 

وفي الثامن من الشهر الجاري، أرسل محام في مجلس الأمن القومي خطابا لبولتون ولشركة النشر، يؤكد فيه أن الكتاب لا يمكن نشره لأنه مليء بأسرار يضرّ نشرها بأمن الولايات المتحدة القومي.

 

ورد كوبر قبل أيام بمقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال، أشار فيه إلى سعي ترامب لإسكات صوت بولتون.

 

وقبل أيام أكدت دار النشر الشهيرة سيمون آند شوستر، أنها شحنت صناديق الكتب إلى مراكز البيع والتوزيع، حيث سيصدر الكتاب يوم 23 من الشهر الجاري.

 

ويعتمد دفاع ترامب على حماية "سلطات الرئيس التنفيذية" التي على رأسها سرية أحاديثه مع كبار مساعديه، والدفع بأن شهادة بولتون ستضر بسلطات الرئيس الحالية والمستقبلية خاصة عند اتخاذ قرارات مهمة في السياسة الخارجية.

 

وكان ترامب قد عبّر عن غضبه واتهم بولتون بالسعي "لتحقيق أرباح من مبيعات كتابه".

 

 

وترى دعوى البيت الأبيض القضائية أن "منصب بولتون سمح له بالاطلاع على أكثر الأسرار المتعلقة بالأمن القومي خطورة، ولكنه -بعد شهرين فقط من إقالته- وقع عقدا مقابل مليوني دولار لنشر الكتاب، وقدم 500 صفحة للناشر تحتوي على أسرار خطيرة يهدد نشرها مصالح وأمن الولايات المتحدة، وهو ما يمثل مخالفة لاتفاقية الحفاظ على سرية المعلومات التي وقعها قبل بدء عمله في البيت الأبيض".

 

ويتوقع الكثير من الخبراء الجمهوريين والديمقراطيين أن لا تفلح جهود البيت الأبيض في وقف نشر الكتاب في الموعد المقرر له.

 

وأعلن جون بولتون عن كتابه منتصف يناير الماضي، والذي لاقى رفضا قطعيا من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وكان بولتون مستشار ترامب للأمن القومي، ويعد أهم المحرضين على الحرب وتغيير الأنظمة في كوبا والعراق وكوريا الشمالية وفنزويلا، والآن إيران.

 

وشغل بولتون منصب مستشار الأمن القومي خلال الفترة من أبريل 2018 إلى سبتمبر 2019، ليكون ثالث شخصية تشغل هذا المنصب في عهد ترامب، ولكنه أقيل من منصبه عقب خلافات حول السياسة الخارجية تجاه الانسحاب من أفغانستان وفكرة دعوة قادة طالبان لزيارة واشنطن.

 

وفي 2018 وجه بولتون تحذيرا صارما لطهران وقال "سنلاحقكم" إذا لم تخفف طهران من عدوانيتها، ووصفته وزارة الخارجية الإيرانية بأنه "مروج للحروب".

 

وأشاد بولتون بقرار ترامب "الممتاز" الانسحاب من الاتفاق النووي، ويعتقد خبراء أنه قام بحملة لقصف إيران على مدى سنوات.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان