رئيس التحرير: عادل صبري 10:34 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

الفرنسية: في العراق.. أيزيديات رهائن الصراع بين صلة الرحم والانتماء

الفرنسية: في العراق.. أيزيديات رهائن الصراع بين صلة الرحم والانتماء

صحافة أجنبية

أيزيديات العراق يعشن معاناة مضاعفة

الفرنسية: في العراق.. أيزيديات رهائن الصراع بين صلة الرحم والانتماء

إسلام محمد 14 يوليو 2019 15:33

أرغمت جيهان، الأيزيدية البالغة 18 عاما، على ترك أطفالها الثلاثة الذين أنجبتهم من زواج تمّ غصبا عنها مع عنصر في تنظيم الدولة الإسلامية، والعودة الى عائلتها، حتى لا يرذلها مجتمعها وطائفتها.

 

جاء ذلك في تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية لتسليط الضوء على المعضلة التي تعيشها عشرات النساء والفتيات الأيزيديات اللواتي حملن بأطفال من جهاديين خطفوهن عام 2014 لدى اجتياحهم منطقة سنجار في شمال غرب العراق حيث تعيش فيها غالبية من الطائفة الأيزيدية.

 

بعد استعادة القوات العراقية السيطرة على المنطقة المنكوبة، والهزيمة التي لحقت أخيرا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، عادت نساء كثيرات كن سبايا الى عائلاتهن، لكنهن غارقات في اليأس والألم نتيجة جراح لم تندمل بسبب تعرضهن للاغتصاب والتعذيب والزواج القسري على أيدي عناصر في تنظيم الدولة الإسلامية. وكذلك، يعيش عدد كبير منهن صراعا مؤلما نتيجة تخليهن عن أطفالهن، ذرية الجهاديين، المرفوضين بتاتا في المجتمع الأيزيدي المغلق.

 

ونقلت الوكالة عن جيهان قاسم، متحدثة عن أطفالها الثلاثة، صبيين وفتاة، في مبنى مهجور في بعدره حيث تعيش اليوم مع عائلتها المهجرة من سنجار، "لم أستطع أن أعيدهم معي الى البيت، فهم أولاد داعش"، مضيفة "كيف آتي بهم الى هنا، وأشقائي ما زالوا عند داعش؟".

 

كانت جيهان في الثالثة عشرة من عمرها عندما خطفها جهاديون لترغم بعد عامين على الزواج من عنصر تونسي في التنظيم المتطرف أنجبت منه ثلاثة أطفال، ثم فرت قبل أربعة أشهر معه برفقة أطفالهم إثر القصف الذي تعرضت له بلدة الباغوز في شرق سوريا والتي شكلت المعقل الأخير للتنظيم قبل انهياره.

 

وعندما علمت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة أنها أيزيدية نقلتها مع ابنها البكر وعمره عامان وابنتها وعمرها عام واحد وطفلتها الرضيعة، الى ملجأ لاستقبال الأيزيديين معروف باسم "البيت الإيزيدي" في شمال شرق سوريا.

 

ونشر "البيت الأيزيدي" صور جيهان على مواقع التواصل الاجتماعي، فتمكن شقيقها الأكبر سامان الذي ما زال متواجدا في شمال العراق من الوصول الى شقيقته والعودة بها الى أسرتها.

 

لكن ثلاثة أشقاء آخرين لجيهان لا يزالون في عداد المفقودين منذ سيطرة الجهاديين عام 2014 على قريتها في شمال العراق.

 

عانت جيهان كثيرا قبل اتخاذ قرار العودة، واضطرت الى ترك أطفالها الرضع مع السلطات الكردية السورية، وتقول بحسرة "إنهم صغار وكانوا متعلقين بي جداً، ... لكنهم يبقون أولاد داعش".

 

وأوضحت الصحيفة أن المجتمع الأيزيدي يرفض كل امرأة تتزوج من غير أيزيدي، حتى وإن كانت مرغمة على ذلك. بالنسبة للفتيات اللواتي خطفهن الجهاديون، أصدر الزعيم الروحي للطائفة الأيزيدية بابا شيخ مرسوما تاريخيا دعا المجتمع الى استقبال وحضن الناجيات من الاعتداءات الجنسية على أيدي هؤلاء.

 

في أبريل، أصدر المجلس الروحاني الأيزيدي الأعلى بيانا غير واضح يرحب ب"أطفال الناجيات"، ما أثار الأمل في حدوث إصلاح ثانٍ لقبول المولودين من أم أيزيدية وأب من تنظيم الدولة الإسلامية. لكنه أدى الى ردود فعل عنيفة بين المحافظين الأيزيديين، ما دفع المجلس إلى التوضيح بأن شيئا لم يتغير، وأن الأطفال المولودين من أبوين أيزيديين هم فقط المقبولون ضمن الطائفة.

ويقول الناشط الأيزيدي طلال مراد إن إصلاحا بهذا الشكل كان يمثل فتح أبواب تغيير أمام مجتمع ما زال مصابا بالصدمة.

 

ويضيف مراد الذي يرأس موقع "أيزيدي 24" المتخصص بشؤون الإيزيدية "إذا حدث مثل هذا التغيير في الدين، سيحدث تشتت كامل في الديانة الأيزيدية".

 

ويقول مدير مكتب المجلس الروحاني الأيزيدي الأعلى علي خدر لفرانس برس إن النقاش حول الأطفال لا يتعلق بإصلاح عقائدي فقط.

 

ويضيف من مقر المجلس في شيخان "الدستور العراقي يمنع هذا الشيء أيضا، أي طفل من والد مفقود أو غير موجود يسجّل أوتوماتيكياً كمسلم".

 

وينص الشرع الإسلامي الذي يستند اليه الدستور العراقي، على أن الانتماء الديني للشخص يورث عن الأب، ويشير خدر الى تبعات نفسية، لأن المجتمع الأيزيدي لا يمكن ان يتقبل أطفالا من جهاديين خطفوا واغتصبوا بناته.

 

ويتابع "لدينا حتى الآن ستة آلاف ضحية - فتيات ونساء أيزيديات - بيد الدواعش، ما من أحد يسأل عنهن، فيما يسألون عن أطفال على عدد أصابع اليد".

 

ولا تتوفر لدى المجلس إحصاءات عن عدد الناجيات الأيزيديات مع أطفال من آباء جهاديين.

 

وتركت معظم الأمهات الأيزيديات أطفالهن لدى "البيت الأيزيدي" في سوريا. لكن بعضهن أحضرن أطفالهن معهم الى العراق ورفضن إجراء مقابلات صحافية بسبب حساسية الأمر.

 

الرابط الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان