رئيس التحرير: عادل صبري 05:26 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«Manon of the Spring».. حين تقع بين عذاب الضمير ولوعة الحب

«Manon of the Spring».. حين تقع بين عذاب الضمير ولوعة الحب

ميديا

فيلم "Manon of the Spring"

«Manon of the Spring».. حين تقع بين عذاب الضمير ولوعة الحب

كرمة أيمن 10 ديسمبر 2019 18:44

عن رواية الكاتب الفرنسي مارسيل بانيول "فتاة التلال"، اقتبس فيلم "مانون فتاة النبع" للمخرج كلود بيري. 

ويعد الفيلم الفرنسي "مانون فتاة النبع" الجزء الثاني من فيلم "جان دو فلوريت" وحازا العملان على جائزة أفضل اقتباس عن عمل أدبي. 

 

يتابع الجزء الثاني من الفيلم قصة الراعية "مانون" ابنة جان دي فلوريت وهي تعيش على أطراف القرية وتعمل كراعية بعد أن كبرت، وتعرضه لجنة السينما بمؤسسة عبد الحميد شومان الثقافية.  

 


وبدأت تسعى "مانون" للانتقام من سيزار واوغلان اللذين تسببا في موت والدها ورحيل والدتها وخسارة الأرض.

 

في بداية الفيلم نتابع أوغلان بعد أن نجحت زراعته وصار يستثمر بستانه ويتاجر بالورود، وقام بإعادة فتح النبع الذي اغلقه ليحرم جان دو فلوريت من الماء.

وتشتد أزمة "سيزار" النفسية وحزنه وخشيته من توقف سلالة سوبيران العريقة لعدم وجود أولاد له.

 

يلتقي اوغلان مع الراعية الجميلة مانون ويقع في حبها ثم يبدأ في التودد اليها حسب نصيحة عمه سيزار، غير أن مانون تميل لمدرس القرية الجديد الذي التقته في المرعى وهو يجمع الأحجار ذات القيمة الجيولوجية.

 

وعندما تكتشف "مانون" أن عائلة سوبيران وراء موت والدها، تنتقم بواسطة قطع امدادات المياه عن ارضهم، مما سبب أضرار لزراعة الورود، وتشتد أزمة أوغلان النفسية ويعذبه تأنيب الضمير وفقدانه الأمل في حب مانون.

 

وتنتهي هذه الحكاية نهاية أقرب الى الميلودراما لكن معالجتها اخراجياً تمت بطريقة بعيدة عن الميلودراما التي تهدف إلى إثارة الأحاسيس والعواطف المباشرة من شفقة وحزن وغير ذلك.

 

واستفاد المخرج من تصوير الخصوصية المحلية للأجواء الريفية والعلاقات الاجتماعية ليقدم تراجيديا محلية، لكنها ذات طابع عالمي، تفضح بقوة حالات القسوة البشرية وتدعو للأمل بالحياة النقية.

 

 

ويكشف الفيلم عن المتغيرات في الحياة الاجتماعية استناداً الى تجربة الريف في جنوب فرنسا وتراجع القيم والتقاليد الريفية، التي لا يخفى الفيلم حنينه إليها.

 

إن العبرة الأخلاقية في الفيلم تتجاوز إدانة سيزار واوغلان إلى إدانة وفضح المؤامرة الصامتة والسلبية عند أهالي القرية والذين بسبب تعصبهم ضد كل غريب بقوا صامتين مع علمهم بتسبب سيزار وأوغلان بموت جان.

ويقدم الفيلم هذه المأساة الإنسانية بطريقة لا تخلو من السخرية والمفارقة، حيث يتحول الجاني إلى ضحية. 



 

ويلقي الفيلم نظرة عميقة على الجوانب المظلمة في الطبيعة البشرية، ومع ذلك فإن النصر الأخير يعقد للعدالة.

 

وكما في الفيلم الأول، فإن جزءً كبيراً من نجاح الفيلم يعزى الى التمثيل المقنع لأبطاله الرئيسيين والى قوة الإخراج والموسيقى التي جمعت بين الرقة العنفوان.

 

حاز الفيلم على جائزة الأوسكار البريطانية لأفضل فيلم أجنبي.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان