رئيس التحرير: عادل صبري 02:52 مساءً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

بنظرة عبثية عن الحرية.. «الرجل الذي باع ظهره» يبحث عن «الأوسكار»

بنظرة عبثية عن الحرية.. «الرجل الذي باع ظهره» يبحث عن «الأوسكار»

ميديا

فيلم "الرجل الذي باع ظهره"

فيديو وصور|

بنظرة عبثية عن الحرية.. «الرجل الذي باع ظهره» يبحث عن «الأوسكار»

سارة القصاص 21 فبراير 2021 22:31

يأخذنا فيلم "الرجل الذي باع ظهره" الذي استطاع أن يصل إلى القائمة القصيرة للجوائز الأهم عالميًا "الأوسكار" في رحلة بين عوالم متضادة مشحونة بالصراعات الإنسانية العالمية.

 

ففي العمل الذي وجد إشادات كبيرة، يلتقي عالم الفن والحرية بعالم الحرب ويتواجه العالم العربي بنظيره الأجنبي، ليكون التساؤل الأهم "ما هو معنى الحرية"؟
 

القصة

يحكي الفيلم عن الشاب السوري "سام" الذي يهرب من الحرب إلى لبنان، يراوده حلم السفر إلى أوروبا حيث تعيش الفتاة التي يحبها. 

يقبل"سام" تحويل جسده إلى تحفة فنية بعدما باع ظهره كي يتمكّن من السفر إلى أوروبا، وذلك حتى يستطيع أن يحقق حريته، وبالفعل ينجح في الدخول إلى أشهر المتاحف العالمية، لكنه يكشف أنه فقد حريته.



نظرة مختلفة للواقع

الفيلم الذي استغرق سنوات، جاءت فكرته الأولى من واقعة حقيقية، عندما كانت المخرجة كوثر بن هنيه في زيارة لمتحف اللوفر، ووجدت فنان بلجيكي رسم وشم لشخص وعرضه في متحف اللوفر، فقررت أن تستغل الواقعة لتقديم سخرية سوداء من سوق الفن المعاصر.

وتقول كوثر: "السؤال الخفي في طيات الفيلم هو حول مفهوم الحرية في وقتنا الحالي وعالمنا المعاصر،  فأنت كإنسان مولود في تونس أو سوريا لا تملك نفس الحرية إذا كنت مولود في بلد أوروبي".

وتابعت: "الفيلم يحمل عالميين مختلفين عالم النخبة والفن وعالم اللجوء الذي يصارع فيه الإنسان للبقاء، فهو يحمل نظرة اللاجيء السوري لذلك الفن الذي لا يعلم عنه شيء ، والتي تكون نظرة عبثية".

ويقدم الفيلم نظرة مختلفة للاجئين، حيث تؤكد كوثر، أنها أرادت أن  تطرح قضية اللجوء بعيدًا عن الصورة التقليدية التي يظهر فيها اللاجيء بالضحية، والبعد عن الواقع  المؤلم والنظرة الوثائقية، وبنيت الفيلم بصورة كأنه حلم،  لذلك اهتممت كثيرا بالصورة  وشكل الجسد في الفن واللغة البصرية في العمل".

 



كوثر بن هنية ..أفلام تونسية تجذب العالم

 

قدمت مخرجة فيلم "الرجل الذي باع ظهره" عدد من الأفلام المهمة التي نالت عنها جوائز كبيرة فهو خامس أفلامها.

ومن أشهر أعمالها "الأئمة تذهب إلى المدرسة" الذي عرض بمهرجان أمستردام للأفلام الوثائقية، كما فاز فيلمها الثاني "زينب تكره الثلج" بجائزة التانيت الذهبي من مهرجان قرطاج خلال دورته الـ27، وعرض فيلمها الروائي الطويل الأول "على كف عفريت" بمهرجان كان 2017.

أما فيلم "الرجل الذي باع ظهره" حصد عدد من الجوائز العالمية منها ، أفضل ممثل في مهرجان لمهرجان فينيسيا السينمائى الدولي.كما فاز الفيلم أيضا بجائزة أديبو كينج للإدماج، وهى جائزة مستوحاة من مبادئ التعاون الاجتماعي، وفاز بجائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان الجونة السينمائي 2020.

ليس الفيلم التونسي الأول

فيلم "الرجل الذي باع ظهره" ليس الفيلم الأول التونسي الذي يصل للأوسكار ففي العام الماضي نافس فيلم "اخوان" على فئة أفضل فيلم قصير.

وكانت تدور قصة الفيلم حول أب تونسي من الريف ممزق بين ولائه لأسرته ومبادئه الأخلاقية الشخصية.



البعد العالم

 

ينجح الفيلم أن يتواجد في القائمة القصيرة بعد اختياره من 93 فيلمًا، وشكل تواجده مفاجأة كبيرة جدا، فلم يكن من المتوقع أن يصل إلى القائمة القصيرة.
 

الفيلم ينافس 14 فيلمًا عالميًا للوصول إلى القائمة النهائية للأوسكار، المقرر الإعلان عنها في مارس القادم.
 

يحمل الفيلم بعدًا عالميا فهو يتناول الكثير من القضايا التي يعاني منها العالم سنجد أن هناك قضايا اللجوء والمتاجرة بالبشر، والهجرة الغير شرعية، كما يتواجد في الفيلم  النجمة العالمية مونيكا بيلوتشي.
 

محاولات قديمة

كان وصول الأفلام العربية إلى القائمة القصيرة أو النهائية في السنوات الأخيرة، نتيجة سنوات طويلة من المحاولات.

وكانت مصر من أول الدول العربية التي رشحت أفلامها للمشاركة في مسابقة أوسكار وكان عن طريق فيلم "باب الحديد" للمخرج يوسف شاهين، لكن لم يصل أي فيلم لها خلال السنوات إلى القائمة النهائية أو القصيرة.

أما في الجزائر كان الوضع مختلفا ، ففيلم "زد" توج بأوسكار أفضل فيلم أجنبي في عام 1970، وكانت الجزائر تشارك في انتاج العمل فقط، كما وصلت للترشيحات النهائية في عام 2007 و2011 . 



العرب وطريق الأوسكار


استطاعت السينما العربية بالقضايا المعاصرة لها، أن تجد طريقها نحو الأوسكار مؤخرًا ،  ففي 2019 وصل فيلم "كفر ناحوم" للمخرجة اللبنانية نادين لبكي للأوسكار.

ومن قبله كان فيلم "قضية 23" هو أول فيلم لبنانى يشارك فى الأوسكار، وأيضا وصل الفيلم الوثائقى "آخر الرحال فى حلب" فى نفس العام للقائمة النهائية.

وترشح الفيلم الأردني "ذيب" لجائزة أفضل فيلم أجنبي عام 2016، وكذلك فيلم "خارجون عن القانون" عام 2010.

 

وبعيدًا عن الترشيحات التي تواجدت في السنوات الاخيرة، تضاعف عدد العرب المنضمين سنويًا للأكاديمية، من منضم واحد فقط إلى 6 منضمين جدد في 2016 ثم 12 منضما في 2019، وبالرغم من هذه الزيادة إلى أنها تعتبر نسبة ضئيلة جدا مقارنة بعدد الأعضاء.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان