رئيس التحرير: عادل صبري 11:05 صباحاً | الثلاثاء 01 يوليو 2025 م | 05 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

عبد الغفار هلال: «داعش كفرة .. ولا سلطان للبرلمان على الأزهر»

عبد الغفار هلال: «داعش كفرة .. ولا سلطان للبرلمان على الأزهر»

تقارير

الدكتور عبد الغفار هلال

في حوار لـ «مصر العربية»

عبد الغفار هلال: «داعش كفرة .. ولا سلطان للبرلمان على الأزهر»

فادي الصاوي 27 فبراير 2017 21:45

قال الدكتور عبد الغفار هلال العميد الأسبق لكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، إن المسلمين والمسيحيين في مصر تربطهم علاقات طيبة ولن يعكر صفوها العمليات الإرهابية التى يقوم بها تنظيم داعش في سيناء، واصفًا أعضاء التنظيم بـ"الكفرة".
 

وأضاف عبد الغفار هلال في حوار لـ"مصر العربية"، أن الأزهر فوق الجميع فيما يتعلق بالمسائل الدينية، وأنه لا سلطان لمجلس النواب على هذه المؤسسة حتى يناقش مشروع قانون خاص بالأزهر دون الرجوع إليه.

 

وأكد عميد كلية اللغة العربية الأسبق، أنه لا مانع من تولي المرأة المناصب الإدارية في الدولة كرئاسة الدولة والوزراء والمجالس المحلية طالما هي كفء لهذا المنصب، موضحًا في الوقت ذاته أن استبعاد النساء من المناصب القيادية بالأزهر عرف يجب تغييره.



وإلى نص الحوار..

 

*كرمك الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2015 ومنحك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.. في البداية صف لنا شعورك.. ومن الذي رشحك لهذا التكريم؟

- الإنسان يعمل بجد ونشاط فى مجال تخصصه ويرضى الله وفى النهاية ينتظر الأجر من الله تعالى وحده، وفي الحقيقة لم أفاجأ بهذا التكريم لأنى من أقدم الأساتذة في جامعة الأزهر، حيث عملت أكثر من 50 عامًا فى الجامعة، ولي مؤلفات وكتب منشورة على مستوى العالم، ومنها في مكتبة الكونجرس الأمريكي، ولي باع كبير فى الإعلام والفتاوى الشرعية وكانت فتاواي توضع موضع الاحترام في جريدة الأهرام، كما أنني من مفسري القرآن، وهذا عمل ضخم لا ينهض به إلا إنسان أعطاه الله الهبات التى نزلت على المفسرين الكبار، ولى تفسير مطبوع بعنوان "زهرة التفاسير" مع الشيخ محمد أبو زهرة الذى فسر 19 جزءاً من القرآن وانتقل للرفيق الأعلى، وأنا أكملت 11 جزءاً وجعلته على الاسم الذى وضعه الشيخ أبو زهرة، ولي مؤلفات قد تصل 100 مؤلف، وأنا شاعر أقول الشعر، ولى دواوين منشورة، وقدمت للرئيس قصيدة عن أنشودة الفلاح فى مصر قناة السويس وهذه القصيدة تصلح للغناء، كل هذا أهلني إلي هذا التكريم.

وفي الحقيقة فإن هذا التكريم جاء متأخرا وكنت استحقه بما أصلته فى الحياة العلمية والأدبية، طبعا شكرت الرئيس لأنه أدرك أنني استحق التكريم، وهناك رؤساء مررت بهم لكنهم لم يفكروا فى هذا التكريم، والرئيس السيسي أكرمه الله أحس بهذا وكرمني وأنا أقدم له جزيل الشكر والتحية.

 

* هناك من يرى وجود خلافات بين الرئاسة والأزهر على خلفية قضية الطلاق الشفوي. . فكيف ترى هذا؟

- أرى أنه لا خلاف والمسألة تكاملية، بمعنى أن الأزهر يتكامل مع الدولة وينظر لمصلحة الشعب، والرئيس يقصد مصلحة الناس والمرأة لأن الذمم قد خربت، فقد ينكر الزوج الطلاق والورقة ستكون إثباتا عليه، إذن الطلاق الشفوي يقع ولا مانع من تسجيله لإثبات حق الزوجين.

وأنا أرى أن الأزهر فوق الجميع من الناحية الدينية لأنه يقوم على حراسة الإسلام، قال الله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، والطلاق الشفوي له شروط لوقوعه كما قال الأئمة الأربعة، والرئيس عندما تعرض لهذا الموضوع تعرض له لأن هناك بعض من يدعون أنهم علماء زعموا أن الطلاق الشفوي لا يقع، ونحن نطالب كل واحد من هؤلاء أن يطلق امرأته على الهواء، وفي الحقيقة هو لن يستطيع أن يصدر هذا الأمر، إذن هو يقول كلاما من وراء ظهره.

 

* إذن لماذا يصر البعض على إلغاء الطلاق الشفوي؟

- هذا خطأ لأن إلغاء الموضوع كله أو القول به مطلقا يكون أمرا جزافا، ويجب أن يرجع إلى الأزهر باعتباره قلعة العلم في مسألة تقنين قضية الطلاق الشفوي.

 

*بعد أزمة الطلاق الشفوي قدم أحد النواب مشروع لتعديل قانون الأزهر ينص على تدخل المؤسسات المختلفة في ترشيح أعضاء هيئة كبار العلماء، وأن يكون تعيين أعضائها عن طريق الرئاسة وليس شيخ الأزهر، فضلا عن ترشيح دائرة أعضاء الهيئة لتشمل عددًا أكبر بحيث ينضم إليها علماء ومتخصصون في أمور أخرى ليست في الدين فقط.. فما رأيكم ؟

- لا سلطان لمجلس النواب على الأزهر لأن منارته عالية فوق الجميع، ونحن عندما ننظر إلى قانونية هيئة كبار العلماء، فإن من يتحدث فى هذا الموضوع هم رجال القضاء، حيث تشكل لجنة من مجلس القضاء الأعلى للنظر فى الهيئة هل قامت على أساس سليم أم لا؟

أما مسألة إدخال غير علماء الأزهر في هيئة كبار العلماء فهذا مرفوض، لأن هذه هيئة لكبار علماء الدين الذين يدرسون قضايا الأمة ويعالجونها، ولا ينبغى أن يدخل فيها مهندسا أو طبيبا، لأنه مسألة الخلط أفسدت أشياء كثيرة.

أما أن يوافق الرئيس على العضوية فهذا يقوله رجال القضاء، ونحن لا نمنع هذا فى المناصب الكبرى، التي منها عضوية هيئة كبار العلماء، وفي كل الأحوال يجب أن يرجع إلي الأزهر لتقنين الموضوع.

 

* في الفترة الأخيرة اعتمدت الأوقاف نساء للعمل في مجال الوعظ.. فهل تصلح المرأة للعمل الدعوي؟

- هى تصلح أن تدرس للنساء لأن هناك قضايا فقهية ودعوية المرأة مشغولة بها وتحرج من عرضها على الرجل فتعرض على امرأة.

 

* هل تصلح المرأة للعمل العام كوزيرة أو محافظة ؟

- أعتقد أن هذا صحيح ولا يوجد ما يمنع أن تتولى المرأة أى منصب إداري، أو أن تتولى المناصب الكبرى كالإمامة العامة (رئاسة الدولة) إن كانت تستحق، وليس كل رجل أفضل من كل امرأة، والمرأة المتميزة قد تكون أفضل من الرجل، وقد كانت النساء قديما فى الصدارة وكان الرسول يجتمع بهن ويشاورهن في كل الأمور.

يجب عند تعيين أي مسئول في منصب إداري، أن يكون الرائد هو المصلحة العامة والكفاءة، بحيث تتنحى المحسوبيات والوساطات والاختيارات العشوائية.

 

* إذن .. لماذا لا تتولى المرأة مناصب قيادية فى الأزهر، فحتى الآن لم نرَ امرأة واحدة بأمانة الفتوى بالأزهر أو الإفتاء، ولا رئاسة الجامعة أو هيئة كبار العلماء أو مجمع البحوث؟

 - لا مانع من أن تتولى المرأة أي وظيفة طالما أنها أهلا لها، فالإسلام دين العقلانية وهو يؤمن بأن كل إنسان يأخذ ثمرة عمله، لكن جرت العادة (العرف) فى الأزهر على ألا تتولى المرأة منصبًا قياديًا.

وأرى أن المرأة أثبتت جدارة في عمادة الكليات، ومن يثبت جدارة فى العمادة تثبت الجدارة فى رئاسة الجامعة أو أي منصب آخر، إذن لماذا نحجر عليها؟، فأي منصب صالح لأى يتولاه أي إنسان بشرط أن يكون كفءً له، وأن يرضى عنه ذووه، وأن يكون بالانتخاب، وإن كان الاختيار أيضا يحتاج إلى تغيير الأفكار، وعادة كل أمر جديد تجد له معارضين وبعد ذلك يقدم ويستجيب له الناس لاسيما إذا كانت فيه مصلحه.

 

* أصدر تنظيم داعش إصدارًا مرئيًا يحمل اسم (وقاتلوا المشركين كافة)، صور فيه علاقة المسلمين بالمسيحيين بأنها علاقة صراع وصدام، متوعدين بالمسيحيين بالقتل.. فكيف تنظر أنت لهذه العلاقة ؟

- العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر علاقة طيبة هم يتوادون ويتبادلون الزيارات ويجامل بعضهم بعضا فى مناسبات الفرح والموت، ولم يشوه هذه العلاقة إلا مثل هؤلاء الداعشيين الذين خرجوا علينا باسم الإسلام وهم "كفره"، يجب محاربتهم والقضاء عليهم، واعتقد أن الوقيعة بين نسيج الأمة لن تفلح .

وأعتقد أن أوروبا وأمريكا تستطيع أن تمنعهم لأنها هى التى جاءت بهؤلاء ومددهم بالسلاح، لتمزيق العالم العربي وتحويله إلى كيانات معزولة من أجل مصلحة إسرائيل، فهذه الدول تدعى أنهم أنصار الحرية والديمقراطية، وهم أعداء لهذه المبادئ، وهم يردون أن يحدثوا خللا فى المجتمع الإسلامي بأن يقيعوا بين السنة والشيعة والمسلمين والمسيحيين من أجل أن يمزقوا وحدات الأوطان ويفرقوها.

 

* خلال تصريحاتك كفرت "داعش" وهذا رأي مخالف للأزهر. . فلماذا؟

- هم أكثر من الكفار وحد الحرابة المنصوص عليه في قوله تعالي ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف .. إلى نهاية الآية ) معناه أنه بغاة وخارجون عن الدين، وقطع اليد والأرجل من خلاف هذا تمثيل لا يصنع مع الكافر عدو المسلم، وإنما يصنع مع من خرج على الكفر وهؤلاء متعددو الأنواع من الكفر.

 

*فى الإصدار نفسه وصف "التنظيم" شيخ الأزهر وبعض علماء الدين بالمرتدين.. فكيف ترد عليه؟

- شيخ الأزهر هو الرمز الإسلامي الكبير الذى يعتز به العالم كله، وهو شخصية فزة فى علمها وخلقها وتصرفاتها، إذن هؤلاء يرد عليهم بقطع ألسنتهم ونحرهم والقضاء عليهم.

 

*شيخ الأزهر في خطاب له قال إن السجون سبب رئيسي في تفريخ الإرهابيين والمتطرفين. . فهل توافقه فى هذا الرأي؟

- السجون أداة إصلاح وقد رأيت بعض السجناء وهم يشتغلون ببعض الحرف خلال فترة عقوبتهم، ونحن نريد لهذه الحرف أن تتوسع وأن يعطى السجين مقدارا من الحرية والآدمية، فبدل وضعه فى زنزانة مغلقة يبول فيها، يكون هناك مكان لقضاء الحاجة وآخر للطعام كما نرى فى السجون أوروبا، هو مذنب ويعاقب بالسجن لكن يسجن ومعه الصحف والكتب يقرأها وأعلم أن بعض الناس أخذ رسالة الدكتوراه وهم في السجون.

أما الإمام الأكبر فيقصد النوع الذى يجرى فيه التعذيب، ويقصد أن السجون بوضعها الحالي لا تخرج شخصا صالحا، وإنما يمكن يتعلم الإجرام من الذين معه فى الزنازين، وأنا أؤيده في هذا، وأعتقد في الوقت ذاته أن المسئولين لم يقصدوا هذا، وإنما يقوم بالتعذيب بعض المشرفين على الزنازين من العساكر الذين يريدون أموالا، ولذا أطالب بأن يقوم على السجن أناس مرتباتهم كبيرة، ومن ذوى الأخلاق العظيمة حتى يساهموا فى إصلاح السجناء حتى لا يحقد السجين على المجتمع.

 

*ما رأيك في الخطبة المكتوبة التي تجبر وزارة الأوقاف أئمتها على الالتزام بها؟

- لست من أنصار الخطبة المكتوبة والمعدة، لأنها ضارة وتقتل الإبداع وتجمع الخطيب أعمى لا يحس ولا يبصر، وأرى أنه يجب أن نترك للإمام حرية اختيار موضوع خطبته، لأن الناس ليسوا سواء والخطبة التى تصلح فى حى لا تصلح فى الآخر فلكل مجتمع صفاته ومشاكله الخاصة، ويمكن تشديد الرقابة عليهم عن طريق المفتشين، والخطيب الضعيف سيسقط من تلقاء نفسه، والمسجد الذى يكثر فيه المصلون هذا خطبيه جيد.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان