"ما زالت حرب أكتوبر تحمل بين طياتها الكثير من الأسرار التي لا نعلمها بعد بالرغم من أننا سنحتفل بذكرى الانتصار الـ44 خلال أيام.. ومع مرور الوقت تنكشف بعض الحكايات والحقائق سواء من داخل حقيبة المخابرات المصرية، أو من أبناء الوطن الذين شاركوا في هذه المعركة"…
ومع احتفالاتنا هذا العام بذكرى انتصارات حرب أكتوبر، قرر اللواء أسامة المندوه؛ أن يشاركنا أصعب اللحظات التي مرت عليه، من خلال كتابه "خلف خطوط العدو" والصادر حديثًا عن دار الشروق.
ويحكي خلال سطور الكتاب قصة بطولة ملحمية لـ"مجموعة استطلاع" مصرية خلال حرب أكتوبر المجيدة، بقيادته، وهو برتبة "نقيب"، دفعتها القيادة المصرية منذ بداية الحرب للتمركز خلف خطوط العدو وفى قلب تجمعاته، وبالقرب من طرق اقترابه الرئيسية، ومركز قيادته الرئيسى فى "أم مرجم" و"مطار المليز" الحربى، فى وسط سيناء، على بعد نحو 100 كيلو شرق قناة السويس.
وبين سطور الكتاب ستعيش مغامرة جمعت بين الجانب الإستراتيجي والأمور العسكرية والبعد الإنساني.
وكتاب "خلف خطوط العدو" حرره ووثقه الكاتب الصحفي خالد أبو بكر؛ مدير تحرير جريدة الشروق، وقال في احتفالية حفل توقيع الكتاب التي أقيمت أمس في إحدى فنادق القاهرة، إن أجواء الكتاب أعادته بالذكريات إلى 16 عامًا مضت عندما كان مجندًا بالجيش.
وأوضح، أن أكثر شيئًا خدمه وهو يكتب أحداث الكتاب، أنه كان يعرف المنطقة التي تواجدت بها فرقة استطلاع اللواء أسامة المندوه، لأنها كانت نفس منطقة خدمته، وهو ما ساعده في إطلاق الخيال لعنانه والعودة بالذاكرة إلى تفاصيل ومعالم المكان وأدراك طبيعتها، ليخرج الكتاب في النهاية بهذا الشكل الموثق".
وطالب خالد أبو بكر، بإصدار العديد من الكتب عن سيناء وتاريخ المنطقة عسكريًا والعمليات التي دارت بها، لأن معظم الجيل الجديد لا يعلم شئ عن سيناء سوى أنها شرم الشيخ.
وعلى لسان بطلها الحقيقي – اللواء أسامة المندوه- يسرد كتاب "خلف خطوط العدو" بأسلوب جذاب ومشوق كيف نجحت "مجموعة الاستطلاع" المصرية فى أن تعد على العدو حركاته وسكناته وآلياته فى عمق سيناء، وتسهم فى الكشف المبكر عن نواياه لمدة ستة أشهر بدأت بعد آخر ضوء يوم 6 أكتوبر 1973.
وفي كلمته؛ قال المهندس إبراهيم المعلم؛ رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، إن كتاب "خلف خطوط العدو" يحكي قصة بطولة فريدة من بطولات حرب أكتوبر للواء أسامة المندوه.
وأوضح إبراهيم المعلم، إن الكتاب يسجل قصة من بطولة جندي مصري - برتبة نقيب - في تنفيذ ما كلف به من مهام، والاضطلاع بما علقته عليه قيادته ووطنه من آمال بكل إيمان وإقدام وشجاعة وقدرة لا حد لها على مجابهة الصعاب وتحدي المخاطر وابتكار الحلول بثبات وثقة.
وتابع: "هذه الصعوبات التي واجهته ضربت مثالًا في التلاحم بينه وبين أهالي سيناء، ليكونوا لنا وللأجيال القادمة نموذجا للاقتداء في البطولات والفداء والتصدي لما يبدو مستحيلا، وقهر ما يبدو لا يقهر".
وأشار إلى أن الرسالة التي يريد الكتاب توصبيها و إدراكنا أن الأمة التي تنسى ماضيها تضيع مستقبلها، وإن الشعوب التي تحيي ذاكرتها، وتكرم من يستحق التكريم من أبنائها تبنى للتقدم.
وأكمل: "إذ كنا نتذكر عظمة الشعب والجيش في روح أكتوبر، فعلنا نتأمل ما قاله نجيب محفوظ: "إن روح أكتوبر لا تنطفئ فقد فتحت لنا طريقا بلا نهاية.. ليس العبور سوى أول قفزة في تيار تحدياته".
وأختتم إبراهيم المعلم كلمته قائلًا: "القيمة الحقيقية للاحتفاء بأي كتاب أو أي عمل إبداعي يتناول انتصارنا في حرب أكتوبر، يعود إلى ذلك يمثل في حد ذاته احتفاء بـ"فريضة التذكر"، والعمل على إنعاش ذاكرة الأمة التي كان - ولا يزال - مطلوبا تغييبها وطمسها وتشويهها، وهنا يحضرني قول مأثور لونستون تشرشل، الكاتب والسياسي البريطاني الذي قاد بلاده للانتصار في الحرب العالمية الثانية، يقول فيه "التذكر واجب وليس ترف.. الأمة التي تنسى ماضيها ليس لها مستقبل".
وتمنى إبراهيم المعلم، أن تسجل قصة البطولة التي يرويها هذا الكتاب وما فيها من إيمان ووطنية وإنسانية ومغامرة يسندها ويستلاحم معها وطنية بطولة أهلنا الأحباء في سيناء، بأحرف من نور وأن تُعرف وتُقرأ وتُدرس ولعلها تملأ المكتبات وتتحول كما نأمل قريبا إلى فيلم إنساني صادق يأخذ مكانه ضمن أعظم الأفلام".
ويستعرض الكتاب الجهود المضنية التى بذلتها القوات الإسرائيلية للقبض على أبطال المجموعة، مستعينة فى ذلك بكل ما تملك من تكنولوجيا، غير أنها فشلت وعاد النقيب أسامة المندوه برجاله سالمين إلى القاهرة ليستقبلهم المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة ــ آنذاك ــ فى مكتبه ويقلدهم أرفع الأوسمة.
كما يكشف بجلاء دقة التخطيط المصرى فى حرب أكتوبر المجيدة، ويلقى الأضواء على جسارة رجال القوات المسلحة فى تنفيذ المهام التى أوكلت إليهم خلال أعمال القتال، ويبرز أيضا ذلك التلاحم الرائع بين رجالنا خلف الخطوط والمواطنين المصريين من قبائل سيناء، الذين كانوا خير معين لهم على تنفيذ تلك المهام الجسام، حتى تحقق النصر.
وحضر الاحتفالية مجموعة من الوزراء والمسئولين والشخصيات العامة بالدولة، منهم: المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية، واللواء أركان حرب علي حفظي، رئيس فرع التخطيط بالمخابرات الحربية خلال حرب أكتوبر، ومحافظ شمال سيناء الأسبق، والسفير محمد أحمد إسماعيل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ونجل المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية الأسبق، واللواء محمد العصار، وزير الانتاج الحربي، وأحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية السابق، وعمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي الأسبق، ومحسن نعماني وزير التنمية المحلية الأسبق، وعلى مصيلحي وزير التموين.