رئيس التحرير: عادل صبري 12:49 مساءً | السبت 05 يوليو 2025 م | 09 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بالصور| من أجل السد العالي.. عبد الناصر فرط في معابد النوبة

بالصور| من أجل السد العالي.. عبد الناصر فرط في معابد النوبة

ميديا

معبد ديبود

بالصور| من أجل السد العالي.. عبد الناصر فرط في معابد النوبة

سارة على 28 فبراير 2017 20:03

منذ نعومة أظافرنا، وقصة بناء السد العالي تروى لنا؛ كأعظم وأعرق المشروعات القومية، التي شيدت في ستينيات القرن الماضي، على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ندرسها في الكتب المدرسية، ويسردها العندليب عبد الحليم حافظ في ملحمته الغنائية "حكاية شعب".

 

وظلت حكاياته محفورة في وجداننا حتى أصبح يشبه إرث الآباء، الذي لا يمكن المساس به، إلى أن كبرنا وصدمنا الواقع بحقائقه المريرة.

 

فالسد الذي تغنينا بمجده، قُدم لأجل بنائه العديد من القرابين، منها تهجير أبناء النوبة، وغرق أراضيهم بما تحمله من ثروات وآثار.

 

ولم يكتفِ عبد الناصر بذلك، بل فرط في العديد من المعابد والآثار النوبية، بعد أن أهداها لعدد من الدول الأجنبية؛ تقديرًا لمجهوداتها في إنقاذ معبد أبو سمبل، بالتعاون مع منظمة اليونسكو.

 

لذا حرصت "مصر العربية"، تسليط الضوء على أهم المعابد والآثار النوبية، المتواجدة حاليًا في عدد من الدول الأجنبية.

 

معبد ديبود وسط مدريد

 

على التراز المصري لعبادة الإله آمون، شيد الملك النوبي آخر آمون، أحد ملوك دولة موري، المعبد منذ ما يقرب من 300 عام قبل الميلاد جنوب أسوان، بالقرب من الشلال الأول في منطقة دابود، على الضفة الغربية لنهر النيل.

 

 وفي أثناء تشيد السد العالي، أهدت الحكومة المصرية المعبد إلى دولة إسبانيا عام 1968م، وأعيد بناؤه في حديقة "دل أويسته"، بالقرب من القصر الملكي في مدريد، وافتتح أمام الجمهور في أغسطس 1972م.

 

وتحت عنوان "معبد ديبود.. مصر القديمة في وسط مدريد"، روت صحيفة "تيرا" الإسبانية حكاية نقل المعبد على لسان "لورديس ناربايث"، عضو معهد دراسات مصر القديمة.

 

ووصفت "ناربايث"، نقل المعبد بالملحمة، مشيرة إلى أن أحجار المعبد فككت بموقعها الأصلي، وخزنت في صناديق، وظلت تسع سنوات موضوعة على جزيرة وسط النيل.

 

وأضافت، وجرت عملية نقل المراكب في رحلة تحاكي الطقوس القديمة، بطول نهر النيل، إلى مدينة الإسكندرية؛ لتصل عبر البواخر إلى ميناء فالنسيا، ومنه إلى مدريد.

 

وأشارت إلى أن عملية إعادة بناء المعبد لم تكن بالسهل، خاصة بعد تأثره بزلزال قوي في القرن التاسع عشر أدى إلى تهدم بعض أجزائه، ما تم استكماله بأحجار رملية إسبانية مشابهة.

 

وأوضحت أنه في أثناء إعادة البناء، حدث خطأ في ترتيب بوابات المعبد، لما كان عليه في مصر، فجاءت البوابة التي يعلوها الثعبان المجنح، في غير موضعها الأصلي.

 

معبد دندور في متحف المتروبوليتان الأمريكي

 

معبد روماني، شيد جنوب أسوان أمام قرية دندور في عهد الإمبراطور أغسطس، الذي أهداه بدوره إلى الآلهة إيزيس وأزوريس، بجانب شخصين عاديين أعتبرا بطلي حرب هما "باديسه" ويعني "عطية إيزيس"، و"با حور" أي "عبد حوريس".

 

وبني المعبد من الحجر الرملي، بمقاس 25 مترًا من البوابة الأمامية إلى الخلف، ويضم غرفة الهيكل المطلة على النيل.

 

 وتوجد حوائط تحيط بالمعبد من البوابة الثانية؛ لتفصل الهيكل عن مياه النيل، ويزين دندور بنقوش نبات البردي واللوتس، التي ترمز إلى الإله حابي.

 

وأعلى بوابة المعبد يوجد قرص الشمس المجنح، الذي يرمز للإله حورس، وعلى الحوائط الخارجية يصور الإمبراطور أغسطس كفرعون، أثناء تقديمه العطايا إلى الآلهة إيزيس وأوزوريس، وولدهما حورس.

 

وفي عام 1963م، أهدت الحكومة المصرية المعبد إلى الولايات المتحدة، التي بذلت مجهودًا ضخمًا؛ لنقله من مكانه الأصلي.

 

فكانت أحجار المعبد تزن ما يقرب من 800 طن، وبلغ أكبر قطعة به 6.5 طن، ونقل في 661 صندوق، بواسطة شركة الشحن الأمريكية "إس إس كونكورديا ستار".

 

ومنح المعبد إلى متحف المتروبوليتان إبرايل عام 1967م، الذي أجري تعديلات كبيرة في أوائل السبعينات؛ ليشيد بجناح خاص به، ويعاد تركيبه على نفس شكله القديم.

 

 

معبد طافا بهولندا

 

على بعد 48 كيلو مترًا جنوب أسوان، يقع معبد طافا، أو "تافيس باليونانية"، الذي شيد في العصر الروماني، بين العامين الأول والرابع عشر بعد الميلاد، ويعتقد أنه بني في عهد الإمبراطور أغسطس.

 

وتقدر مساحة المعبد حوالي 6 أمتار ونصف في ثمانية، ويقام على أربعة أعمدة مربعة الشكل، وتوجد على جدرانه بعض الكتابات باللغة اليونانية ونقش لصليب.

 

ويتكون معبد طافا من 657 قطعة حجرية، تزن كل منها ما يقرب من 250 طنًا.

 

وأهدى عبد الناصر المعبد إلى دولة هولندا، وفي عام 1971م وصل إلى متحف الآثار بمدينة ليدن، وأعيد تركيبه وحفظه بالشكل الذي لا يؤثر بالسلب على أحجاره.

 

 

مقصورة الليسيه بإيطاليا

 

بالأصل كانت منحوتة في الصخر شمال قصر ابريم، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 43 من حكم الملك تحتمس الثالث.

 

 وتتكون المقصورة من صالة واحدة، ويوجد في الجدار المقابل للمدخل كوة أوتجويف، يضم ثلاث تماثيل للملك حورس سيد ميعام "عنيبة"، وإله آخر مهشم.

 

وعلى الجدران الداخلية للكوة، تظهر صور للملك تحتمس الثالث، مع حورس سيد ميعام، وآمون رع، وساتت وتحوت.

 

وتوجد على واجهة المقصورة نقوش - ساعدت في تحديد تاريخ بنائها - تظهر الملك تحتمس الثالث أثناء تعبده للإله حورس سيد ميعام والآلهة ساتت.

 

وأهدت المقصورة إلى دولة إيطاليا عام 1966م، ونقل إلى مدينة تورينو؛ ليوضع بجوار المتحف هناك.

 

 

البوابة البطلمية بمعبد كلابشة

 

شيد معبد كلابشة في عهد الأمبراطور الروماني أغسطس في الفترة بين "30 ق.م – 14م"، ويشبه في تخطيطه المعابد المصرية في عصر الدولة الحديثة.

 

ويضم المعبد مناظر لمعبودات النوبة المختلفة منها، ماندوليس المعبود الرئيسي للمعبد، وإيزيس، وأوزوريس، وآمون، وشو وحورس، وخنوم، وبتاح.

 

ويظهر بالمعبد نقوش تشير إلى المعتقدات المختلفة التي تعاقبت عليه منها، ديموطيقية، وقبطية، ويونانية، بجانب مجموعة من المخربشات المسيحية.

 

وقديمًا كان يقع المعبد على الضفة الغربية لنهر النيل على بعد 55 كم جنوب أسوان، وتسبب بناء الخزان في تغطيته بالمياه على مدار تسعة أشهر في العام.

 

  وقدر للمعبد أن يغرق كاملًا؛ لذا قام مركز تسجيل الآثار المصرية بالتعاون مع البعثة الألمانية بإنقاذه ونقله إلى مكانه الحالي.

 

وبالفعل نجحت البعثة الألمانية في بناء المعبد بمنطقة صخرية مرتفعة خلف السد العالي.

 

وتقديرًا لمجهوداتها أهدى لألمانيا البوابة البطلمية من داخل معبد كلابشة، ومتواجدة حاليًا في الجانب المصري بمتحف برلين.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان