قررت شركة جوجل إضافة اللغة القبطية إلى لوحة المفاتيح الخاصة بها (Gboard)، خلال آخر تحديث للتطبيق ضمن 60 لغة تمت إضافتها، وتتاح لوحة المفاتيح لمستخدمي منصات "أندرويد" و"أي أو أس".
رحب بهذا الخبر عدد كبير من محبي اللغة القبطية، وخاصة أنها كانت مقتصرة فقط داخل أسوار الكنائس الأرثوذكسية المصرية، وقاعات الدراسة الأكاديمية، وبعض الدوائر الاجتماعية شبه المغلقة، وهو ما نرصده في هذا التقرير.
قال إسلام صفوت سلامة، باحث في اللغة القبطية و التاريخ المصري القديم، إن اللغة القبطية هي آخر تطور للغة المصرية القديمة وهي حجر الأساس التي استند عليه شامبليون، من أجل فك معاني اللغة المصرية القديمة بخطها الهيروغليفي.
وتابع "إسلام" في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" قائلًا: سر اهتمامي بها هو أني عشان أقدر أفهم أسرار حضارتنا، فلازم أفهم اللغة التي نقلوا بيها علومهم، و عشان أقدر أفهم اللغة المصرية القديمة ضروري أهتم باللغة القبطية، وكنت بدرسها دراسة ذاتية من النت و كنت بتواصل مع ناس متخصصين فيها، و هي لغة سهلة خاصة أنها قريبة من لهجتنا الحالية في بعض الكلمات، بعد ما تعلمتها حبيت أساعد اللي يحب يتعلمها أو حتى يسمعها.
وعلق "إسلام" على إضافة اللغة إلى لوحة المفاتيح الخاصة قائلًا : طبعاً كون أن شركة عالمية زي جوجل تعتمد اللغة القبطية في الكي بورد بتاعها، ده دليل على أن في مجتمع عالسوشيال ميديا حاليا عرف قيمة اللغة القبطية، ويحاول استخدامها، لأن أكيد جوجل مش هتضيف لغة محدش بيتكلمها، و الأهم من ده أن ده يدل على وعي الناس دلوقتي بأن اللغة القبطية لغة مصرية وطنية مش مجرد لغة دينية كنسية.
وأعرب "إسلام" عن أمانيه بإضافة اللغة القبطية إلى ترجمة جوجل، بعدما تم إضافتها إلى لوحة المفاتيح الخاصة بها، بما أنهم اعترفوا بأن لها متحدثين يستخدمونها كتابياً.
ورأى خالد عياد، أحد محبي اللغة القبطية والمهتمين بها، أن جوجل هى التى يجب أن تتشرف بإضافة الكيبورد القبطى ضمن لوحات مفاتيحها، وكان بالأولى إضافة الكيبورد القبطى منذ سنوات طويلة.
وأوضح "عياد" رأيه في تصريح خاص لموقع "مصر العربية" قائلًا :أكيد الناس بتفرح لما بتشوف الكتابة القبطى ممكنة فى المستقبل، لكن في خطوات كثيرة ماقامش بها جوجل زي على سبيل المثال وضع اللغة القبطية ضمن خدمة الترجمة Translate، مع أن قواميس اللغة المصرية عديدة وتحتوى على عشرات الآلاف من الكلمات، بالإضافة إلى كل قواعد النحو والصرف التى بترقى على قواعد نحو وصرف العديد من اللغات الموجودة حالياً على خدمة الترجمة.
وأضاف "عياد" قائلًا : كنت طلبت من جوجل إضافة الخدمة من أكثر من خمس سنوات ولم يرد علي أحد وكأنى كنت أتكلم عن لغة فضائية، ولكن اللغة المصرية بكل مراحلها من كتابة هيروغليفية وهيراطيقية وديموطيقية وقبطية يجب أن تحظى بعناية دولية أكبر من كده بكثير، وعلى أي حال إحنا اللى لازم نروج للغتنا باستخدامنا لها وما ننتظرش من التانيين التفضل بعمل أي شىء.
أما جورج سيدهم، أحد المتحدثين باللغة القبطية، روى لـ"مصر العربية" علاقته باللغة قائلًا : القبطي كان في الكنيسة وكانوا يقولوا دي لغة الكنيسة، لكن أنا كنت بحب المصريين القدام وكنت أبحث على أي معلومات عنهم وأنا في المدرسة لأني رحت الأقصر وأنا 7 سنين وعجبوني جدا، ولما عرفت أنهم أجدادنا حبيت أتعلم الخط الهيروغليفي.
وواصل "سيدهم" سرده حول حبه للغة القبطية قائلًا : في سنة 99 وقعت عيني على معلومة أن القبطية هي المصرية القديمة في أخر تطوراتها مكتوبة بخط يوناني وخط ديموطيقي، فواصلت بحثي على كتب تعليم قبطي، وساعدني صديقي أحضر لي أسماء الحروف وطريقة نطقها، وتعلمت أقرا ولكن كنت محتاج كتب قواعد، فكنت أحضر نصوص دينية وترجمتها بالعربي، وأحاول استنبط القواعد بنفسي لحد ما عثر على كتاب بعدها بسنة، ثم ساعدني الانترنت بعد ذلك، وتعرفت على أشخاص مهتمة باللغة غيري.
وتابع "سيدهم": استغلينا الفيس بوك في إنشاء مجموعات خاصة، في البداية كان الإقبال ضعيف، ثم زاد الاهتمام بالموضوع، ولم تبقى اللغة القبطية لغة الكنيسة فقط، فأصبحنا نتعلمها وننشرها لأنها لغة أجدادنا وأقل واجب تجاههم أننا نحافظ على لغتهم، والأمر الذي شجعني أكتر اهتمام اخواتي المسلمين بالقبطي، فهذا يعطي اللغة إمكانية أنها تكون لغة شعبية وليست لغة لطائفة محددة أو لغة طقوس دينية.
وعن طموحاته للغة القبطية أوضح "سيدهم" قائلًا :أتمنى أن أنشرها أكثر، وأعرف الناس بها؛ لأنها تعتبر كنز، فهي حافظت على صوتيات اللغة المصرية وبالتالي نقدر نتكلمها مش بس نفهم المعنى، وأنا شخصيًا عندي ابني عنده سنة ونص "نارمر" بعلمه قبطي من وهو صغير عشان لما يكبر يتكلم بسهولة، وأتمنى أيضًا أن يتعلمها أشخاص أكثر، وأن أستطيع فتح مركز لتعليم اللغة القبطية، وذلك لأن التعليم أون لاين أقل استفادة من التفاعل بين الطالب والأستاذ.