رئيس التحرير: عادل صبري 07:17 مساءً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

إذاعة ألمانية: «انتصار الأسد».. أسوأ سيناريو لسوريا

إذاعة ألمانية: «انتصار الأسد».. أسوأ سيناريو لسوريا

صحافة أجنبية

الأوضاع فى سوريا

إذاعة ألمانية: «انتصار الأسد».. أسوأ سيناريو لسوريا

أحمد عبد الحميد 28 يناير 2019 20:47

"يعتبر الصراع في سوريا أكبر كارثة منذ الحرب العالمية الثانية، والآن تبدو الحرب وكأنها حسمت عسكريًا  لصالح  الرئيس السورى "بشار الأسد"،  وحلفائه "روسيا وإيران"،  القوتان اللتان تشكلان خطط ما بعد الحرب الآن... ماذا يعني ذلك بالنسبة للسوريين؟".. هكذا استهلت الإذاعة الألمانية "دويتشلاند فونك" تقرير يتحدث عن الأوضاع في سوريا.

 

وأشارت الإذاعة الألمانية، في تقريرها إلى جهودات الشاب السوري ذو الأصول الفلسطينية "عبدالله الخطيب" ، الحائز على جائزة حقوق الانسان، عن عمله في توثيق أعداد شهداء الجوع والقنص في مخيم اليرموك المحاصر.

 

وأوضحت الإذاعة الألمانية، أن الناشط  السورى "الخطيب"، قد نجا في السنوات الأخيرة، من  قصف النظام، و تم حبس والده من قبل النظام السورى.

 

كان ذلك في يونيو 2018، حين ترك  الجيش الروسي سكان جنوب دمشق أمام خيارين: إما البقاء والانضمام إلى النظام أو الذهاب إلى الشمال التي يسيطر عليها المتمردون، حيث ينتظرهم بؤس مخيمات اللاجئين المكتظة وعدم اليقين.

 

ونقلت الإذاعة الألمانية تصريحات للناشط السورى "الخطيب"، والذى قال بدوره،  إنه بقى فى يونيو 2018  فى جنوب دمشق، لأن الوضع في الشمال كان كارثيًا  للغاية،  موضحًا أن وعد الروس بحماية المدنيين، وبعدم وجود اعتقالات، وعدم الإنضمام للجيش،  كان زائفًا.
 

بحسب "عبد الله الخطيب"،  فإن الروس قلقون فقط بشأن مصالحهم الخاصة، ولا يكترثون بمعاناة الشعب السورى.
 

وأردف أن  حوالي 150 رجلاً  قد تطوعوا للجيش،  واختفوا في دوائر المخابرات وأرسلوا مباشرة إلى الجبهة.
 

وأوضح الناشط أن الحالة الإنسانية فى سوريا سيئة للغاية، مصرحًا بأن  العديد من الشوارع غير صالحة للسكن ، والمباني متعددة الطوابق دمرت ونهبت بالكامل،  حتى كابلات الكهرباء والتجهيزات وأنابيب المياه تم تدميرها جراء الحرب.

 

ومضى يقول: "لم تفعل الشرطة العسكرية الروسية أي شيء حيال ذلك ، لأن الروس قلقون بشأن مصالحهم الخاصة فقط ، فهم يريدون الآن  تهدئة  الوضع على الأرض لتستعيد الدولة السيطرة"

 

يتم اعتقال المدنيين مراراً وتكراراً عند نقاط التفتيش،  وإذا تم إبلاغ  الجنود الروس بذلك ، فهم يجيبون وفقا للنظام ، والكلام للناشط السورى.

 

الناشط السورى استطرد قائلا: "إذا كانت روسيا تدعي أنها توفر الأمن في المناطق التي تم إعادة فتحها ، فإن هذا كذب،  ففي الواقع ، النظام لديه السيطرة الكاملة ".

 

وأوضح "الخطيب"، لإذاعة "دويتشلاند فونك"، أنه قد  هرب  إلى الشمال، برغم أن الوضع كان كارثيًا، ومقابل 1500 يورو ، انتقل  في سبتمبر 2018 مع المهربين إلى تركيا ، وبعد ثلاثة أشهر ، تلقى اللجوء في ألمانيا.

 

ونقلت الإذاعة الألمانية، تصريحات للناشطة السورية "يارا بدر"، التى  تترأس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وهى واحدة من عدة منظمات غير حكومية توثق الجرائم في سوريا.

 

وأوضحت "بدر"، أن لمشكلة الرئيسية تكمن فى  انعدام الثقة  في الحكومة السورية،  فقد تم القبض على أشخاص سوريين ولا يعرف عنهم أي شيء، مضيفة أن  المجتمع الدولي  قد قرر تجاهل هذا، ويسعى فقط  لحل مشكلة تدفق اللاجئين اليهم ومحاربة داعش.

 

وأردفت الناشطة السورية، أن  الرئيس بشار الأسد فاز  بالحرب عسكريًا ، وأصبح أكثر قوة من أي وقت مضى، معتمدًا على  روسيا وإيران، الأمر الذى جعل سوريا فريسة ، يمكن الآن تقسيمها.

 

ومضت الناشطة السورية  تقول:  "المراقبة والتعسف والتعذيب ، أدوات النظام لكبت أى  مقاومة، وأولئك الذين يريدون البقاء على قيد الحياة  يجب أن يظهروا الولاء للنظام".

 

الإذاعة الألمانية،  استشهدت بتصريحات "كريستوف رويتر" ، مراسل الشرق الأوسط في مجلة دير شبيجل الألمانية ، والذى قال بدوره، إن  هذا الانتصار العسكري لروسيا إيران هو في الواقع أسوأ شيء يمكن أن يحدث،  ولن يتحمل أحد المسؤولية.

 

وأردف مراسل الشرق الأوسط لمجلة "دير شبيجل"، أنه  لا يمكن أن تكون هناك مصالحة،  ولن يكون هناك تجديد .

 

وأوضحت "يارا بدر"، رئيسة مركز الإعلام وحرية التعبير ، أنه   تم القبض على ما يقرب من  250 ألف شخص منذ عام 2011، مضيفة أنه  بالنسبة للنظام، يعتبر الاعتقال وسيلة فعالة للحفاظ على السلطة.

 

 وأردفت أن  مراكز الاعتقال  السورية ، تعذب السجناء وتعرضهم لظروف سجن البائسة، ناهيك عن الاختفاء القسري .

 

لمدة ثلاث سنوات وخمسة أشهر و 25 يومًا ، كانت تنتظر الناشطة السورية "يارا بدر"،  زوجها ، "مازن درويش"،  الحائز على العديد من الجوائز الدولية والذى يعتبر  أبرز السجناء السياسيين في سوريا.

 

وأطلق سراح زوجها  "مازن درويش"، في أغسطس 2015 ، وحصل الزوجان على اللجوء في ألمانيا.

 

وتعمل "يارا بدر"، على الملاحقة القضائية الدولية للجرائم بموجب ما يسمى بمبدأ القانون الدولي ، حيث يمكن محاكمة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب المرتكبة في سوريا في المحاكم الألمانية.

 

وحكمت المحاكم الألمانية، على  العديد من القادة في الجهاز الأمني ​​للأسد ، وفي يونيو 2018 ، أصدر مكتب المدعي العام الاتحادي أول مذكرة توقيف دولية ضد "جميل حسن" ، رئيس دائرة المخابرات السورية السي السمعة.

 

ونتيجة لذلك ، فإن الملاحقة القانونية للجرائم لها أيضاً غرض سياسي: وهو تعقيد تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

 

مع قيام بعض  الدول العربية بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، تنقسم أوروبا في تعاملاتها مع دمشق، فعدة بلدان فى  أوروبا الشرقية توافق على التطبيع مع الأسد،  والبعض الآخر يصر على عزله، بحسب التقرير.

 

أوضحت الإذاعة الألمانية أن أكثر من مليون سوري قدموا إلى الاتحاد الأوروبي منذ عام 2011 ، وقد أدت المناقشات حول اللاجئين إلى تقسيم المجتمعات وتسمم المناخ السياسي، لذلك ، يجب على السوريين العودة إلى وطنهم في أقرب وقت ممكن ، ومن أجل ذلك يجب أن تتحسن الظروف المعيشية على الأرض،  في الوقت نفسه ، لا يرغب الإتحاد الأوروبى صرف  الأموال لإعادة الإعمار .

 

وبحسب الخبير  السياسي "جوزيف ضاهر" ، من جامعة لوزان ، يتعلق  الأمر بالأخلاق أكثر من الاهتمام بالمصالح، ووفقاً لتحقيقاته ، فإن الإطار القانوني والسياسي والاقتصادي لإعادة الإعمار السورية يمنع عودة اللاجئين.

 

وأضاف أنه بالنسبة لأولئك الذين يريدون العودة ، فإن الأمر ليس مجرد استثمار ، بل أمن، موضحًا أنه فى  عام 2012 ، أصدر الأسد عدة مراسيم تقضى بأن المنازل والشقق والأراضي التي لا يقدم أصحابها أدلة ملكيتها في غضون عام ، يمكن بيعها أو حجزها بالمزاد العلني، الأمر الذى يعقد مسـألة عودة اللاجئين.

 

 ومضى  الخبير السياسى يقول: " بدأت عملية الهدم ، ويتم الآن  بناء مناطق فاخرة حديثة في جنوب غرب دمشق، ولا يوجد مكان للسكان الأصليين هناك".

 

وأردف أن  إعادة الإعمار هي واحدة من أهم أدوات النظام لتعزيز سلطته  سياسيا واقتصاديا وعسكريا،  بالإضافة إلى ذلك ، سيتم منح مشاريع إعادة الإعمار واسعة النطاق لرجال الأعمال القريبين من النظام.

 

بالإضافة إلى ذلك ، وبمساعدة قوانين الملكية والإسكان المختلفة ، يمكن للنظام معاقبة سكان المناطق المتمردة، كما أن إمدادات الكهرباء والماء، تم الاستيلاء عليها بواسطة نظام  الأسد، والكلام للخبير السياسى.

 

وأشارت "دويتشلاند فونك"، إلى أنه لا يوجد بلد يمنح الأمم المتحدة الكثير من المال لسوريا مثل ألمانيا،  فالجمهورية الاتحادية هي أكبر مانح منفرد للمساعدات الإنسانية.

 

لسنوات ، كانت الأمم المتحدة تغذي السكان المتضررين فى سوريا بالمساعدات،  فقط عندما تسمح دمشق بذلك،  وإذا أرادوا الوصول إلى السوريين في مناطق المتمردين ، أعاقهم النظام.

 

أوضحت الإذاعة الألمانية، أن الولايات المتحدة الأمريكية بدون استراتيجية فى تعاملها مع الحرب السورية، مضيفة أن روسيا و  إيران  سوف يسيطران على المدى الطويل، لكن  الرئيس الأمريكى "ترامب" يناور دون استراتيجية.

 

وتحاول تركيا السيطرة على الشمال على طول حدودها لمحاربة  الأكراد، الذين يحكمون شمال شرق سورية، وبسبب قربهم من حزب العمال الكردستاني ، فهم  إرهابيون من وجهة نظر "أردوغان"، و بالنسبة للغرب منذ عام 2014 ، فهم أهم الحلفاء في الحرب ضد داعش.

 

بعد انسحاب القوات الأمريكية المعلن ، يخشى الأكراد السوريون الآن من هجوم تركيا، ويبقى أمام الأكراد خيار واحد وهو التعاون مع النظام السورى،  بحسب "فايسا داغ"، أستاذ العلوم السياسية والباحث في جامعة برلين الحرة، الذى أوضح بدوره للإذاعة الألمانية، أنه الأكراد مضطرون للتعاون مع الآخرين لحماية أنفسهم .

 

وبحسب "داغ"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة برلين الحرة،  تتوسط روسيا في اتفاق بين الأكراد والنظام، مضيفًا أنه خطوة بخطوة سيعيد الأسد السيطرة على المنطقة الكردية ، خاصة إذا كانت موسكو تعد بأن الأسد سيمنع استقلال الحكم الكردي.

 

ومضى "داغ" يقول: "الانسحاب الأميركي يمهد الطريق لخطط الرئيس الروسي، ويجب أن يستعيد النظام السيطرة على كامل البلاد، للاعتراف به دوليًا كممثل شرعي لسوريا".

 

وأردف أنه ستقوم موسكو بتأمين مناجم الفوسفات المربحة واحتياطيات النفط والغاز المتواضعة في البلاد،  ولهذا قد يفعل  الأسد مع رعاياه ما يشاء.

 

للاطلاع على النص الأصلى اضغط هنـــــــــــــــــا

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان