رئيس التحرير: عادل صبري 09:46 صباحاً | الأحد 06 يوليو 2025 م | 10 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

في ذكرى مولد الزعيم .. ناصريون نسبةً لصلاح نصر

في ذكرى مولد الزعيم .. ناصريون نسبةً لصلاح نصر

مقالات مختارة

محمود النجار

في ذكرى مولد الزعيم .. ناصريون نسبةً لصلاح نصر

بقلم- محمود النجار: 15 يناير 2017 14:02

 

يعد عهد السيسي أكثر عهود الناصريين اختباءً من أمام الأعين، فلا هم قادرون على تأييد قرارات للسيسي تنسف مبادئ الناصرية من جذورها، ولا يتملكهم أي قدر من الشجاعة في إعلان معارضتهم للقائد العسكري الذي شبهوه بزعيمهم وهو –وهُم- أبعد ما يكونون عن صفات الزعيم جمال عبد الناصر الذي يحتفون بذكرى مولده اليوم.

 

وباستثناء شخصيات تعد على نصف أصابع اليد، كالدكتور يحيى قزاز الذي أدرك أنه وضع أقدامه في المكان الخطأ، وراح يكفر عن ذلك بأقسى كلمات المعارضة على صفحته الشخصية فإن الناصريين ساروا في طريق لا علاقة له بعبد الناصر، ولا حتى بمبادئ نادى بها الزعيم فقد دعمت رموزهم، وقياداتهم نظام السيسي الذي يمثل الانحياز المناوئ لانحيازات الناصرية اجتماعيا واقتصاديًا.

 

وحتى على المستوى القومي وقضية فلسطين –اللي لحم كتافهم من خيرها- فقد ذهب النظام الحالي في ممالأة إسرائيل أبعد بكثير مما ذهب إليه السادات، ومبارك، وإن كان الناصريون قد قامت قيامتهم على الرئيس الأسبق محمد مرسي بسبب خطاب بروتكولي جاءت فيه كلمة "صديقي بريز"، نجدهم قد ابتلعوا ألسنتهم، ونظام السيسي ينفذ كل مقتضيات تلك الصداقة، والصحوبية (ومعروف شعبيا الصاحب له عند صاحبه إيه)

 

استفزني أحد أصدقائي الناصريين عندما قال لي "أراك قد تخليت عن ناصريتك" فأجبته أني ما زلت ناصريا، ومؤمنا بتجربة عبد الناصر كبداية لمشروع استقلال وطني ينحاز للمصريين، ولكن ما أنتم فيه الآن لا يمكني من أن أطلق عليكم وصف ناصريين إلا إذا كنتم تقصدون الكلمة نسبة لصلاح نصر مدير المخابرات الذي استغل النساء والفنانات جنسيا لأغراض سياسية.

 

فرموز ناصرية خلعت عباءة مبادئهم، وأطاحوا بها عندما جاءتهم مسؤولية يعلم الجميع-وهم أنفسهم في مقدمتهم- أنها مؤقتة ولا تتخطى شهورا ما لم تكن أسابيع.

 

فهذا كمال أبوعيطة الذي نال شهرته بوصفه أحد قادة المظاهرات العمالية، حين تولى وزارة القوى العاملة كان أول من وصف حراكهم بالمشبوه، وأن جماعة الإخوان (التي دخل برلمان 2012 على قوائمها) هم من يحركونها لزعزعة الاستقرار، وقال كلامًا لم يجرؤ حسين مجاور، أو أحمد العماوي على ترديده ضد المظاهرات التي كان يخرج بها صاحبنا.

أبوعيطة الذي هدد حكومة أحمد نظيف في 2010 باعتصام عمالي مفتوح على رصيف مجلس الشعب، إذا لم يتم تنفيذ حكم القضاء الإداري، الخاص بوضع حد أدنى للأجور، هو نفسه الذي قال عند توليه الوزارة أنَّ الإضراب يفسد المفاوضات.

 

 أبوعيطة فُصل في عهده عمال "أسمنت السويس" لمطالبتهم بعودة زملائهم المفصولين، وقبض على عدد منهم، ولكن يبدو أن الوزير الذي أطلق عليه –يوما- "مؤذن الثورة" كان في "مالطا"، ولم يحرك ساكنا.

وذاك أستاذ جامعي "حسام عيسى" من مؤسسي 9 مارس الذين بحت أصوات أعضائها بإخراج الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية من داخل الحرم الجامعي، هو نفسه وزير التعليم العالي الذي دخلت في عهده قوات الشرطة، بشحمها، ولحمها، وقواتها الحرم، وعسكرت فيه، بل وحاول تبرئتهم من دماء شهيد كلية الهندسة الطالب محمد رضا بزعمه أن التظاهرات التي قتل بها الطالب كانت خارج الجامعة، فانبرت الدكتورة ليلى سويف زميلته بحركة 9 مارس لتكذبه على الملأ، وأن الطالب قُنص داخل الجامعة.

 

وهناك زعيمهم الأكبر الذي يظهر، ويختفي بإشارة من ضابط لا تتعدى رتبته "مقدم" فينطبق عليه قول الرجل الذي قابل إسماعيل يس في مستشفى المجانين وقال له لا تؤاخذني أنا عندي شعرة "ساعة تروح، وساعة تيجي"، وكذلك أعراض الوطنية، والمعارضة عند صاحبنا الذي باعه رفاقه، وجاهروا بعيوبه، وعروه على الملأ عندما خاض الانتخابات الرئاسية، رغم أنه كان يخوضها كمجرد كومبارس ضئيل لا يقوى حتى على الدعاية لنفسه، ولم يكن ينقصه سوى أن يصوت للسيسي –هذا إن لم يكن فعلها حقا-.

وتلك إعلامية ناصرية دخلت نادي "القواعد من النساء" كان ذكر السعودية مقرونا عندها بالدول الرجعية، حتى جاء 30 يونيو فأصبحت السعودية هي الأخت الكبرى، بل ولم تمانع في منح تيران وصنافير للسعودية، ثم عادت لتقول إن السعودية مولت هزيمة 1967.

 

 تلك الإعلامية التي دخلت نادي "القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا " منذ فترة تماهت مع السيسي، وذابت فيه عشقًا، لدرجة أن ذكر اسمه في أي مناسبة أو مؤتمر تصفق وتهلل –وربما تحمر وجنتاها- كطفل أعادوه إلى أبويه.

 

ورغم أنها "يئست من المحيض" لم "تيأس" في مقالاتها، ولقاءاتها التلفزيونية من مغازلة السيسي، ولم تدفعها معاناة المصريين الذين طحنتهم نار الأسعار، ولا صرخات الفقراء –الذين انحاز إليهم من تدعي أنه زعيمها- إلى مراجعة موقفها، ولا حتى شهر العسل العاشقين بين نظام السيسي، وإسرائيل جعلها تخطو قيد أنملة بعيدة عن السيسي، وكانت مراجعة دينها (المسيحية) ودخولها دين غيره (الإسلام) أسهل عندها بكثير من مراجعة السيسي.

 

وآخر جاء على رأس لنقابة هامة فعلوا ما فعلوه معه، نجده نهر أعضاء نقابته الذين جاءوا لتأييده ضد تعسفها معه، واحمرت وجنتاه، وانتفخت أوداجه حين سمع هتاف "عيش حرية .. الجزر دي مصرية".

ودعك ممن اشتهر بـ "ذو القرنين" الذي ملأ الآفاق نفاقًا، وتعريضا في كل العصور فهو أتفه من الكلام عنه.

وهناك نماذج أخرى يعلمها الجميع، ناصريون اسما، ولكن حقيقتهم أنهم ناصريون نسبة لصلاح نصر.

تحية لزعيم أساء إليه اتباعه، والمتمسحون به من أنصار السيسي أكثر من أعدائه الذين ألصقوا به كل الشرور، وهو من الجميع براء.

زعيم له، وعليه لكنه أبدا لم ينحز ضد الفقير بل انحاز له، أخذ من الإقطاعيين –مهما كان تقييم ذلك- ليعطي الفلاحين الكادحين، بدلا من جمع تبرعات آناء الليل، وأطراف النهار.

 

هل قرأت قبلا قول "الوفدي" المبدع نجيب محفوظ "عبد الناصر له إنجازات عظيمة، ونكسات عظيمة"؟

للتواصل مع الكاتب:  naggar24@yahoo.com

 

مقالات للكاتب:

صديقي الثائر.. لسه "عايز تاخد فيها"؟!

إلى الذين كانوا ثوارا : ناويين تستحموا ولا هتفضلوا بنجاستكم؟!

الثوار -لا مؤاخذة- الخواجات

وإنا لفراقك يا "شيمون بيريز" لمحزونون

المسكوت عنه في إقالة وزير العدل .. كي لا نعتبره "زند" وراح

فيفي عبده.. أم مثالية في زمن فتوى "إرضاع الكبير"

هل "واقي" شادي حسين تلبية لدعوة نائبة دمياط "الدكر"

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان