رئيس التحرير: عادل صبري 04:46 مساءً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بالانتحار.. التونسيون يواجهون الفقر

بالانتحار.. التونسيون يواجهون الفقر

العرب والعالم

الرئيس التونسي الباجي السبسي

219 حالة في شهرين..

بالانتحار.. التونسيون يواجهون الفقر

أحمد جدوع 22 نوفمبر 2016 09:09

بات الانتحار الوسيلة الفعالة لدى التوانسة لمواجهة تردي الأوضاع الاجتماعية، الأمر الذي يشكل خطراً على المرحلة الانتقالية التى اتسمت بالهدوء النسبي مقارنة مع بعض الدول  العربية التي دمرتها الخلافات السياسية والصراع على السلطة.

 

وتعاني تونس في السنوات الأخيرة من وضع اجتماعي صعب في ظل ارتفاع نسب البطالة وتباطؤ نسب النمو التي لم تتجاوز 1 بالمائة خلال هذا العام، إضافة إلى هبوط سعر العملة المحلية (الدينار) إلى أدنى مستوياته بنسبة 25%.

 

عنف ممنهج

 

وقالت منظمة حقوقية محلية تونسية إن شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين سجلا وقوع 219 حالة انتحار ومحاولة للانتحار، محذرة من تطور الاحتجاجات والعنف في البلاد.

 

وأظهر تقرير للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (غير حكومي) ارتفاع حالات الانتحار ومحاولات الانتحار لتصل إلى 219 خلال الشهريين الماضيين بسبب استمرار تردي الأوضاع الاجتماعية.

 

تردي الوضع الاجتماعي

 

وقال عضو المنتدى، عبد الستار السحباني، إن "حالات الانتحار ومحاولات الانتحار في شهر سبتمبر تعدت سقف 100 حالة، وفي أكتوبر بلغت 119، وهو رقم مفزع".

 

 وأرجع السحباني خلال مؤتمر صحفي ارتفاع العدد إلى "استمرار تردي الوضع الاجتماعي في تونس وفي مقدمتها البطالة والتي (تصل نسبتها إلى 16%) والفقر (وصل إلى 24%) وغيرها".

 

وأضاف أن "ظاهرة الانتحار أخذت شكلا جديد وهي محاولات الانتحار الجماعي التي تمثل ثلث إجمالي الحالات، مشيراً إلى أن "بعض الحالات قد مرت من مرحلة التهديد إلى الممارسة وهو تطور خطير"، حسب وصفه.

 

وبحسب عضو المنتدى فإن "عدد الاحتجاجات الفردية والاجتماعية في الشهرين المذكورين قد ارتفع ليتجاوز 1770 حالة في مختلف محافظات البلاد، لكنها تركزت في محافظة القيروان (وسط) بأكثر من 180 احتجاجا".

 

وحذر السحباني من إمكانية بلوغ الحركات الاحتجاجية لذروتها في يناير المقبل، الذي ارتبط عادة لدى التونسيين بالتحركات الاحتجاجية، حيث شهد هذا الشهر أحداث ثورة 2011 ضد نظام زين العابدين بن علي، وكانت شرارتها مصرع الشاب محمد البوعزيزي بعد إشعال النيران في جسده احتجاجاً على مصادرة السلطات لعربة كان يبيع عليها الخضار.

 

وحققت تونس خلال العام الماضي نسبة نمو متواضعة عند 0.8٪، واضطرت خلال وقت سابق من العام الجاري الحصول على قرض مالي بقيمة 2.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

 

مناخ مضطرب

 

 بدوره قال الدكتور رياض الشعيبي أمين عام حزب البناء الوطني التونسي، إن هناك قاسم مشترك بين كل حالات الانتحار، يتمثل في المناخ العام المضطرب الذي تعيشه البلاد، ففقدان الأمل في العيش الكريم والاضطراب النفسي المعبر عنه بتفشي الأمراض النفسية ومظاهر الشذوذ الفكري والاجتماعي، كلها مجرد تفاصيل في وضع عام يتسم بعدم وضوح الرؤية المستقبلية وانخفاض مستوى الثقة والأمل في المستقبل.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن اهتزاز عوامل الاستقرار النفسي والاجتماعي يفرض علينا البحث عن مقاربات مجتمعية شاملة ومندمجة لا تكتفي بمفهوم ضيق للتنمية ولا بحلول حزبية لاصلاح التعليم، بل بمقاربات تعيد بناء مفهوم الدولة ومسؤوليتها تجاه مواطنيها وعلاقتها والمجتمع أفرادا ومؤسسات أهلية وأعراف اجتماعية وتقاليد.

 

وأكد أن الدولة التونسية وجدت نفسها عاجزة عن معالجة بعض الظواهر على غرار تفشي الانتحار بسبب انغلاقها وإصرارها على عدم الإنصات لصوت المجتمع المخنوق.

 

ولفت إلى أن تفشي ظاهرة الانتحار بين فئات الشباب خاصة يبين بوضوح أن هذا الشباب لم يجد من ينصت إليه داخل مؤسسات الدولة فضلا عن تلبية مطالبه وانتظاراته، بل تبدو السلطة السياسية في البلاد الآن وكأنها تفكر بعقلية لا تتناسب وما أدركه المجتمع التونسي من وعي.

 

ونوه أن بيع الآمال الزائفة في الشغل لشباب عاطل عن العمل مل الانتظار، لا يمكن إلا أن يزيد من منسوب اليأس والإحباط بين صفوفه، وإذا كان بعض هؤلاء الشباب يعبرون بسلبية عن هذا الإحباط من خلال الانتحار أو حتى الانحراف الفكري والسلوكي.

 

وتوقع أن يجد المجتمع نفسه من جديد أمام انتفاضة اجتماعية جديدة تطالب بالتلازم بين مسار الانتقال السياسي للديمقراطية ومسار انتقال اجتماعي عميق يكرس عدالة توزيع الثروة ويعطي الحق في العيش الكريم لكل التونسيين.

 

استمرار الثورة

 

 فيما يرى الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن حالات الانتحار مؤشر يدل على عدم رضا الفئة العمرية الشبابية عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي بشكل عام على الرغم من الاستقرار النسبي لتونس مقارنة بالدول التي حدثت فيها ثورات.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن هناك توقيت موسمي يزيد فيه الاكتئاب الذي يؤدي إلى الانتحار وهى شهور ما قبل الشتاء، وتسمى بالاكتئاب الخريفي والذي يتعرض له كافة الفئات العمرية في العالم كله، لافتاً أنه بشكل عام الانتحار يدل على استمرارية الثورة في تفوس الشباب.

 

 واعتبر فرويز أنه من الضروري توعية الشباب بشكل من خلال مراكز تأهيل متخصصة، كما لابد من توفير فرص عمل للشباب للحد من البطالة لأنها أهم أسباب الاكتئاب، لافتا أن الغرب يقاموا الآن حالات  الانتحار من خلال الاستفادة من العنصر البشري بملئ الفراغ الذي يعود يحسن المستوى الاقتصادي بشكل عام.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان