رغم التوقعات بتراجعات شديدة بجلسة أمس، إثر الحادث الإرهابي في الكنيسة البطرسية، تجاوزت البورصة المصرية الحادث وأغلق مؤشرها على ارتفاع بنحو 1.29% إلى مستوى 11444 نقطة، وذلك بعد خسائر طفيفة في بداية الجلسة.

وكان قد وقع أمس الأول، انفجار بقاعة الصلاة في الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بحي العباسية أثناء صلاة قداس، راح ضحيته25 شخصا على الأقل وأصيب العشرات، لتتخطى البورصة هذا الحادث الأليم وتربح بنحو 1.29%.

محللون ماليون، وضحوا لـ"مصر العربية" عدم تأثر أسهم البورصة بالحادث، وتحقيق مكاسب في نهاية تعاملات اليوم، عكس جميع التوقعات التي كانت تشير إلى وجود خسائر بالمؤشر العام.

الدكتور وائل عنبه، المحلل المالي، رأي أن ماحدث من تجاهل البورصة المصرية لحادث تفجير الكنيسة لتحقق مكاسب في نهاية اليوم، يعد إنجازًا حقيقيًا يؤكد صحة الخطة التي تعمل بها الحكومة لجذب الاستثمارات.

وأضاف عنبه في تصريحات لـ "مصر العربية"، أن مصر تسير في اتجاه مؤشر الصعود، والدليل علي ذلك استيعابها للأخبار السلبية بكل هدوء،قائلاً: "تأثير الحادث الإرهابي في الكنيسة ومن قبله تفجير الهرم، تأثيرهم محدود للغاية على مؤشر البورصة".

وتابع: "لم تكن البورصة وحدها غير المتأثرة، بل إن سعر الصرف أيضًا لم يتأثر، وهذا أكبر دليل علي أن المستثمرين ترسخت لديهم مفهوم أن الإرهاب عالميًا وليس له علاقه بمصر".

في المقابل، أوضح الدكتور معتصم الشهيدي، العضو المنتدب لشركة هواريزون لتداول الأوراق، أن مؤشر البورصة انخفض في بداية الجلسة، غير أنه سرعان ما تأثر بتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالإعلان عن منفذ تفجير الكنيسة، ما كان له أثرا إيجابيا على تداولات البورصة.

وأقيم صباح أمس، قداس الجنازة على الضحايا بكنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة نصر، وترأس القداس البابا تواضروس الثاني وعدد من الأساقفة وكبار رجال الكنيسة.

وتقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي جنازة رسمية لضحايا الحادث، وأعلن خلال الجنازة أن شابا يدعى محمود شفيق محمد مصطفى، يبلغ من العمر 22 عاما، قام بتفجير نفسه بحزام ناسف داخل قاعة الصلاة في الكنيسة.

وأشار الشهيدي، في تصريحات لـ "مصر العربية " أن الصورة العامة للتفجيرات تؤكد تأثر البورصة وعدد من القطاعات، لكن ماحدث أمس يدل على تجاهل كبير للحادث من جانب البورصة المصرية.

وكان أحمد جلال خبير أسواق المال، قد قال في تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" إنَّ المستثمرين المصريين ينتابهم حالة من الخوف ما أدى لتكثيف عمليات البيع، خاصة بعد حادث تفجير الكنيسة الإهاربي، موضحًا أنَّ السوق في اتجاه ليصل إلى النقطة11500 مع إغلاق التداول.

وكان محللون أسواق المال، توقعوا أن تكون البورصة من أوائل القطاعات التي ستتأثر بالسلب بحالة عدم الاستقرار الأمنى في البلاد، حتى وإن كان عارضا.

وأكدوا أن الأسواق المالية تتأثر بقرارات تتحكم فيها مشاعر المستثمرين، وكثيرا ما تكون تلك المشاعر مبالغا فيها وليست على نفس قدر الأحداث الجارية، فيما توقعوا أن يعاود المتداولون التفكير بشئ من المنطقية فى مرحلة لاحقة.