تغلبت السينما الأمريكية (هوليوود) على أشباح المخاوف التي طاردتها طيلة العام الماضي إزاء تمدد شبكات البث المنزلي (نتفليكس وأمازون) وحققت إيرادات خيالية بنحو 41 ملياراً و700 مليون دولار.
وسجلت هوليوود خلال ذلك العام 11 ملياراً و900 مليون في الولايات المتحدة وحدها.
وتجاوزت المخاوف المتمثلة في مستقبل السينما كما يعرفها العالم اليوم، حيث تهددها مؤسسات البث المنزلي المكوّنة حالياً من بضع شركات تتقدمها "نتفليكس" و"أمازون".
كما تعد تلك الأرقام بمثابة انتصار على الانتقادات الموجهة إلى هوليوود، بكونها تستهدف الجماهيرية والربح دون النظر إلى المضمون أو المحتوى.
وخلال العام الماضي والحالي، حققت "نتفليكس" و"أمازون" نجاحا كبيرا، ما يبرر أن تضخا رقماً خرافياً آخر في الإنتاج السينمائي والتليفزيوني لعامي 2018 و2019 يبلغ 13 مليار دولار، حيث تصرف "أمازون" 6 مليارات دولار على إنتاجاتها.
ورغم التخوفات التي يثيرها البعض إزاء تأثير شبكات البث المنزلي على السينما، فإن النجاح الضخم الذي حققته العروض السينمائية في 2018 (وتلك التي واكبتها في الأعوام الخمس الأخيرة) تعني أن إنتاجاتها لم تصرف الجمهور الكبير عن حضور الأفلام في قاعات السينما الكبيرة كما كان دأبها منذ العقد الأول للقرن العشرين.
وأشارت إحصاءات قامت بها "الجمعية الوطنية لأصحاب صالات السينما" إلى أن نسبة كبيرة من رواد صالات السينما في عام 2018 (تقدَّر بنحو 26%) لم يمنعها اشتراكها في "نتفليكس" و"أمازون" من التردد على العروض السينمائية في الصالات طوال العام.
أحد أهم الأسباب في ذلك أن هاتين الشركتين، "نتفليكس" و"أمازون"، لا تنتجان ما توفره شركات هوليوود التقليدية من أفلام جماهيرية كاسحة، على غرار "بلاك بانثر" و"ذا أفنجرز" أو "أكوامان".
أضف إلى ذلك أن هوليوود تنبهت في 2018 إلى أنها لن تستطيع الاعتماد على موسم الصيف وحده لكي تتخطى بإيراداتها ما سبق لها تحقيقه، فرغم أهمية موسم الصيف إلى الأفلام ذات الكيان التجاري المحض، فإن هوليوود وزعت في 2018 أفلاما ضخمة أخرى من الصنف ذاته على جميع أشهر السنة، ما جعل الرواد يُقبلون على صالات السينما على نحو غير متقطع.
ومع دخول عام جديد 2019، يبدو أن العام الجديد امتدادا لإيرادات العام الماضي المرتفعة، إذ حقق فيلم "أكوامان" أرقاما قياسية، متجها إلى 900 مليون دولار من الإيرادات العالمية بعد أقل من أسبوعين على بدء عرضه.