بعد أكثر من شهر على انطلاق معركة تحرير الموصل ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة تنظيم داعش الذي استولى عليها في 2014، عاد الحديث بقوة عن احتمالية أن تكون الموصل المرحلة الأخيرة من المؤامرة التي دُبّرت في إيران وبإشراف أمريكي وغربي لتقسيم العراق. بحسب مراقبين.
وتتوغل القوات العراقية المدعومة من أمريكا والمليشيات العراقية الشيعية، في أحياء الموصل ببطء شديد، بسبب الدفاع الشرس من تنظيم الدولة الذي قلب القتال لحرب شوارع تسببت في خسائر فادحة للطرفين.
وتعد حملة استعادة الموصل التي انطلقت في السابع عشر من الشهر الماضي أكبر عملية عسكرية في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد عام 2011.
وعلى الرغم من تفاؤل جميع الأطراف بحسم المعركة إلا أن ثمة خلافات طفت على السطح بين أقطاب محلية ودولية حول مستقبل المدينة التي قد تكون المرحلة الأخيرة التي سيقف بها قطار تقسيم البلاد.
وأكد الناشط السياسي العراقي ، كامل الفهداوي، أن العراق تحدد مصيره منذ لحظة الغزو الأمريكي، لافتاً أن الهدف الرئيسي للحرب الأمريكية في العراق هى تقسيم العراق، ونجحت بالفعل في تقسيمه طائفيا، لكن لم تنجح بشكل كامل في التقسيم الجغرافي لذلك قادت معركة الموصل مع إيران من أجل اكتمال تفتيت البلاد ونشر الفوضي فيه.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن ظاهرة داعش والحرب عليها هى عبارة عن وهم صنعه الظلم والفساد وتبنته أمريكا والغرب، وهم وجدوا فيه ضالتهم التي ستحقق لهم تفتيت المنطقة العربية لإعادة تقسيم الشرق الأوسط ككل.
فزاعة داعش
ولفت إلى أن أمريكا استخدمت داعش فزاعة من أجل الدخول لأي بلد دون تسمية ذلك بالغزو، بل ودخولها لم يكن للحرب وإنما للإشراف على الحرب التي غالبا يكون جميع أطرافها من البلد الواحد، لتسوق للعالم أن الإرهاب يأتي من العرب أنفسهم.
فلا فائدة من أى كلام طالما الصراع العربي على السلطة هو الهدف المنشود والجهل والفقر والمرض يجوب في الشوارع بين هذه الشعوب.
وتابع: من المؤسف بعد صراعات دموية شهدها العراق من أجل السلطة أن ينتهى الأمر بالتقسيم على أساس طائفي وجغرافي، لافتاً أن ذلك لن يزيد المنطقة إلا اشتعالاً والمستفيد من ذلك الغرب الذي سيكون موردا فقط للفتنة وشيء آخر وقود لها وهو السلاح ليظل العراق بلا هوية سياسية ولا اقتصادية .
وكانت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية الصحيفة، قالت إن الشكوك ببقاء العراق تزداد يوماً بعد آخر، وأن ما يعرف بخطة بايدن لتقسيم العراق التي طرحها عام 2006، أطلت برأسها من جديد، لتكوين أقاليم حكم ذاتي للسنة والشيعة والأكراد، وهي الخطة التي لم تجد كبير اهتمام لدى إدارة البيت الأبيض في مرحلة حكم باراك أوباما.
ووفقاً لدراسة بحثية تقدم بها معهد هدسون الأمريكي، فإن سكان المناطق والمدن ذات الأغلبية السنية، في محافظات الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وأجزاء من كركوك، لا يثقون في حكومة بغداد ، حتى في المناطق التي كانت سابقاً تحت سيطرة التنظيم الدولة وتمت استعادتها، إلا أن عدم الثقة ما زال كبيراً بشأن إمكانية دمج السنة في النسيج الاجتماعي والسياسي في العراق، في ظل ما يعتقدونه من سيطرة إيران على حكومة بغداد الشيعية.
بدوره قال الباحث السياسي العراقي، احمد الملاح إن معركة الموصل تجميعية لأهداف متقاطعة بين الموصل الأمريكان والإيرانيون والأتراك والأكراد والعراقيون إضافة للموصليون.
توسيع نفوذ
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه لا يعتقد أن تقسيم العراق هدف إيران، ولكنها وفق النفوذ الذي تتمتع به ترغب بإبتلاع العراق كاملا وليس الجنوب العراقي فقط.
ولفت إلى أن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة لم تظهر بشكل واضح بعد، بينما أوباما فقد شغفه بسبب عدم قدرته على استخدام معركة الموصل كورقة للضغط في الانتخابات التي خسر فيها الديمقراطيون.
وفيما يتعلق بتركيا وقد تشكل ورقة للضغط ليس أكثر فيما لم نشاهد إلى الآن تدخل حقيقي لهم في المعركة وهذا ما توقعناه قبل بداية المعركة، ويبقى اللاعب الأمريكي هو الأبرز في معركة الموصل والذي يبدو عليه الخمل فلذلك لا يوجد شيء حاسم حول ملف المعركة .