تحل اليوم ذكرى وفاة أحد أهم الموسيقيين في الوطن العربي، كوّن مع أم كلثوم ثنائيا فنيا خالدا، بأكثر من  90 أغنية، عالقة في أذهان الجمهور.. إنه الملحن و الموسيقاررياض السنباطي.

 من أشهر أغانيه مع كوكب الشرق  :"الأطلال، على بلد المحبوب وديني، أذكريني، يا ظالمني، افرح يا قلبي"، وغيرها من أغاني التي لا تنسى.

كانت علاقة رياض السنباطي بأم كلثوم مليئة بالصدف والحكايات، التي سردها الموسيقار الراحل  في حوار قديم له،ومنها :

أول لقاء

حكى رياض السنباطي  أول لقاء جمعه بأم كلثوم  ووصفه رياض  بـ"الغريب" من حيث الوقت والحدث،  فلم يكن فنيا بل كان في أحد محطات الدلتا  الساعة الخامسة فجرا، وسرد القصة :"كان أبي مطربا وكنت معه وكانت هي تتواجد في فرح بجانب القرية التي كنت بها ، وبصدفة عجيبة تقابلنا ونحن ننتظر القطار، وذهب والدي وسلم على والدها وكانت في بداية شهرتها  وجاءت هي  لتلقي التحية عليا ثم افترقنا وكان عمري في وقتها 12 عاما، ومرت السنوات  وقابلتها في مصر بعد ذلك عندما قررت أن أشق طريقي الفني ".

وتابع :" بعد إقامتي في مصر بدأت أغني في الإذاعة كل أسبوع بالعود، ثم استمعت لي وأنا أغني وكان اللحن من تأليفي واتصلت بي وطلبت مني ألحان".

اللحن الأول 

كشف رياض السنباطي أن أول لحن قدمه كانت ستغنيه أم كلثوم في فيلم "دنانير" لكنها لم تقدمه، مشيرا إلى أنه  لا يعرف الأسباب، قائلا  :" مدير تصوير الفيلم في وقتها أعطى اللحن لمغني آخر في الفيلم والجمهور أثناء عرض العمل تجاوب مع الأغنية في صالة العرض وأم كلثوم لما شعرت أن اللحن ناجح سجلت الأغنية بصوتها " ، ثم توالت الألحان.

" يا طول عذابي وأشتياقي مابين بعادك والتلاقي.. ياما غالبت الشوق وشكيت من طول غيابك عن عيني.. أقول لقلبي الشوق ده ليه مادام ح يعطف ويجيني" هذه الكلمات التي كتبها الشاعر أحمد رامي  لكوب الشرق، كانت نقطة انطلاق رياض السنباطي في مشواره مع أم كلثوم.

أما اللحن الثاني الذي جمع السنباطي بأم كلثوم كان لأغنية "لما أنتى ناويه" ومن كلمات الأغنية   :"لما انت ناويه تهجرينى امال دموعك كانت ليه ياهل ترى بتبكيى ولا غرامك بتبكى عليه جفت دموعى فى عينيا من كتر نوحى على حبى.

المميزات

عدد  رياض السنباطي مميزات أم كلثوم من وجهة نظره والتي كانت سبب في نجاحها،  قائلا :" غير صوتها الذي لا يعوض ، ذكائها وقوة شخصيتها وخفة دمها، وكانت كثيرة الاستماع وقليلة الكلام".

ويرى السنباطي أنه وأم كلثوم يكملان  بعضهما فنيا ، قائلا :" صوتها ينشر الألحان وأنا كنت بلحن أغاني تناسب  ذوقها وشخصيتها، لذلك نحن كنا نكمل بعضنا البعض".

آخر لحن

قبل وفاتها لحن لها رياض السنباطي لحنا ، وبالفعل سجله لها ولكنها سافرت بعدها لرحلتها العلاجية ولم تستطع أن تغنيه بعد عودتها لأن المرض اشتد عليها.