أثيرت حالة من الجدل خلال الساعات القليلة الماضية، حول المسار الجوى الذى سلكته رحلة طيران العال التي انطلقت فى وقت سابق اليوم من تل أبيب إلى العاصمة المغربية الرباط، وحملت على متنها وفداً مشتركاً (إسرائيلي- أمريكي).
كانت شركة طيران العال التابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، كشفت قبل يومين عن تسيير أول رحلة من إسرائيل إلى العاصمة المغربية الرباط يوم 22 ديسمبر 2020، وذلك بعد اتفاق تم بوساطة أمريكية وافق فيه البلدان على تطبيع العلاقات في وقت سابق هذا الشهر.
ووفقًا لوكالة الأنباء العالمية "رويترز"، فإن الطائرة ستحمل وفدًا أمريكيًا إسرائيليًا مشتركًا، مؤكدة أن الرحلة المباشرة والتي تحمل رقم إل.واي555، ستستغرق ست ساعات.
ومن أعضاء الوفد، مستشار الرئيس الامريكي وصهره، جاريد كوشنر، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
حالة الجدل بدأها إيدي كوهين وهو صحفي إسرائيلي من يهود لبنان وأستاذ جامعي وباحث، عندما نشر تغريدة له عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يزعم فيها بأن طائرة شركة العال الإسرائيلية حلقت فوق الأجواء الجزائرية خلال رحلتها إلى العاصمة المغربية الرباط.
وأرفق الصحفي الإسرائيلي إلى تغريدته بعض الخرائط التى تشير إلى مسار الرحلة، معقبا عليها بقول: "سمعوني صدمة كبيرة".
وبعد بعضة دقائق نشر أيدي كوهين تغريدة أخرى مرفقة بخريطة موجودة بإحدي الطائرات، وعلق عليها قائلا:" فوق الخضراء ودزاير وقاع برك.. مش بس دوكا، من دوكا ورايح كل يوم هذا مسارنا الجوي وما زال ما زال ما زال الصح راهو يبان، كيما تشوفوا أنتوما..!!".
لم يقتصر الاستفزاز الإسرائيلي عند هذا الحد، بل نشر حساب "إسرائيل بالعربية" صورة مرفقة بخبر الرحلة الإسرائيلية إلى المغرب توحي بأنها ستعبر الأجواء الجزائرية.
من جانبها وصفت وسائل إعلام جزائرية، ما روجت له الصفحات الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنها محاولة لتضليل الرأي العام إثارة البلبلة بين الجزائريين والعرب عن طريق الإيحاء بأن أول رحلة الطيران التى انطلقت من تل أبيب إلى العاصمة المغربية حلقت فوق الأجواء الجزائرية.
وإثر ذلك، بدأ جزائريون بتتبع صفحات رصد حركة الطيران العالمية لتفنيد هذه الادعاءات الصهيونية.
وحسب رصد موقع "الشروق أونلاين”، أظهرت خرائط رادارات الطيران 24-Flightradar24، الذي يوفر تتبعاً مباشراً للرحلات الجوية في جميع أنحاء العالم، أن الطائرة الإسرائيلية المتوجهة من تل أبيب إلى الرباط تسلك خطاً جوياً فوق البحر المتوسط مروراً بجنوب اليونان وجنوبي إيطاليا وجزيرة سردينيا الإيطالية ومن ثم جزيرة مايوركا الإسبانية وجنوب إسبانيا، في طريقها إلى الرباط، سالكة مسارات بعيدة عن الجزائر ومياهها الإقليمية.
يذكر أنّ الفترة الأخيرة، قد شهدت انضمام دولة المغرب إلى قائمة الدول العربية التي أعلنت تطبيع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني، بعد كل من الإمارات والبحرين والسودان، وذلك بمقتضى صفقة مع الولايات المتحدة، تضمنت اعتراف إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.
وبعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان، أصبح المغرب الدولة الرابعة التي توافق بوساطة ترامب على إقامة علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيل عام 2020، والدولة العربية السادسة.
وكانت مصر أول دولة عربية وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل (عام 1979)، تلاها الأردن (عام 1994).
فى المقابل أعرب رئيس الوزراء الجزائري عبد العزيز جراد، الأسبوع الماضى عن استياء بلاده من تطبيع جارتها المغرب علاقاتها مع إسرائيل، واستهداف استقرار الجزائر داعيا النخب والطبقة السياسية إلى التكاتف لمواجهة ذلك، لافتا إلى أن هناك إرادة أجنبية حقيقية لوصول "الصهيونية" إلى حدود بلاده.
من جانبه اعتبر حزب حركة مجتمع السلم (حمس)، أكبر الأحزاب الاسلامية في الجزائر، تطبيع المغرب علاقاته مع "إسرائيل" بأنه قرار "مشؤوم "، و"تهديد لدول المغرب العربي بإدخالها في دائرة الاضطرابات التي كانت بعيدة عنها، وجلب لمكائد العدو على حدودنا، ويتحمل النظام المغربي المسؤولية كاملة على آثار هذه الخطوة المشؤومة وكل ما سينجر عنها".
وقبيل إقلاع الطائرة الإسرائيلية المتجهة إلى الرباط، قال كوشنر إن المغرب وإسرائيل يريدان تعزيز التقارب بينهما، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، عمل على إنشاء سياسة مختلفة في الشرق الأوسط.
زار وفد أمريكي إسرائيلي رفيع يوم الثلاثاء ضريحي الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني بالعاصمة المغربية الرباط.
وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء إنه "بعد وضع إكليل من الزهور على قبري الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني، قام المستشار الخاص للرئيس الأميركي ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، بالتوقيع في الدفتر الذهبي للضريح".
وفي العاشر من الشهر الجاري، أكد الديوان الملكي المغربي على تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل السياح الإسرائيليين، وشدد على تسهيل الرحلات الجوية المباشرة لنقل اليهود من أصل مغربي.
وبينما أشار إلى استئناف الاتصالات الثنائية والعلاقات الدبلوماسية بأقرب الآجال، نوه بتطوير علاقات مبتكرة في المجال الاقتصادي والتكنولوجي.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الخميس الماضى أن المغرب تعهد بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وكتب أيضاً على "تويتر": أنه وقع إعلاناً يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وقال إن "اتفاق المغرب وإسرائيل على إقامة علاقات إنجاز كبير لسلام الشرق الأوسط".
وبحسب موقع " إيلاف"، كان في استقبال الوفد الأمريكي الإسرائيلي في مطار الرباط سلا مسؤولان محليان بالعاصمة والسفير الأمريكي في المغرب، بعيدا عن الأجواء الاحتفالية التي رافقت إقلاعها من مطار بن غوريون.
وأشار موقع "إيلاف" أيضًا إلى أن برنامج الزيارة اجتماعا مغلقا مع الملك محمد السادس، متوقعا أن يوقع المغرب واسرائيل اتفاقات تعاون الثلاثاء على هامش الزيارة.