رئيس التحرير: عادل صبري 09:45 مساءً | الأحد 14 سبتمبر 2025 م | 21 ربيع الأول 1447 هـ | الـقـاهـره °

بـ«الرسائل».. مشاهد «أرض الخوف» رقصات تكشف الحقائق

بـ«الرسائل».. مشاهد «أرض الخوف» رقصات تكشف الحقائق

ميديا

أرض الخوف

بـ«الرسائل».. مشاهد «أرض الخوف» رقصات تكشف الحقائق

«الكيلو 64»

كرمة أيمن 25 نوفمبر 2018 18:26

مأساة لا تخلو من الدلالات الرمزية، جسدها المخرج داوود عبدالسيد في مشاهد وموسيقى فيلم "أرض الخوف"، عن عمد وإصرار إما لإثارة حفيظة الجمهور أو لتنشيط ذاكرتهم. 

وعلى مسرح الجمهورية، قدمت فرقة الرقص المسرحي الحديث عرض "الرسائل"، وهو إعادة لقراءة قصة "أرض الخوف"، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه في داري أوبرا الإسكندرية ودمنهور. 
 

وعرض "الرسائل" إعادة قراءة لقصة ونص الكاتب والمخرج الكبير داود عبد السيد، "أرض الخوف" تصميم وإخراج مناضل عنتر، ديكور وإضاءة لعمرو عبد الله.



تدور أحداث العرض حول رسائل القوي الفعالة الغائبة وتأثيرها على حياتنا وقيمة المعرفة والكشف عن الحقائق.

و"أرض الخوف" فيلم مصري من إنتاج عام 1999، من تأليف وإخراج داود عبد السيد وبطولة أحمد زكي. 
 

حصل فيلم "أرض الخوف" على العديد من الجوائز منها جائزة الهرم الفضي في الدورة الـ 23 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأفضل فيلم عربي وأفضل إخراج.
 

كما حصد الفيلم معظم جوائز الدورة الـ 27 لمهرجان جمعية نقاد وكتاب السينما المصرية، وكما حصل على جوائز أفضل إخراج وأفضل فيلم وأفضل ممثل مساعد وأفضل ماكياج، ونال الفنان أحمد زكي جائزة أفضل ممثل عن دوره في هذا الفيلم. 



يبدأ الفيلم بإسناد المهمة التي تحمل اسم "أرض الخوف" إلى الضابط يحيى المنقباوي (أحمد زكي)، والذي يقوم بمقتضاها بالتحول إلى تاجر مخدرات محترف والعيش بين عتاة الإجرام والمهربين بعد فصله رسمياً من جهاز الشرطة وسجنه بتهمة الرشوة.

وبعد هذا الزرع الكامل عليه أن يرسل تقارير سرية تحوي تفاصيل هذا العالم موقعة باسمه الحركي "آدم"، وبمنطق الزرع الكامل مصرح له بأن يقتل ويسرق ويرتكب كل الجرائم والمحرمات وعليه أن يحمي نفسه بنفسه.
 

هذه هي الفرضية التي استند عليها البناء الفيلمي، تحوّل ضابط إلى مجرم بقرار من رؤسائه وبموافقته الشخصية على الانخراط في المهمة ثم التماهي بين الضابط والمجرم.



وبين "يحيى أبو دبورة" و"يحيى المنقباوي"، نزعة الشر المنغمسة في أعماق النفس البشرية حتى لو كان صاحبها من أخيار العالم.
 

تبدأ رحلة "يحيى" من صالة بلياردو، إلى كباريه بحثاً عن خيط يوصله بعالم تجارة المخدرات، حارساً شخصياً ثم زوجاً للراقصة رباب (صفوة) والتي تهجره حينما تعلم أنه يعمل في الإتجار بالمخدرات.
 

استخدام المخرج صوت يحيى كراوٍ للأحداث على شريط الصوت يدعم شكل السرد الذي اختاره، والذي يكشف عن معلومات مكثفة في ثوان قد يستلزم طرحها بصرياً دقائق عدة في حين أن نسيج الفيلم يُغزل عرضياًَ إذ أن الأحداث تشغل نحو عشرين عاماً، كما أن اسلوب الراوي يكشف عن معاناة بطلنا وإحساسه الدائم بالازدواجية والتمزق.



