"فريد شوقي ميقعدش على كرسي متحرك" بهذه الكلمات رد وحش الشاشة "فريد شوقي" عندما اشتد به المرض ، أثناء تصوير فيلم "فتوة الناس الغلابة".
ويحكي الفنان سمير صبري عن اللحظات الاخيرة لوحش الشاشة قائلا: "كانت صحته تعبانة وقلبه تعبان، وفي أحد الأيام كنا نصور في المطار، قالي أنا تعبان يا سمير، وكان ينهج ، وأنا قولت الراجل هيخلص وهو قاعد، قالي الحقني اطلب الإسعاف".
وتابع سمير صبري:" طلبت المستشفى وطلبت من مدير المطار أن تدخل الإسعاف في مكان لا يتواجد به جمهور، وقولت له هجيب ليك كرسي عشان المسافة لسيارة الإسعاف، ليرد عليا: "لا فريد شوقي ميقعدش على كرسي متحرك، أنا هتسند عليك ".
توفي فريد شوقي بعد مسيرة طويلة من الأعمال التي لا تنسى، عن عمر ناهز الـ78 عاما إثر التهاب رئوي حاد دام لمدة حوالي عامين نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها قبل رحلته مع المرض.
وشيعت جنازته بشكل مهيب جدًا من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير عقب صلاة الظهر ودفن بقبره الخاص بمنطقة الإمام الشافعي.
حصل فتوة السينما المصرية على 92 جائزة، أهمها وسام الفنون الذي سلمه له الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث قدم فريد شوقي أعمال تجاوزت 320 فيلما، خلال 50 عامًا من حياته المهنية، ولم يقتصر دوره على التمثيل فقط بل امتدت إلى التأليف والإخراج والإنتاج، وكذلك إلى التليفزيون والمسرح.
بدأ فريد شوقي حياته السينمائية بفيلم "ملاك الرحمة" عام 1946، مع يوسف وهبي، وأمينة رزق وإخراج يوسف وهبي، ليبدأ بعدها انطلاقته الفنية.
اختاره المخرج حسن الإمام في فيلم "ملائكة في جهنم"، عام 1947، ليتخصص في أدوار الشر ويكون أحد أبرز الفنانين الذين يقدمون هذا اللون السينمائي حينذاك، في أفلام "قلبي دليلي"، مع ليلى مراد وأنور وجدي، من إخراج أنور وجدي، و"اللعب بالنار"، مع المخرج عمر جميعي، و"القاتل"، مع المخرج حسين صدقي، ومع بداية الخمسينات تحول فريد شوقي من أدوار الشر إلى البطل الخير.
جاء فيلم "جعلوني مجرمًا" ليكتشف موهبة جديدة لوحش الشاشة، وهي التأليف، فقد شارك فريد شوقي في تأليف العديد من الأفلام منها "رصيف نمرة 5، الفتوة، باب الحديد، سوق السلاح، عنترة بن شداد، بطل للنهاية".
استمر فريد شوقي بطلا حتى وصل إلى مرحلة الكبر، فقدم أفلاما كان هو نجمها ومنها رجب الوحش عام 1985، وسعد اليتيم عام 1985 للمخرج أشرف فهمي، وفيلم عشماوي 1987 لعلاء محجوب، وقلب الليل 1989 للمخرج عاطف الطيب، وكان آخر أعماله الرجل الشرس 1996 لياسين إسماعيل ياسين.
كما طل فريد شوقي عبر الشاشة الصغيرة من خلال 12 مسلسلا لنجده في البخيل وأنا، صابر يا عم صابر، عم حمزة، العاصفة، الليلة الموعودة، العبقري.