رئيس التحرير: عادل صبري 03:49 مساءً | الخميس 12 يونيو 2025 م | 15 ذو الحجة 1446 هـ | الـقـاهـره °

لتحرير الرقة .. أمريكا حائرة بين الأتراك والأكراد

لتحرير الرقة .. أمريكا حائرة بين الأتراك والأكراد

العرب والعالم

أمريكا تخشى خسارة تحالف الأكراد أو الأتراك

في معركة لا تقبل القسمة

لتحرير الرقة .. أمريكا حائرة بين الأتراك والأكراد

محمد المشتاوي 05 نوفمبر 2016 13:42

على الولايات المتحدة أن تختار "نحن أو الأكراد" جملة قالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ 8 شهور مضت، ويؤكدها في كل تصرف تتخذه بلاده، فقد ضاق ذرعا بالأتراك اعتماد أمريكا الكلي على الأكراد بسوريا منذ صمودهم أمام داعش في معركة عين العرب كوباني أواخر 2014.

 

الخدمات التي يقدمها الأكراد لأمريكا بالتصدي لداعش لم تكن مجانية فخلفها حلم قديم بإقامة دويلة لهم بدأت بإطلاق مشروع "روج أفا" الذي يعطي لمناطق سيطرة الأكراد حكما ذاتيا، وهو ما أقلق أنقرة التي تحارب مشروع الدويلة الكردية لأنه قد يشجع أكراد الجنوب لديها على الانفصال، فقررت أن تقلب الطاولة بالتدخل عسكريا في سوريا تحت غطاء "دراع الفرات" لطرد الأكراد وداعش من حدودها.

 

بعد انطلاق معركة تحرير الموصل معقل تنظيم داعش في العراق وانكماش عناصره، بدأ الحديث حول إمكانية تحرير الرقة معقل داعش وحصنه الأخير في سوريا، وهنا أعلنت تركيا أن دخول الرقة ضمن أهداف عملية"درع الفرات".

 

وسارع الأكراد بإعلان استعدادهم هم الآخرون لمعركة  تحرير الرقة تححجا بقرب أماكن سيطرتهم منها وهي حجة مغلفة بقلق من أن تغير الولايات المتحدة دفتها إلى الأتراك خاصة أنها وفرت لهم الغطاء الجوي أثناء اقتحامهم مدينة جرابلس السورية الحدودية.

  

 

الأكراد مستعدون

صالح مسلم  رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي قال إن الوحدات الكردية ستشارك في معركة الرقة، بسبب قرب موقعها الجغرافي من مناطق الجزيرة السورية وعين العرب اللتين تخضعان لسيطرة الوحدات الكردية التي ستكون في إطار "قوات سوريا الديمقراطية".

 

ولأن هذه المعركة لا تقبل القسمة على اثنين أكمل مسلم تصريحاته بأن مشاركة تركيا ليست ضرورية في حملة تحرير الرقة، فالرغبة التركية في المشاركة بتحرير الرقة والموصل تهدف إلى حماية تنظيم داعش ودعمه"، وفق قوله.

 

تركيا ترفض

وسبق هذا التصريح إعلان رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم أن بلاده مستعدة لدعم عملية تحرير الرقة من داعش فقط في حال لم تشارك فيها القوات الكردية السورية.

 

وبعدها ذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية "درع الفرات" العسكرية في شمال سوريا ستتجه إلى مدينتي منبج والرقة بعد الباب.

 

ورغم إعلان الأكراد استعدادهم للمعركة الفاصلة قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن الولايات المتحدة تواصل التحدث مع تركيا بشأن الدور الذي ستقوم به في عملية السيطرة على مدينة الرقة، مشيرا إلى أن بلاده تمضي "قدما الآن في العملية وفقا لخطتنا".

 

تذبذب

ميسرة  بكرو مدير مركز الجمهورية للدراسات السوري قال إنه قبل أيام قال المتحدث الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية الكردية  يؤكد أن قرار دخولهم الرقة اتخذ مع الحلفاء وأن تركيا لن تكون طرفا فيه، وتحدث بعدها وزير الدفاع الأمريكي عن دور لتركيا في المعركة لأنها أصبحت قوة ضاغطة في العراق وسوريا.

 

وأشار بكور في تصريحاته لـ"مصر العربية" إلى أن تركيا شعرت بخطر الأكراد في سوريا فتصر على دخول معركة الرقة حتى لا يصبح لهم نفوذ أكبر.

 

التمسك بالطرفين

ولفت إلى أن وزير الدفاع الأمريكي يقوم بجولات بين تركيا وأبريل للتنسيق حول المعركة لأن أمريكا لا تريد خسارة أي من الطرفين فبالنسبة لهم قوات سوريا الديموقراطية التي تراها أمريكا ذراعها في سوريا والأتراك الحلفاء الإستراتيجيين لواشنطن.

 

وأكد أن أمريكا تحاول أن تحقق التوازن  بين الأكراد والأتراك وربما تعطي سوريا الديموقراطية دورا في المعركة وقوات درع الفرات دورا آخر بعيد عن الأخرى.

 

تيسير النجار المحلل السياسي السوري رأى أن الأمريكا كانت قد وجدت ضالتها في "المتطرفين" الأكراد تحديدا الذين يهددون تركيا، ولكن تركيا رفضت ذلك لأنها لاتريد استمرار الدعم الأمريكي لههم خاصة أنهم إذا دخلوا في معركة الرقة سيثبتون أقدامهم في سوريا ويضعون الكيان الكردي على طريق التنفيذ.

 

وأكد أن تركيا جادة هذه المرة فتركيا في أن تكون بديلا للولايات المتحدة حتى لا تعتمد على الأكراد في حربها ضد داعش ما يمهد لقيام كيان لهم على الحدود مع تركيا ما يؤثر بالسلب على أمنها القومي وهو ما يربك حسابات واشنطن.

وأعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الذي تقوده أمريكا  تجهيز قرابة 40 ألف مقاتل استعدادا لحصار الرقة شمال سوريا، تمهيدا لاستعادتها من تنظيم الدولة الذي يسيطر عليها منذ عام 2014.

 

وأشار المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد جون دوريان للصحفيين -خلال مؤتمر عبر دائرة الفيديو المغلقة اليوم الجمعة- إلى وجود "قوات كافية" لعملية الرقة المزمعة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان