بعد 153 عامًا، تستعد مقبرة "تي" بمنطقة سقارة لاستقبال الجمهور، عقب انتهاء وزارة الآثار من أعمال الترميم.
و"تي" هو المشرف على أهرامات ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وعلى الرغم من عدم تقلده لمنصب الوزير إلا أنه شيد مقبرة كبيرة الحجم.
اكتشفت المقبرة على يد عالم الآثار مارييت عام 1865، وتعتبر من أجمل مقابر سقارة، وتشتهر بنقوشها الملونة ومناظرها التي صورت صناعة الخبز والجعة.
يذكر أن، منذ اكتشاف المقبرة لم تجر بها أية أعمال ترميم، حتى بدأت البعثة المصرية- التشيكية بالتعاون مع مرممي منطقة آثار سقارة بأعمال ترميم وتنظيف جدران المقبرة من الأترية وتثبيت الألوان، وسيبدأ فريق العمل بتركيب اضاءة حديثة للمقبرة.
ومن جهة أخرى، تفقد الدكتور خالد العناني؛ وزير الآثار، آخر أعمال تطوير وترميم المقبرة الجنوبية للملك زوسر.
و أوضح د.مصطفي وزيري؛ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المقبرة الجنوبية تعد أحد العناصر الهامة للمجموعة الجنائزية للملك زوسر، واكتشفها عالم الآثار "فيرث" عام 1928م، وهو من أطلق عليها هذا الاسم نظرا لوقوعها في الجهه الجنوبية الغربية من المجموعة الجنائزية.
وأضاف أن أعمال الترميم شملت فك وإعادة تركيب البلاطات الفاينس الزرقاء والتي كانت مثبتة بالمون الجبسية مما أدي إلى تساقط بعضها عبر السنين، كما تم تجميع وتركيب الفينسات التي كانت موجودة بالمخزن المتحفي بالإضافة الي تقوية المونات القديمة المتبقية مكان البلاطات المفقودة.
وأشار إلى أن أعمال الترميم شملت تثبيت القشور المنفصلة من البانوهات، وفك وترميم وإعادة تركيب الأعتاب الأثرية بجميع الفراغات، وعلاج التلف الميكروبيولجي وإزالة الاتربة التي كانت تغطي السطح، وتدعيم وتثبيت الطبقات المنفصلة من السقف، وتركيب الأرضيات الحجرية، وتدعيم الأسقف وتركيب الاضاءة.
وأضاف صبري فرج؛ مدير عام منطقة آثار سقارة، أن المقبرة لها مدخل من الناحية الجنوبية يؤدي إلى سلم منحدر يتجه إلي أسفل، وبئر عميق يصل إلي حوالي 28م، و يوجد أسفلة غرفة دفن صغيرة مبنية من الجرانيت يبلغ طولها 1.6م، ويوجد بها عدة ممرات زينت بعض جدرانها بقطع من الفيانس، وبعضها عليها مناظر تمثل الملك زوسر يقوم بطقسة تسمي "جرية الحب سد" ممثلا مرتين أحدهما يرتدي فيها التاج الأبيض والأخري يرتدي فيها التاج الأحمر ملكا للشمال والجنوب.
وأشار إلى أن علماء الآثار، اختلفوا حول تحديد وظيفة تلك المقبرة، فالبعض يري أنها عبارة عن قبر رمزي للملك زوسر بصفتة ملكًا للوجه القبلي، ويري أخرون أنها كانت مكان لوضع الأواني الكانوبية التي تحتوي على أحشاء الملك. والبعض الآخر يرى أنها بداية بناء الهرم الجانبي للملوك اللاحقين.