ويزيد من هذا الإحساس وفاة اللواء مأمون، الذي كلف يحيى بالمهمة، ما يجعل التقارير التي يكتبها ويرسلها بانتظام هي الشعرة الباقية التي تذكره بالمهمة القديمة بعد انخراطه الكلي في عالم الجريمة المنظمة.
 

دخول يحيى التدريجي إلى هذا العالم، وتوطيد أقدامه فيه كواحد من التجار العتاة استلزما منه أن يلوث يده بالدم، يقتل المعلم بسيوني (مخلص البحيري) ويصبح ذا مهابة ومكانة في هذا العالم الوحشي، وفي الوقت نفسه يثور داخله صراع حول اقترافه كضابط شرطة / إنسان سوي لجريمة قتل.

هذه السلوكيات التي تبعده تدريجياً عن حقيقته الأولى والتي لا يكاد يتذكرها وتزداد مساحة الشك في مقابل تقلص مساحة اليقين ما يضطره للذهاب إلى البنك للاطلاع على الوثيقة القابعة في خزانة حديدية والتي مكتوب بها أنه بمهمة سرية ومصرح له بفعل أي شيء ليعود إليه وعيه المخادع.
 

تتصاعد الأحداث ويزداد يحيى ثراءً ونفوذاً، تتوطد علاقته بتجار المخدرات وبخاصة التاجر الكبير المعلم هدهد (حمدي غيث) الذي يمنحه الأمان داخل قلعته، ويمنحه زوجة (زينة) يتزوجها وهو غائب عن الوعي تحت تأثير المخدر.

بعد أيام يسألها عن اسمها؟ تجيبه برضا كامل هناء. وليس من قبيل المصادفة أن تمنحه هذه الزوجة طفلاً.


 

المرأة الثالثة في حياة يحيى هي المهندسة المعمارية فريدة (فرح) التي ينجذب إليها، بعد بحثه عن امرأة تشكل اختياراً منطقياً ليحيى الضابط الذي يكاد ينساه، مجرد خيط رفيع يذكره بحقيقته القديمة.

يزداد شك يحيى في حقيقة مهمته بالتزامن مع إحكام الشرطة للحصار حوله، ورأسه أصبح مطلوباً من كبار تجار المخدرات.
 

يكتشف يحيى أن الرسائل التي يرسلها منذ سنوات طويلة لا تصل إلى رؤسائه، بل وصلت على سبيل الخطأ إلى موسى (عبد الرحمن أبو زهرة) موظف البريد الذي فضها وقرأ ما فيها، وعندما يذهب يحيى إلى موسى بحثا عن بصيص أمل يجده قد فارق الحياة.


 

وبسبب إحكام الحبل حول رقبته، يكشف حقيقة مهمته لصديقه القديم وعدوه اللدود الضابط عمر (عزت أبو عوف) والذي يرأس مكتب مكافحة المخدرات، يرفض عمر تصديقه.

وحينما يقر المسؤولون بحقيقة المستند، يجد يحيى نفسه وحيداً أمام حقيقته المراوغة يشعر بالحنين لمهمة "أرض الخوف".




يذكر أن، فرقة الرقص المسرحي الحديث يشرف عليها حاليًا مديرها الفنى الفنان وليد عونى، وتأسست عام 1993 وتعد الأولى من نوعها في العالم العربي.

حصلت الفرقة  على العديد من الجوائز منها جائزة أحسن عرض سينوغرافى فى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي.

ومثلت مصر فى مهرجانات دولية متخصصة منها قرطاج الدولي بتونس ، تشـانج مو (كوريا)، بروج ( بلجيكا )، مهرجان الرقص المعاصر (كازابلانكا)، مهرجان الرباط الدولي (المغرب) ومهرجان ركلنج هاوزن (ألمانيا).

قامت الفرقة بجولات فنية في كل من إيطاليا والصين، وقدمت عدد من العروض التي أشاد بها نقاد المسرح والرقص ، عبر صفحات أهم الصحف والمجلات العالمية.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان