المصريون يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي للسخرية من المؤتمر الدولي للشباب الذي تنظمه الحكومة خلال الأيام القادمة، بسبب سجلها السيئ في حقوق الإنسان، وقمع الحريات المتصاعد في البلاد، بحسب وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية.
وينطلق مؤتمر "منتدى الشباب العالمي" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الفترة من 4 لـ 10 نوفمبر بمدينة شرم الشيخ.
وقالت الوكالة، على الموقع الإلكتروني للمؤتمر، روج المنظمين للمنتدى بـ هاشتاج #WeNeedToTalk، لكن كما هو الحال مع محاولات الحكومة السابقة لتسخير وسائل الإعلام الاجتماعية للترويج لفعالياتها، فشلت بشكل كبير وجلبت انتقادات لاذعة بسبب سجل الحكومة السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وأضافت، زاد التفاعل ونشر الكثير من النشطاء صور للشرطة تضرب وتطارد الشباب خلال حكم السيسي، وأخرى للناشطين الشباب المسجونين، بجانب حديث أحدهم عن سجن طالب لمدة ثلاث سنوات لنشره صورة للسيسي بـ آذان "ميكي ماوس".
وتصدر هاشتاج "#WeNeedToToTalk عن المختفين .. عن التعذيب ... الفساد ... الملايين التي تنفق لشراء الأسلحة في بلد لا يوجد لديه الرعاية الصحية، صفحات "السوشيال ميديا".
وشنت مصر حملة غير مسبوقة على المعارضة في عهد السيسي، بدأت بجماعة الإخوان لكنها توسعت لتشمل العلمانيين البارزين، وغيرهم ممن ينتقد سياسات الحكومة، وسجن الآلاف ووصل عددهم لـ 60 ألف شخص.
ووثق نشطاء ومنظمات مثل العفو الدولية، حالات الاختفاء القسري، والتعذيب المنتشر، وحملة الاعتقال الأخيرة التي استهدفت المثليين، والحجب الذي تعرضت له مئات من المواقع الإخبارية المستقلة.
وينفي الرئيس السيسي وجود تعذيب أو سجناء سياسيين في مصر، ويؤكد أن حقوق الإنسان ليست سوى واحدة من بين العديد من القضايا الملحة التي تعالجها حكومته، مثل تحسين الاقتصاد وتوفير الاستقرار، كما أن مصر تمر بمرحلة تنمية أقل من الدول المتقدمة، وبالتالي يجب معالجة الموضوع بشكل مختلف.
ونقلت الوكالة عن "تيموثي كالداس" باحث في معهد التحرير للسياسة في الشرق الأوسط قوله:" نحاول الحديث عن السنوات الماضية، لكن الحكومة تصر على ضرب، وتوقيف، وسجن وتعذيب كل من يتكلم بطريقة تنتقد الحكومة".
الحملة الرامية للترويج لمؤتمر الشباب تجاوزت شبكة الانترنت، وظهر العديد من الإعلانات في التليفزيون، ولوحات الإعلانات العملاقة في القاهرة، بما في ذلك واحدة قرب ميدان التحرير.
وفي الإعلانات التي تبثها القنوات الحكومية والخاصة وتحمل عنوان "رسالة سلام إلى العالم"، يظهر المئات يتسلقون أحد أهرامات الجيزة، ويقول موقع المؤتمر أنه سيتم تشجيع الضيوف على "التعبير عن آرائهم والتوصية بمبادرات لصانعي القرار والشخصيات المؤثرة... لخلق تغيير حقيقي في العالم الذى نعيشه".
وفى اجتماع استضافته وزارة الخارجية في وقت سابق من الشهر الماضي، حثت السفارات الاجنبية على إرسال وفود من الشباب وعرضت دفع تكاليف النقل والسكن، لكن دبلوماسي - طلب عدم الكشف عن اسمه- قال إن الاخطار منعت الكثيرين من الحضور".
وقال كالداس: "بدلا من إنفاق المال على مؤتمر دولي، يمكن للحكومة تحرير السجناء السياسيين من الشباب.. وعندما تكون الحكومة مستعدة لأجراء محادثات مع الشباب، فليس هناك نقص فيهم في القاهرة ".