تُوجِّت مسيرة الفنانة ماجدة الصباحي الفنية، بمنح المجلس الأعلى للثقافة بأمانة المستشار عزمي الأمين؛ النجمة الراحلة "جائزة النيل"، وتسلمتها ابنتها الفنانة غادة نافع.
وجاءت كجائزة النيل، تكريمًا لدور الفنانة ماجدة في المجال الفني، وكان من المقرر أن تتسلم الجائزة بنفسها، إلا أنّ الموت خطفها في 16 يناير 2020، لترحل عن عالمنا عن عمر ناهز 89 عامًا.
وأعربت غادة نافع، عن سعادتها بالتكريم والجائزة، قائلة: "بكل الحب استلمت شهادة النيل الممنوحة من المجلس الأعلى للثقافة لأغلى الناس الإنسانة التى ربتنى فى صغري وأحاطتني بحنانها وكانت دائمًا بجانبي، إنسانة وفنانة ونجمة براقة لا يخفت بريقها عنا لحظة واحدة ونترقب إضائتها بقلوب متلهفة، ونسعد بلمعانها فى سمائنا كل ساعة".
وأضافت: "استحقت أمي بكل فخر أن يرفع اسمها عاليًا لجهدها المضني فى سبيل الفن، وسعدت باستلام الشهادة وبكل تقدير تناله ماجدة الصباحى عن مسيرتها المشرفة".
وجائزة النيل، هي أعلى الجوائز قيمة، وتمنح لشخصية بارزة في كل من مجالات الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية، وقيمة كل جائزة من الجوائز أربعمائة ألف جنيه وميدالية ذهبية، وُمنحت لأول مرة عام 1999.
وغادة نافع، ابنة الفنانة ماجدة والفنان إيهاب نافع.
ولدت ماجدة الصباحي، في طنطا وحصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، وكان أبوها موظفا في وزارة الموصلات بدأت حياتها الفنية وعمرها 15 سنة، دون عِلم أهلها وغيرت اسمها إلى ماجدة حتى لا تكتشف.
وعن دخولها عالم التمثيل، حكت ماجدة، في حوارات سابقة لها، إن هذا الأمر لعبت به الصدفة دورًا وكان قسمه ونصيب، قائلة: "العائلات الكبيرة زمان كان غير مستحب لأولادهم دخولهم لمجال الفن، وقفت جمبي أمي وهي ساعدتني ولولا والدتي لما دخلت عالم السينما، لأن الاسر التي تملك أصولًا من الأرياف لديها تقاليد وأفكار معينة".. بهذه الكلمات تحدثت ماجدة عن دخولها للفن".
وتابعت "جدي كان رئيس مجلس شورى القوانين وكانت أسرتي لها سلطات كبيرة في المنوفية "، مشيرة إلى أنها حاولت إقناعهم بدخول الفن، وأن كل مجال في الجيد والعكس.
كانت البداية الحقيقة لـ"ماجدة" عام 1949 في فيلم "الناصح" إخراج سيف الدين شوكت مع إسماعيل يس، مثلت مصر في معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الافلام الدولية.
اختيرت كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة حصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي.
حصلت على جائزة وزارة الثقافة والإرشاد حصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات دمشق الدولي وبرلين وفينيسيا الدولي.
وعن حياتها الخاصة، تزوجت ماجدة، عام 1963 من الفنان ايهاب نافع الذي أنجبت منه ابنتها غادة وبعد طلاقها لم تتزوج مرة ثانية .
قدمت النجمة ماجدة الصباحي خلال مشوارها الفني، مجموعة خالدة من الأفلام التي ظلت في أذهان وقلوب جمهورها حتى الآن، وتنوعت ما بين الأفلام الاجتماعية والدينية والوطنية وصنف عدد منها فى قائمة أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما، ومن أبرزها: "النداهة"، "جميلة"، "العمر لحظة"، "أين عمري"، "الحقيقة العارية"، "بنات اليوم"، وغيرها من الأعمال.
وكانت لـ"ماجدة" العديد من التجارب الفنية بعيدًا عن التمثيل، لتخوض تجربة الإخراج والإنتاج.
تجربة الإخراج
خاضت ماجدة تجربة الإخراج لمرة واحدة خلال مشوارها حيث أخرجت فيلم بعنوان "من أحب"، وقالت عن هذه التجربة "أنا ما أخرجتش حبا في الإخراج، لكن الفيلم مر بظروف معينة وأنا أردت إنقاذه".
وعن الكواليس تحكي: "كنت بقول أكشن بصوت واطي جدا، وكنت بتكسف"، والعمل شارك فيه عدد من النجوم منهم: أحمد مظهر، إيهاب نافع، فاتن الشوباشي.
الإنتاج
أسست شركة إنتاج عام 1958 وأنتجت عددا من الأفلام المهمة، قدمت من خلالها عددا من النجوم، ومن الأفلام التي قدمتها شركة ماجدة "العمر لحظة" وهو فيلم وطني عن حرب أكتوبر، وأفلام دينية منها "هجرة الرسول"، و"عظماء الإسلام".
كانت ماجدة، حريصة في اختيار الأدوار التي تلعبها والأعمال التي تشارك فيها، كانت تردد دائمًا: "كل ما أقدم فيلم لازم يكون بيقدم موضوع جديد، أو رأي أوبيعالج مشكله ويكون له وزن أدبي وقيمه فنية".
علامات أدبية
قدمت ماجدة، على الشاشة الفضية أشهر الأعمال الأدبية ، منها " الرجل الذي فقد ظله"العمل مأخوذ من رواية فتحي غانم، تدور أحداث العمل قبل ثورة يوليو يصعد "يوسف السيوفي" فى عالم الصحافة على اكتاف استاذه "محمد ناجي" فهو شخصية انتهازية باعت نفسها من أجل تحقيق طموحها الفردى وتخلت عن كل القيم والتقاليد الانسانية بهدف الارتباط بطبقة أعلى ممثلة فى "سعاد" الأرستقراطية.
كما شاركت في فيلم "السراب" والفيلم مأخوذ من رواية الأديب العالمي "نجيب محفوظ"، بالإضافة إلى فيلم "النداهة"، المأخوذ من رواية يوسف إدريس، كما قدمت رائعة فيودور دوستويفسكي" الجريمة والعقاب".
جميلة بوحريد
يحكي فيلم "جميلة" التي قامت ماجدة ببطولته، عن أحد أهم الشخصيات في تاريخ الجزائر وهي جميلة بوحيرد المناضلة الشهيرة.
وأعربت ماجدة عن حزنها بعد تكريم المناضلة الشهيرة في مصر منذ عامين دون دعوتها "أنتجت لها فيلمًا على حسابي الشخصي واقترضت من البنوك لتغطية نفقات الفيلم وسددت هذه القروض لمدة 5 سنوات والفيلم عايش لحد دلوقتي".
الفيلم من إخراج يوسف شاهين وتأليف عبد الرحمن الشرقاوي، علي الزرقاني ونجيب محفوظ، والفيلم لم يحك قصة جميلة فقط بل عرض نضال شعب الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، ويعتبر من أهم أدوار ماجدة في السينما.
المراهقات
تقول "ماجدة" أن فيلم "المراقات" كان هذا الفيلم له تأثير على الرأي العام، لأنه من يهتم بفكرة تربية النشأ والتعامل مع الشباب قائلة "عمل ضجة في أول عرضه وعرض لمدة 20 أسبوع في السينما وده كان حدث في وقتهاط.